المتداول: لقطة لصفحة على الفايسبوك تخصّ، وفقاً للمزاعم، "نافيد أكرم، أحد مهاجمَي شاطئ بوندي في سيدني، وتبيّن أنه يهودي يُدعى ديفيد كوهين". 

الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.

الحقيقة: هذه الصورة زائفة، لتضمّنها مؤشرات الى استخدام الذكاء الاصطناعي لتوليدها. FactCheck#

"النّهار" دقّقت من أجلكم 

اللقطة "مسرّبة"، وفقاً لناشريها، وهي "توثّق صفحة مهاجم شاطئ بوندي نافيد أكرم، قبل حذفها"، "واسمه الحقيقي ديفيد كوهين وهو يهودي من اسرائيل". وما سترونه هو صورة لصفحة في الفايسبوك تحمل اسم David Cohen، مع صورة رجل يشبه نافيد أكرم، وضع القلنوسة اليهودية (الكيباه) على رأسه. وأرفقت بصورة لنافيد أكرم خلال هجوم شاطئ بوندي في سيدني.

منذ ساعات، تضج وسائل التواصل الاجتماعي بصورة الصفحة في الفايسبوك، والتعليقات على اوجها، بمختلف اللغات. 

الصورة المتناقلة بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك)

الصورة المتناقلة بالمزاعم الخاطئة (تيك توك)

الصورة المتناقلة بالمزاعم الخاطئة (اكس)

حقيقة الصورة 

ولكن الاعتقاد ان هذه الصورة حقيقية، اعتقاد خاطئ.  

فالبتمعن فيها، وبمقارنتها بصفحة حقيقية في فايسبوك، أمكن ملاحظة اختلافات واضحة تدل على استخدام الذكاء الاصطناعي لتوليدها:

*طريقة عرض اقسام الصفحة: Home (في الصفحة المتناقلة) بدلا من Posts (في صفحة حقيقية)، وTimeline بدلا من Friends، وعبارة Eopls (غير مفهومة) بدلا من Photos، اضافة الى عبارة اخرى غير مفهومة (الى اليمين) Ernsage بدلا من Add Friend.

*وللغرابة يضا، ظهرت عبارة بالانكليزية تضمّنت خطأ لغويا، Add a new Friends (الصحيح Friend)، في قسم الـAbout، الذي يجب ان يكون قسم الـIntro في صفحة حقيقية في الفايسبوك.

*وهل لاحظتم ان اسماء اصدقاء مزعومين لتلك الصفحة هو Jewish اي يهودي، وتضمّن التعريف بهم اخطاء لغوية؟ وما هو الـLoet المشار اليه كـ"تقليد في الشبات"؟  

وستجدو هذه الفوارق بالاحمر في المقارنة أدناه: 

مقارنة بين صفحة اصلية في الفايسبوك (تحت) والصفحة المتناقلة (فوق)

اخطاء في الصفحة المتناقلة

يشار الى ان  مستخدمين عمدوا الى توليد صفحة مماثلة، ولكن بوجه مختلف، باستخدام الذكاء الاصطناعي، اظهارا لسهولة الامر.  

صفحة مماثلة تم توليدها بالذكاء الاصطناعي

ما الذي نعرفه عن نافيد أكرم، ووالده ساجد، منفذَي هجوم سيدني؟ 

أعلنت الشرطة الهندية، الثلثاء 16 كانون الاول 2025، أن ساجد أكرم مواطن هندي غادر البلاد قبل 27 عاما، على ما ذكرت وكالة "فرانس برس".

وفتح ساجد ونجله نافيد، المدرج في سجلات الهجرة الأوسترالية على أنه مواطن أوسترالي بحسب السلطات، النار على حشد كان يحتفل بعيد الأنوار اليهودي (حانوكا) الأحد 14 منه، ما أسفر عن مقتل 15 شخصا.

وقالت الشرطة في ولاية تلنكانة جنوب الهند في بيان إن "أصول ساجد أكرم من حيدر أباد، الهند... هاجر إلى أوستراليا بحثا عن وظيفة قبل نحو 27 عاما في تشرين الثاني 1998".

وأضاف البيان أنه "بناء على المعلومات المتاحة من أقاربه في الهند، فإن اتصال ساجد أكرم بعائلته في حيدر أباد كان محدودا منذ رحيله". وأوضح أنه "زار الهند في ست مناسبات، بعدما هاجر إلى أوستراليا، بشكل أساسي لأسباب مرتبطة بالعائلة مثل قضايا الأملاك ولزيارة والديه المسنَين. يُفهم أنه لم يسافر إلى الهند حتى عند وفاة والده".

والابن نافيد أكرم عامل بناء عاطل عن العمل، يبلغ 24 عاما، لفت انتباه وكالة الاستخبارات الأوسترالية عام 2019 "بسبب صلته بآخرين"، لكن لم يُعتبر تهديدا وشيكا وقتها.

وقال رئيس الوزراء الأوسترالي أنتوني ألبانيزي: "لقد حققوا معه، وحققوا مع أفراد أسرته، وحققوا مع أشخاص محيطين به... لكنه لم يُعتبر في ذلك الوقت شخصا مثيرا للاهتمام".

وذكر أن الأب والابن كانا مدفوعين "بفكر تنظيم الدولة الإسلامية... الأيديولوجية التي كانت سائدة لأكثر من عقد والتي أدت إلى أيديولوجية الكراهية هذه، وفي هذه الحالة، إلى الاستعداد للانخراط في القتل الجماعي".

وأكدت إدارة الهجرة في مانيلا، الثلثاء، أن الرجل وابنه أمضيا تشرين الثاني بأكمله تقريبا في الفيليبين التي دخلها الأب بجواز سفر هندي، وابنه بجواز أوسترالي.

وقالت الناطقة باسم إدارة الهجرةفي مانيلا دانا ساندوفال لوكالة "فرانس برس": "وصل ساجد أكرم (50 عاما) وهو مواطن هندي، ونافيد أكرم (24 عاما)، وهو مواطن أوسترالي، إلى الفيليبين معا في 1 تشرين الثاني2025 من سيدني، أوستراليا". وكانت مقاطعة دافاو الجنوبية الواقعة على جزيرة مينداناو وجهتهما النهائية، مضيفة أنهما غادرا البلاد في 28 من ذاك الشهر.

وخلال الهجوم، فتحت الشرطة الاوسترالية النار على ساجد وقتلته.

أما نافيد الذي أصيب برصاص الشرطة، فنقل إلى المستشفى حيث لا يزال قيد العلاج. ووجّهت اليه الشرطة، الاربعاء، تهم الإرهاب وقتل 15 شخصا وارتكاب مجموعة أخرى من الجرائم. 

تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحاً ان "نافيد أكرم، أحد منفذي هجوم سيدني، يهودي يُدعى ديفيد كوهين"، وفقا لما تظهره صفحة في الفايسبوك زُعِم أنها له. في الحقيقة، هذه الصورة زائفة، لتضمّنها مؤشرات الى استخدام الذكاء الاصطناعي لتوليدها.