تعاني العديد من النساء من الحيرة في العناية ببشرتهن، خصوصًا عندما تكون البشرة مختلطة، أي تجمع بين الجفاف والدهون في آنٍ واحد، هذا النوع من البشرة يحتاج إلى عناية دقيقة ومتوازنة تراعي اختلاف طبيعة كل منطقة في الوجه، لذلك فإن اختيار المرطب المناسب يُعد من أهم الخطوات للحفاظ على نضارتها وصحتها.
في هذا المقال، سنتعرف بالتفصيل على كيفية تحديد نوع البشرة المختلطة، وأهم المكونات التي يجب أن يحتوي عليها الكريم المثالي، بالإضافة إلى نصائح أساسية تساعدكِ على تحقيق التوازن بين الترطيب والتحكم في اللمعان.

لتعرفوا أكثر عن أسرار الجمال انضموا مجانًا إلى قناة تاجك لأسرار الجمال على الواتساب.

تُعد البشرة المختلطة مزيجًا بين البشرة الدهنية والجافة في الوقت ذاته، فهي تجمع بين اللمعان الزائد في بعض المناطق مثل الجبهة والأنف والذقن (المعروفة بمنطقة الـT-Zone)، والجفاف أو العادية في مناطق أخرى مثل الخدين والفك.
هذا التناقض يجعل العناية بها أكثر صعوبة من أي نوع آخر، لأن المنتج الذي يناسب الخدود الجافة قد يزيد من لمعان الأنف والجبهة، بينما المستحضر المخصص للمناطق الدهنية قد يسبب جفافًا في المناطق الحساسة من الوجه.

من السهل اكتشاف طبيعة بشرتكِ في المنزل دون الحاجة إلى زيارة الطبيب، اتبعي الخطوات التالية لمعرفة ما إذا كانت بشرتكِ مختلطة:

1. اغسلي وجهكِ جيدًا باستخدام غسول لطيف خالٍ من العطور والمواد الكيميائية القاسية.

2. اتركي بشرتكِ دون وضع أي كريمات أو مرطبات لمدة 20 دقيقة.

3. راقبي مظهر بشرتكِ بعد مرور الوقت: إذا لاحظتِ لمعانًا أو إفرازًا دهنيًا في منطقة الجبهة والأنف والذقن، بينما بدت الخدود والفك جافة أو مشدودة، فبشرتكِ مختلطة.

4. كما أن المسام في منطقة الأنف والجبهة تبدو عادةً أكبر من تلك الموجودة في باقي الوجه.

5. عند استخدام مرطب عادي، قد تلاحظين أن الخدين يبدوان ناعمين بينما المنطقة الوسطى من الوجه تزداد لمعانًا.

تلك العلامات كلها تدل على أنكِ من أصحاب البشرة المختلطة، التي تتطلب عناية متوازنة تجمع بين الترطيب والتحكم في الدهون.

تعتقد بعض السيدات خطأً أن البشرة المختلطة أو الدهنية لا تحتاج إلى ترطيب، ولكن الحقيقة أن الترطيب خطوة أساسية لا يمكن الاستغناء عنها، فعندما تفتقر البشرة إلى الترطيب الكافي، تبدأ الغدد الدهنية في إفراز مزيد من الزيوت لتعويض الجفاف، مما يؤدي إلى انسداد المسام وظهور الرؤوس السوداء والبثور، لذا، فإن استخدام مرطب مخصص للبشرة المختلطة يحقق لكِ التوازن المطلوب ويمنح وجهكِ مظهرًا صحيًا متجانسًا.

إليكِ أبرز الأسباب التي تجعل استخدام مرطب مناسب للبشرة المختلطة أمرًا ضروريًا:

تغذية المناطق الجافة: المرطب يمنح الخدين والفك النعومة والمرونة، ويُعوض نقص الترطيب في هذه المناطق التي تعاني غالبًا من الجفاف والتقشر. ضبط الإفرازات الدهنية: بفضل تركيبة المرطبات الذكية، يمكنها تنظيم إفراز الزيوت في منطقة الـT-Zone، ما يقلل من اللمعان المزعج ويمنحكِ توازنًا مثاليًا بين الجفاف والدهن. حماية من العوامل البيئية: يعمل المرطب كطبقة حماية ضد التلوث وأشعة الشمس والرياح والعوامل الخارجية التي قد تضر بالبشرة وتُسرّع من ظهور التجاعيد. تهدئة البشرة الحساسة: غالبًا ما تكون البشرة المختلطة حساسة في بعض المناطق، لذا يُفضل اختيار مرطب يحتوي على مكونات مهدئة مثل الألوفيرا أو البابونج لتهدئة الاحمرار والالتهاب. محاربة علامات الشيخوخة: الترطيب المنتظم يحافظ على مرونة البشرة ويقلل من الخطوط الدقيقة، خاصةً إذا احتوى الكريم على مضادات أكسدة وفيتامينات مغذية.

اختيار كريم للبشرة المختلطة لا يعتمد على العلامة التجارية فحسب، بل على تركيبته ومكوناته، وفيما يلي أهم المكونات الفعالة التي تساعد على موازنة هذا النوع من البشرة:

الجلسرين: يُعتبر من المكونات الأكثر فعالية في الترطيب، فهو يعمل كمرطب طبيعي يجذب الماء من الهواء إلى خلايا الجلد، يمنح البشرة ملمسًا ناعمًا ويُقلل من اللمعان في المناطق الدهنية، دون أن يسبب انسداد المسام. حمض الهيالورونيك: من أشهر المكونات في عالم العناية بالبشرة، يتميز بقدرته العالية على الاحتفاظ بالرطوبة داخل الخلايا، ما يمنح البشرة امتلاءً طبيعيًا ونضارة تدوم طوال اليوم، كما أنه خفيف ولا يترك أي أثر دهني، لذلك يُعد مثاليًا للبشرة المختلطة. السيراميدات: تُعتبر السيراميدات جزءًا طبيعيًا من حاجز الجلد، وهي المسؤولة عن الاحتفاظ بالرطوبة ومنع فقدان الماء، إضافتها في المرطبات تساعد على تعزيز الحاجز الواقي للبشرة، مما يمنحها مرونة ويحافظ على ترطيبها دون إثقالها. فيتامين B3 (النياسيناميد): مكوّن سحري يُنظّم إنتاج الزيوت في البشرة ويقلّل من حجم المسام الواسعة، كما يساعد على تفتيح البقع الداكنة وتوحيد لون البشرة، مما يمنحكِ مظهرًا مشرقًا ومتجانسًا. مستخلص أوراق النيم: يعمل النيم على تنظيف البشرة من الزيوت الزائدة ويمنع انسداد المسام، بالإضافة إلى أنه يحتوي على خصائص مضادة للبكتيريا والالتهابات. زهرة الكاموميل (البابونج): تُهدئ البشرة الحساسة وتمنحها ترطيبًا عميقًا، كما تساعد في مكافحة الدهون الزائدة دون أن تسبب جفافًا للمناطق الأخرى من الوجه. مستخلص الشاي الأخضر: غني بمضادات الأكسدة التي تحمي البشرة من الأضرار البيئية، كما يهدئ الالتهابات ويقلل من إفراز الزيوت الزائدة.

يجب أن يكون اختيار المرطب للبشرة المختلطة ذكياً ومدروساً، إذ لا يناسبها أي منتج عشوائي، اتّبعي المعايير التالية لاختيار المرطب المثالي لكِ:

احرصي على استخدام كريم بملمس جل أو لوشن خفيف، حيث تمتصه البشرة بسرعة دون أن يترك أثرًا دهنيًا، هذه التركيبات توفر ترطيبًا عميقًا للمناطق الجافة دون زيادة لمعان المناطق الدهنية. ابحثي عن مكونات مثل حمض الهيالورونيك، الجلسرين، النياسيناميد، ومستخلص الألوفيرا، فهذه العناصر توفر الترطيب والتهدئة في آنٍ واحد. إذا كانت بشرتكِ حساسة، فاختاري منتجات خالية من العطور الصناعية والكحول والزيوت المعدنية الثقيلة التي قد تسبب انسداد المسام. أحيانًا قد تحتاجين إلى استخدام مرطبين مختلفين؛ مرطب غني للمناطق الجافة مثل الخدين، ومرطب خفيف خالٍ من الزيوت لمنطقة الـT-Zone، بهذه الطريقة، تحافظين على توازن الترطيب في وجهكِ دون زيادة دهنية أو جفاف.

للحصول على أفضل النتائج من كريم الترطيب، احرصي على اتباع بعض العادات اليومية التي تُحدث فرقًا واضحًا في مظهر بشرتكِ:

1. اغسلي وجهكِ مرتين يوميًا باستخدام غسول مخصص للبشرة المختلطة.

2. استخدمي تونر طبيعيًا مثل ماء الورد أو خل التفاح المخفف للمساعدة في شد المسام وتنقية البشرة.

3. قشّري بشرتكِ بلطف مرة أسبوعيًا لإزالة الخلايا الميتة دون التسبب في تهيّجها.

4. طبقي واقي الشمس يوميًا حتى في الأيام الغائمة، فالأشعة فوق البنفسجية تُسرّع من شيخوخة البشرة.

5. احرصي على شرب الماء بانتظام للحفاظ على ترطيب الجلد من الداخل.

6. تجنبي لمس وجهكِ كثيرًا لتقليل انتقال البكتيريا والزيوت من اليدين.

7. اختاري منتجات خالية من الزيوت (Oil-Free) خاصة في فصل الصيف لتقليل اللمعان.

رغم وجود العديد من المكونات المفيدة، إلا أن هناك عناصر قد تُفاقم مشكلات البشرة المختلطة ويُفضل الابتعاد عنها، منها:

الزيوت المعدنية الثقيلة مثل الفازلين أو البرافين.

الكحول الإيثيلي الذي يُسبب جفافًا وتهيجًا للمناطق الحساسة.

العطور الصناعية التي قد تُثير حساسية البشرة.

البارابين والسيليكون في حال كنتِ تفضلين منتجات طبيعية خالية من المواد الكيميائية.

البشرة المختلطة ليست نوعًا مزعجًا كما يُشاع، بل هي بشرة غنية ومتوازنة إذا ما تم التعامل معها بذكاء وفهم لطبيعتها، اختيار كريم الترطيب المناسب هو مفتاح الحفاظ على هذا التوازن، فهو لا يقتصر على الترطيب فحسب، بل يتحكم في اللمعان، يهدئ الاحمرار، ويمنح البشرة مظهرًا مشرقًا وصحيًا، ولأن الجمال يبدأ من العناية اليومية، اجعلي الترطيب خطوة أساسية في روتينكِ الصباحي والمسائي، واختاري المنتجات التي تحتوي على المكونات التي ذكرناها سابقًا، بهذه الطريقة ستحصلين على بشرة ناعمة، متجانسة، ومتوهجة في جميع أجزائها، دون لمعان مزعج أو جفاف مؤلم.