
وجه الدكتور أسامة الحديدي، مدير عام مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، تحذيرًا حاسمًا لصنّاع المحتوى على مواقع التواصل الاجتماعي من «تيك توكرز، ويوتيوبرز، وبلوجرز» الذين يروجون للسيارات أو غيرها من السلع بطرق قائمة على الخداع والكذب والغش، مؤكدًا أن الأموال التي تُجنى من هذا الطريق تُعد مالًا حرامًا شرعًا.
التحذير من التضليل والغش
وخلال مداخلة له في برنامج “عربيتي” على راديو مصر، الذي يقدمه الكاتب الصحفي والإعلامي هشام الزيني، شدد الحديدي على أن هذه الممارسات لا تتفق مع تعاليم الدين الإسلامي، مستشهدًا بقول الله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين”.
ودعا المؤثرين إلى مراجعة أنفسهم قبل الوقوع في الإثم، قائلاً: “حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم، وتزينوا للعرض الأكبر، يومئذٍ تُعرضون لا تخفى منكم خافية”.
لا تعتمدوا على غير المتخصصين
ووجه الحديدي نصيحة للمواطنين بعدم الاعتماد على ترشيحات المؤثرين غير المتخصصين عند اتخاذ قرارات مالية مثل شراء السيارات، مؤكدًا أن هذه التوصيات كثيرًا ما تكون غير قائمة على معرفة أو تجربة حقيقية، وتهدف فقط إلى الربح التجاري على حساب مصلحة الناس.
ودعا إلى الرجوع إلى المتخصصين وأصحاب الخبرة المعروفين بالأمانة والمصداقية، مؤكدًا أن المال يجب إنفاقه في مواضعه الصحيحة، بعيدًا عن الإسراف والتبذير.
حفظ المال مقصد شرعي
وأوضح أن حفظ المال من بين المقاصد الخمسة الكبرى للشريعة الإسلامية، إلى جانب حفظ الدين، النفس، العقل، والعرض، مشيرًا إلى أن الانجراف وراء محتوى ترويجي مضلل قد يؤدي إلى خسائر مادية جسيمة، مما يُدخل الفرد في دائرة التبذير المحرم شرعًا.
باب التوبة مفتوح
وختم الحديدي حديثه بالتأكيد على أن باب التوبة مفتوح لكل من مارس التضليل والخداع في المحتوى الدعائي، بشرط أن تتوافر شروط التوبة النصوح، وهي:
-
الإقلاع الفوري عن الذنب
-
الندم على فعله
-
العزم على عدم العودة إليه
-
رد الحقوق والمظالم إلى أصحابها
-
الاعتراف العلني بأن المحتوى الترويجي لم يكن حقيقيًا بل بهدف الربح فقط