أعلنت السلطات الأسترالية، اليوم الأحد، مقتل ما لا يقل عن 12 شخصًا وأُصيب آخرين بجروح، في هجوم قام به شخصان يرتديان ملابس سوداء واطلقوا النار على أشخاص كانوا يحتفلون بعيد الأنوار (حانوكا) على شاطئ بوندي في سيدني. 

هجوم سيدني.. احتفال يتحول إلى مأساة 

ووقع إطلاق النار في الطرف الشمالي من الشاطئ الشهير، بالقرب من أو داخل مدينة ملاهي بوندي بارك. في ذلك الوقت، كان يُقام حفلٌ هناك تحت عنوان "حانوكا على البحر"، نظّمه أعضاء حركة حباد، وحضره أكثر من ألف شخص. كان من المقرر أن يبدأ الحفل في تمام الساعة الخامسة مساءً بالتوقيت المحلي، وبعد بدايته، وبينما كان أحد كبار قادة المجتمع يُلقي كلمة، انطلقت النيران فجأةً على المحتفلين من جسرٍ قريب.

مقتل أحد منفذين الهجوم 

ونفّذ إطلاق النار رجلان يرتديان ملابس سوداء، وتُظهر لقطات من موقع الحادث لاحقًا إصابة أحدهما بنيران مضادة وسقوطه أرضًا، بعد تحييد صديقه في وقت سابق. وفي مقاطع فيديو أخرى، شوهد مدنيون ورجال شرطة وهم يُسيطرون على المسلحين ويُطرحونهم أرضًا، بينما كان أحدهم يخضع لعملية إنعاش قلبي رئوي. 

وذكرت تقارير محلية، بوفاة أحد منفذين الهجوم متأثرًا بجراحه، بينما يرقد الآخر في حالة خطيرة. وتم إجلاء 25 شخصًا أصيبوا بنيران إلى المستشفيات، من بينهم طفلان وضابطا شرطة

الكشف عن هوية منفذ الهجوم 

في تمام الساعة الثانية عشرة ظهراً، أكد مصدر أمني رفيع المستوى لوسائل الإعلام الأسترالية أن أحد منفذين الهجوم هو نويد أكرم، شاب يبلغ من العمر 24 عاماً من سكان سيدني. بعد الهجوم، داهمت الشرطة منزله الذي تسكنه عائلته منذ حوالي عام. أكرم أصيب بجروح خطيرة لكنه نجا، وهو يتلقى العلاج حالياً في المستشفى.

وقال أحد شهود العيان، شون غودوين، لوسائل الإعلام الأسترالية بأن إطلاق النار استمر حوالي عشر دقائق طويلة: "لقد كان جحيماً على الأرض. كنت أحمي عائلتي، ورأيت الناس غارقين في برك من الدماء."

قال أحد رواد الشاطئ، الذي سمع دويّ إطلاق النار وهرع لمساعدة المصابين، لصحيفة سيدني مورنينغ هيرالد، إنه رأى طفلين، في الخامسة أو السادسة من عمرهما، يختبئان تحت السيارة: "كانا يصرخان: أمي، أمي". سحب والدتهما، التي كانت ملقاة تحت السيارة، وأدرك أنها أصيبت برصاصتين - في مؤخرة رأسها وفي كتفها. "اضطررت للضغط على موضع الإصابة لمدة عشرين دقيقة تقريبًا. كانت جروحًا بالغة. ثم تولى المسعفون الأمر. استغرق وصول سيارة الإسعاف خمسًا وأربعين دقيقة. كان المشهد أشبه بمنطقة حرب."

عبوة ناسفة في موقع الحادث 

حثّت شرطة ولاية نيو ساوث ويلز، التي تضم سيدني، كل من كان بالقرب من موقع الهجوم على شاطئ بوندي على الاحتماء، كما حثّ قادة المجتمع اليهودي السكان في منطقة شاطئ بوندي على البقاء في منازلهم. وبعد أكثر من ساعتين من ورود التقارير الأولية عن الهجوم، دُعي الجمهور مجدداً إلى الابتعاد عن موقع الهجوم على شاطئ بوندي، وذلك لوجود جسم مشبوه، يُرجّح أنه عبوة ناسفة يدوية الصنع، في الموقع، حيث يعمل على تفكيكها.

أصدر رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز، الذي أعلن مؤخراً اعتراف بلاده بدولة فلسطينية، بياناً قال فيه: “إن المشاهد التي وقعت في بوندي صادمة ومفجعة”. وأشار إلى أنه تحدث مع قائد الشرطة الأسترالية ورئيس وزراء ولاية نيو ساوث ويلز.

وعيد الأنوار (حانوكا) هو عيد ديني يهودي، يُعرف أيضاً باسم عيد الأنوار. يستمر عادةً ثمانية أيام ويُحتفل به في نوفمبر أو ديسمبر. يُحيي هذا العيد ذكرى انتصار المكابيين على الإمبراطورية السلوقية في القرن الثاني قبل الميلاد. في الدول الغربية ذات الأغلبية اليهودية، يُحتفل بعيد الأنوار أيضاً في الأماكن العامة كالحدائق والساحات والشواطئ.