
في قلب مدينة غزة، حيث تختلط أصوات القصف بأنين الجرحى، يظل الصحفي هو العين التي ترى واللسان الذي ينقل. لكن، ماذا لو أصبح هذا الصحفي هو الهدف؟ هذا ما حدث مساء الأحد، حين تحوّلت خيمة صغيرة أمام مستشفى الشفاء إلى ساحة دم، بعد أن استهدفتها طائرات الاحتلال مباشرة.
تفاصيل الحادثة
وفقًا لمصادر محلية، قصفت طائرات الاحتلال خيمة كان يتجمع فيها عدد من الصحفيين الفلسطينيين عند بوابة مستشفى الشفاء، ما أسفر عن استشهاد أربعة مواطنين، بينهم مراسلا قناة الجزيرة: أنس الشريف ومحمد قريقع.
أكّد مدير مجمع الشفاء الطبي نبأ استشهادهما، فيما عمّ الحزن أوساط الصحفيين والمؤسسات الإعلامية التي فقدت اثنين من أبرز من وثّقوا جرائم الحرب في القطاع.
استهداف متعمد.. ورسالة واضحة
لم يكن استشهاد أنس الشريف صدفة؛ فقد تعرّض لحملات تحريض إسرائيلية واسعة، شملت مؤسسات أمنية وإعلامية، بهدف إسكات صوته ومنع كشف الحقائق للعالم. أما محمد قريقع، فكان من الأصوات الشابة التي لم تعرف الخوف، حاملاً كاميرته بين الركام ليخبر العالم بما يجري.
هذه ليست الحادثة الأولى؛ فالأرقام صادمة. منذ بدء العدوان على غزة، قُتل أكثر من 42 صحفيًا، في ما يعتبره كثيرون سياسة ممنهجة لضرب حرية الصحافة وحجب الحقيقة.
حرية الصحافة بين النصوص والقنابل
القوانين الدولية تكفل حماية الصحفيين في مناطق النزاع، لكن الواقع في غزة يحكي قصة أخرى. المراسلون هناك يعملون تحت خطر دائم، بلا ضمانة سوى إيمانهم برسالتهم. استهداف الصحفيين ليس فقط جريمة حرب، بل هو محاولة لقتل الحقيقة مرتين؛ مرةً بقتل صاحبها، وأخرى بدفن شهادته.
ظهرت المقالة أنس الشريف.. القصة الكاملة لاستشهاد مراسل الجزيرة في قصف غزة أولاً على نبض مصر.