أبوظبي- "النهار" 

في ظل التحولات الاقتصادية العالمية وتسارع التحولات في مجالات الطاقة والابتكار، تتطلع أوروبا إلى تعزيز شراكاتها الاستراتيجية مع دول الخليج العربي، مستفيدة من الإمكانات الكبيرة التي توفرها المنطقة على صعيد الاستثمار والتكنولوجيا والطاقة النظيفة. وتأتي هذه الجهود في إطار رؤية أوروبية لتعميق التعاون الثنائي. 

وترفض مفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون البحر المتوسط دوبرافكا سويكا، مقولة أن "الخليج فرصة لأوروبا المأزومة"، مضيئة على فرص يرصدها الاتحاد الأوروبي دفعت مسار التفاوض حول اتفاقات التجارة. 

وتقول سويكا إن دولة الإمارات شريك استراتيجي للاتحاد الأوروبي. وفي مؤتمر صحافي مشترك عقدته مع لانا زكي نسيبة، وزيرة الدولة في الإمارات، أشارت سويكا إلى أن هذه الشراكة تمثّل دعامة أساسية لتعزيز الاستقرار وتحقيق الازدهار والتنمية في المجتمعات.

وأكدت نسيبة أهمية الإعلان عن إطلاق مفاوضات اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين الإمارات والاتحاد الأوروبي، معتبرة أن هذه الخطوة تعكس القناعة المشتركة بأن التعاون بين الجانبين أساسي لتحقيق الاستقرار والازدهار وفتح الفرص على المستوى الإقليمي والدولي.

وعلى هامش أسبوع أبوظبي المالي، تحدثت مفوضة الاتحاد الأوروبي لـ"النهار"، قائلة "لا أتفق مع من يرى أن أوروبا في أزمة، لكن لا بد من الإقرار بأن دول مجلس التعاون الخليجي تتمتع بإمكانات كبيرة، وهذا هو السبب الأساسي لوجودي هنا. أوروبا تسعى للتقارب مع دول الخليج، وقد أطلقنا مفاوضات اتفاقية الشراكة الاستراتيجية مع الإمارات". 

وأضافت: "كنت أمس في الرياض، للسبب نفسه، وبدأنا الحديث حول اتفاقية الشراكة الاستراتيجية التي نأمل أن تشمل جميع دول مجلس التعاون الخليجي. الطاقة تعتبر مجالاً أساسياً، وهذا سبب حضورنا اليوم مع مجلس التعاون، بهدف تعزيز الطاقة النظيفة وتقليل الانبعاثات الكربونية والحد من الاعتماد على الوقود الأحفوري التقليدي".

وأضاءت على "أهمية التواصل بين الشعوب الأوروبية والخليجية، وتشجيع الشركات الأوروبية على الاستثمار في المنطقة، وفي المقابل تشجيع الشركات الخليجية على الاستثمار في أوروبا. لاسيما في مجالات الذكاء الاصطناعي، البحث والابتكار، والطاقة، بالإضافة إلى مجالات أخرى كثيرة".

وكانت نسيبة أكدت في المؤتمر الصحافي المشترك أهمية الإعلان عن مفاوضات اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين دولة الإمارات والاتحاد الأوروبي، قائلة: "رأينا منذ وقت طويل الإمكانات الكبيرة غير المستغلة في العلاقة بين الاتحاد الأوروبي ودول الخليج العربي، ونرحب بالخطوات التي تم اتخاذها في بروكسل لبدء مفاوضات ثنائية مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بهدف إبرام اتفاقيات شراكة استراتيجية شاملة". 

وأوضحت أن "محادثاتنا المعمقة، لا سيما محادثات اتفاقية التجارة الحرة، تتقدم بسرعة، مدعومة بأساس قوي من المصالح الاقتصادية المشتركة"، مشيرة إلى أن آثارها الإيجابية ستنعكس "على شعوبنا وشعوب القارة الأوروبية، إذ ستعزز الروابط التجارية وستتوسع فرص الاستثمار، كما سيتعمق التعاون بين مجتمع الأعمال في الجانبين".