نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
استثمار في الأراضي المهملة... مشروع تنموي فريد في صيدا ركيزته الزراعات الصديقة للبيئة - وضوح نيوز, اليوم السبت 13 ديسمبر 2025 12:35 مساءً
في مبادرة فريدة من نوعها، أنشأت مجموعة من الناشطين البيئيين والمهندسين الزراعيين من أبناء صيدا وسكانها حديقة تحت إسم "نحيي الأرض"، داخل احد البساتين في محلة الوسطاني، تعتمد على إنتاج مزروعات بيئية من دون أي مواد كيميائية وسامة، على أن تتوسع الفكرة لتشمل اراضي وبساتين شبه مهملة او منسية يجري استثمار ها لبضع سنوات.
مشاركة أخرى تحرث التربة بمعول. (أحمد منتش)
وفي خطوة موازية، فتحت المجموعة باب الانتساب إلى الحديقة لأي شخص من المدينة وسكانها، من الجنسين والأعمار المختلفة، ولاسيما منهم المهتمين بالزراعة والراغبين فيها وفي انتاج مزروعات بيئية ولا يملكون اي قطعة أرض خاصة بهم. وبإمكان الراغب في المشاركة استثمار مساحة من أرض الحديقة تعرف بـ"المسكبة" بعرض متر وطول عشرين متراً، في مقابل مبلغ رمزي يرواح بين مليون ليرة لبنانية وعشرين مليوناً كل بحسب قدرته. عندها يتاح له إعدادها وزرعها ببذور أصيلة او شتول صغيرة، بإشراف لجان مختصة في الحديقة، بعد ان يكون المنتسب الجديد تابع محاضرات تتركز على أهمية الزراعات البيئية وفوائدها، ومعرفة لماذا نزرع وكيف نزرع وماذا نزرع في كل فصل من السنة؟
من سوق الأحد.
ومنذ إنشاء الحديقة بلغ عدد المساهمين والمشاركين حوالى 100 شخص بينهم ربات منازل ومتقاعدون واعلاميون وطلاب.
ويحق لمستثمر كل مسكبة جني محصول ما يزرعه والتصرف به بنقله الى بيته أو بيعه في "سوق الأحد" تقام أسبوعياً في الحديقة، والتي تحولت إلى مساحة مفتوحة للقاء المشاركين مع عائلاتهم واصدقائهم، وتتوافر فيها الأطعمة البيتية والشاي الأخضر والأسود. كذلك تقام في الحديقة ندوات ومحاضرات وحفلات موسيقية وغنائية، ويجري تعليم الصغار من تلامذة المدارس على طرق رص الزيتون والاطلاع على كل أنواع المزروعات البيئية من دون استخدام أي مواد سامة ومضرة.
إحدى أمسيات الحديقة.
ويؤكد المشرفون على الحديقة، وأنا أحد المنتسبين إليها، أن الهدف من إنشائها هو:
1- تشجيع الناس على الإفادة من اي مساحة او قطعة أرض بزراعة كل أنواع الخضر والفاكهة فيها بطريقة بيئية ومن دون أي مواد كيميائية باهظة التكلفة ومضرة أحياناً بالصحة.
2- إفساح المجال لأي شخص يرغب في الزراعة ولا يملك أي قطعة أرض المشاركة في زرع مسكبة خاصة به.
3- الحد من تلوث البيئة.
4- وهو الأهم، الحفاظ على ما تبقى من أراضٍ مزروعةٍ في مدينة صيدا التي كانت تتميز ببساتين الحمضيات والليمون والاكدينيا، والتي تقلصت نتيجة العمران وعمليات الضم والفرز التي غالباً ما تكون على حساب الأراضي المزروعة والبساتين المكسوة بالأشجار والأزهار.
ويناشد المشرفون على الحديقة، فاعليات صيدا السياسية والبلدية والدينية والاجتماعية، الحفاظ على ما تبقى من مساحات مزروعة وعدم إزالتها خلال عمليات الضم والفرز لغايات تجارية ومصالح خاصة.



0 تعليق