
في ظل غياب الرقابة المرورية وغياب المحاسبة، أصبح ما يحدث في شوارعنا أكثر من مجرد تجاوزات فردية المشهد اليومي على الطرق أصبح غير قابل للإهمال، وتحول إلى فوضى مرورية وأخلاقية تهدد حياتنا وتفقدنا هويتنا.
المواطن نفسه أصبح أول من يعتدي على المرافق العامة بلا أدنى احترام أو مسؤولية حيث أصبحنا نعيش في بيئة تحكمها الفوضى، يظن كل شخص أن الشارع ملكه، ويعيش كما يحلو له دون أي اعتبار للمجتمع أو السلامة العامة.
سائقي الدراجات النارية والتروسيكلات يسيرون عكس الاتجاه وكأن الطرق ليست ملكًا للجميع، بل هي طريق خاص بهم فقط لا توجد أي رقابة أو محاسبة لهذا السلوك المتهور، الذي يعرض حياة الآخرين للخطر بشكل يومي.
التوكتوك هذا الكائن المتفلت من أي رقابة أصبح هو الآخر مصدرًا يوميًا للمشاكل والسلوكيات الخارجة عن القيم لا يلتزم بقوانين المرور، ولا يحترم حدود الطرق أو حقوق الآخرين الميكروباصات تقف في الممنوع، تطير بسرعات جنونية، وتزعجنا بتسجيلات صوتية مزعجة لا ترحم آذاننا هذه المشاهد اليومية تثير الإزعاج وتعرض حياة الناس للخطر، بينما لا يوجد من يوقف هذا التسيب.
طرق غير ممهدة، شوارع ضيقة، محلات تحتل الأرصفة وتخنق المارة بلا رادع نحن نمشي في طرق مليئة بالعوائق والمخاطر، في ظل غياب أي رقابة حقيقية لحماية المواطنين المشهد كله يقول: لا رقابة، لا محاسبة، لا وجود للمسؤول.
لكن الأخطر من كل ذلك أن الفوضى التي نراها اليوم ليست فقط مرورية أو سلوكية، بل هي فوضى أخلاقية، لابد من الاستيقاظ سريعا والا فسنستيقظ على واقع لا يمكننا العيش فيه، واقع لا يمكن أن يتحمله أحد الوقت قد حان لنتحرك، لنوقف هذه الفوضى قبل أن تجرفنا جميعًا.