في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها سوق العمل، واشتداد المنافسة على الفرص الوظيفية، باتت السيرة الذاتية أداة حاسمة في رسم الانطباع الأول لدى أصحاب العمل، فالسيرة القوية لم تعد مجرد عرض زمني للخبرات، بل وثيقة تسويقية تعكس المهارات والإنجازات والقدرة على التميز وسط عدد كبير من المتقدمين.

ومع تزايد حالات التسريح الجماعي وارتفاع عدد الباحثين عن عمل، أصبح إعداد سيرة ذاتية احترافية استثمارًا ضروريًا، لا سيما مع توفر أدوات الذكاء الاصطناعي التي تتيح للمتقدمين تحسين محتوى سيرهم الذاتية وصياغتها بشكل أكثر احترافية ودقة.

الذكاء الاصطناعي شريك جديد في كتابة السيرة الذاتية

توفر أدوات الذكاء الاصطناعي، وعلى رأسها "ChatGPT"، حلولًا ذكية لتبسيط عملية كتابة السيرة الذاتية، من خلال تنظيم المعلومات، واختيار الصياغات المناسبة، والالتزام بأفضل الممارسات المتعارف عليها لدى مسؤولي التوظيف.

كما تتيح هذه الأدوات إمكانية إعادة توظيف محتوى السيرة الذاتية في إعداد خطابات تقديم مخصصة لكل وظيفة.

وتتوفر نسخة مجانية من "ChatGPT"، إلى جانب نسخة مدفوعة تتيح الوصول إلى نماذج أكثر تطورًا، كما توجد بدائل أخرى مثل "Claude" و"Gemini" و"Perplexity" و"Microsoft Copilot"، فضلًا عن أدوات ناشئة في هذا المجال.

خطوات عملية لبناء سيرة ذاتية باستخدام ChatGPT

أولًا: التحضير المسبق

ينصح الخبراء بتجهيز ملخص واضح للخبرات العملية، والمسار التعليمي، والمهارات الأساسية، وأبرز الإنجازات قبل البدء باستخدام الذكاء الاصطناعي، لضمان الحصول على محتوى دقيق ومخصص.

ثانيًا: إدخال البيانات بشكل منظم

يمكن البدء بطلب مباشر من الأداة لكتابة سيرة ذاتية، حيث ستطلب بدورها معلومات أساسية مثل:

الموجز المهني.

الخبرات العملية.

المهارات.

التعليم.

العملاء أو المشاريع البارزة.

ثالثًا: المراجعة وإعادة الترتيب

رغم أن الذكاء الاصطناعي يقدم مسودة منظمة، فإن المراجعة البشرية تظل ضرورية، ويفضل ترتيب الأقسام بالشكل التالي:

معلومات الاتصال.

الموجز المهني.

الخبرات العملية.

المهارات.

التعليم.

حماية البيانات الشخصية

ولضمان الخصوصية، يُفضل عدم إدخال بيانات حساسة مثل رقم الهاتف أو البريد الإلكتروني أثناء استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، وإضافتها لاحقًا في النسخة النهائية.

تحسين السيرة الذاتية بذكاء

يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتنقيح أقسام محددة، أو إبراز الإنجازات بالأرقام، أو اقتراح أفعال قوية لبداية كل نقطة، إضافة إلى تحسين الكلمات المفتاحية بما يتوافق مع متطلبات الوظيفة المستهدفة.

ومع ذلك، يشدد الخبراء على ضرورة عدم الاعتماد الكلي على الذكاء الاصطناعي، إذ لا تزال بعض جهات التوظيف قادرة على رصد المحتوى المُنشأ آليًا، ما يجعل الدور البشري في المراجعة والتخصيص عاملًا لا غنى عنه.

الذكاء الاصطناعي أداة مساعدة لا بديلا عن الخبرة

في النهاية، يُنظر إلى الذكاء الاصطناعي كوسيلة داعمة تساعد في تحسين العرض المهني، وليس كبديل عن الخبرة الحقيقية أو التقييم الذاتي، فالسيرة الذاتية الناجحة هي تلك التي تجمع بين التقنية والصدق والقدرة على التعبير عن الهوية المهنية بوضوح.