تفاصيل القبض على البلوجر محمد عبد العاطي وشاكر .. تجاوزات أخلاقية ومقاطع مسيئة تهز مواقع التواصل

تفاصيل القبض على البلوجر محمد عبد العاطي وشاكر .. تجاوزات أخلاقية ومقاطع مسيئة تهز مواقع التواصل

 في خطوة جديدة ضمن جهود الدولة لمواجهة المحتوى المخلّ والمنفلت على منصات التواصل الاجتماعي، ألقت الأجهزة الأمنية القبض على البلوجر محمد عبد العاطي، بعد نشره مقاطع فيديو وصفت بأنها خادشة للحياء العام، ومخالفة للقيم والتقاليد المتعارف عليها في المجتمع المصري. وجاء ذلك بعد تقديم عدد من المحامين بلاغات رسمية ضد عبد العاطي، اتهموه فيها بنشر محتوى مسيء ومخلّ، يحرّض على الفسق والفجور.

البداية: بلاغات ضد المحتوى الخادش

تقدَّم عدد من المحامين خلال الأيام الماضية ببلاغات عاجلة إلى الجهات المختصة، بعد رصدهم لمقاطع فيديو بثها البلوجر محمد عبد العاطي عبر حساباته الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، تتضمن ألفاظًا وصورًا فاضحة، إلى جانب إساءات متكررة تمس القيم الأخلاقية للأسرة المصرية.

وأكد مقدمو البلاغ أن هذه الفيديوهات لا تندرج تحت بند “حرية التعبير”، بل تمثل تجاوزًا خطيرًا للقانون، وتتعارض مع المادة (25) من قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات، التي تجرّم الاعتداء على المبادئ والقيم الأسرية في المجتمع المصري.

تحرُّك الأجهزة الأمنية

وبناءً على ما توافر من معلومات، باشرت الأجهزة الأمنية تحرياتها بشأن الوقائع المنسوبة إلى البلوجر، وبعد التأكد من صحة المحتوى المنتشر، تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، وإلقاء القبض على محمد عبد العاطي. وقد جرى التحفّظ عليه تمهيدًا لعرضه على النيابة العامة لمباشرة التحقيقات.

ويُذكر أن عبد العاطي قد أثار جدلًا واسعًا على مواقع التواصل خلال الشهور الماضية، بسبب محتواه المثير للجدل، والذي تجاوز كثيرًا حدود النقد أو الترفيه، متعمدًا جذب المشاهدات من خلال استعراض ألفاظ نابية وسلوكيات لا تتوافق مع الذوق العام.

اتهامات بالتحريض على الفجور

وجّهت السلطات للمذكور تهمًا تتعلق بالتحريض على الفسق والفجور، ونشر محتوى خادش للحياء العام، فضلًا عن إساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وهي تهم يعاقب عليها القانون المصري بالحبس والغرامة، خاصة إذا ثبتت النية المسبقة في التربح من وراء تلك المقاطع.

كما أظهرت التحقيقات الأولية أن البلوجر كان يسعى لجذب أكبر عدد ممكن من المتابعين، في محاولة لتعزيز أرباحه من المشاهدات، دون اعتبار للعواقب القانونية أو الأخلاقية المترتبة على هذا السلوك.

قضية أخرى.. القبض على البلوجر شاكر ومدير أعماله

وفي سياق مشابه، ألقت الأجهزة الأمنية القبض أيضًا على البلوجر المعروف باسم “شاكر”، برفقة مدير أعماله، وذلك بعد رصد عدد من مقاطع الفيديو المنشورة عبر حساباته، والتي تتضمن تعديًا صارخًا على القيم المجتمعية، ومحتوى يسيء إلى المبادئ الأسرية ويخلّ بالآداب العامة.

التحقيقات بيّنت أن المقبوض عليه كان يستخدم عبارات مبتذلة وأسلوبًا مستفزًا عمدًا، بهدف تحقيق رواج إعلامي وزيادة نسب التفاعل، على حساب الأخلاق العامة. كما كشفت التحريات عن حيازته لسلاح ناري غير مرخص، وكمية من المواد المخدرة، من بينها الحشيش والأيس.

بيان وزارة الداخلية

أصدرت وزارة الداخلية بيانًا رسميًا كشفت فيه عن تفاصيل القبض على البلوجر شاكر، مشيرة إلى أن ذلك جاء بعد ورود بلاغات عدة تتهمه بإنتاج ونشر محتوى يخل بالقيم، مع استغلال منصات التواصل الاجتماعي للترويج لهذا المحتوى المرفوض اجتماعيًا ودينيًا.

وأشار البيان إلى أن المتهمين اعترفا خلال التحقيقات بحيازتهما للمواد المخدرة بغرض التعاطي، كما أقرّا بنشر المقاطع المثيرة للجدل عن قصد، بهدف جذب الانتباه وتحقيق مكاسب مالية عبر الإعلانات والرعاة على صفحات التواصل.

جرائم إلكترونية تحت المجهر

وتأتي هذه الحوادث في ظل تصاعد حالات الإساءة لاستخدام الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث باتت بعض الحسابات تسعى للشهرة بأي ثمن، حتى لو كان على حساب كسر الخطوط الحمراء للأخلاق أو القانون.

وتواجه الدولة هذا التحدي عبر تفعيل قوانين مكافحة الجرائم الإلكترونية، ووضع حد لاستخدام المنصات في بث محتوى غير لائق، يضر بالمجتمع ويؤثر على سلوكيات الشباب والمراهقين الذين يمثلون الشريحة الكبرى من متابعي هذا النوع من المحتوى.

دور المجتمع والإعلام

خبراء في الإعلام والقانون أكدوا أن مواجهة هذه الظواهر لا تقتصر فقط على الجوانب الأمنية والقانونية، بل يجب أن تتكامل مع دور توعوي فاعل من الأسرة والمدرسة والإعلام، لتوعية النشء بمخاطر التعرض لمثل هذه المحتويات.

كما دعوا إلى تعزيز ثقافة “الإبلاغ عن المحتوى السيئ”، وتشجيع الجمهور على رفض التفاعل مع الحسابات التي تقدم محتوى يخل بالآداب، مع تعزيز ثقافة المسؤولية الرقمية، وخاصة بين صناع المحتوى الشباب.

مستقبل المنصات الرقمية.. بين الحرية والانضباط

تعيد هذه الوقائع الجدل من جديد حول مفهوم حرية التعبير على الإنترنت، والحدود الفاصلة بين الإبداع وبين الإساءة للآداب العامة. فرغم أهمية أن تكون المنصات فضاءً حرًا للتعبير، إلا أن هذه الحرية يجب أن تُمارس في إطار القانون، وبما لا يهدد أمن المجتمع أو أخلاقه.

ومن المتوقع أن تفتح التحقيقات مع البلوجر محمد عبد العاطي والبلوجر شاكر بابًا جديدًا لمناقشة آليات ضبط المحتوى الرقمي في مصر، سواء عبر تشريعات جديدة أو بزيادة التنسيق بين جهات الرقابة والمنصات الرقمية الكبرى مثل يوتيوب وفيسبوك وتيك توك.

في النهاية، تؤكد هذه القضايا أن الأجهزة الأمنية في مصر باتت أكثر يقظة في مواجهة التجاوزات على السوشيال ميديا، خاصة تلك التي تمس القيم الدينية والمجتمعية. كما تعكس هذه التحركات وعيًا متزايدًا بخطورة المحتوى غير المنضبط، الذي قد يُستغل لأغراض تجارية بحتة على حساب التوازن الأخلاقي للمجتمع.

ويظل الرهان الأكبر على وعي الجمهور، وعلى قدرة المؤسسات الثقافية والتربوية في خلق جيل يدرك خطورة المحتوى المضلل، ويميز بين الترفيه البنّاء والانحلال المقنّع بثوب “الشهرة”.

ظهرت المقالة تفاصيل القبض على البلوجر محمد عبد العاطي وشاكر .. تجاوزات أخلاقية ومقاطع مسيئة تهز مواقع التواصل أولاً على نبض مصر.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *