منتخب الكاميرون... "الأسود" بلا مروّض - وضوح نيوز

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
منتخب الكاميرون... "الأسود" بلا مروّض - وضوح نيوز, اليوم الأربعاء 17 ديسمبر 2025 06:15 مساءً

كان اسم الكاميرون في الماضي وحده يحمل رهبة كبيرة في قلوب المنافسين، منتخبٌ استطاع أن ينحت اسمه بأحرف من ذهب في سجل كرة القدم الأفريقية، قوةٌ عرفت بالسيطرة والهيبة التي لطالما ترافقت مع نجاحاته.

ماضي الكاميرون لطالما كان مرصعاً برمزية الأسود التي زأرت وأكدت هيمنتها على القارة جيلاً بعد جيل.

عند مشاركة منتخب الكاميرون في أي بطولة، كانت التوقعات تتغير، فالخصوم يدخلون المواجهة لا بطموح الفوز، بل بغاية تقليل حجم الخسارة قدر الإمكان.

أما اليوم، فقد أصبح الاسم الذي كان يثير الرعب في الحاضر يتردد أمام مرآة الواقع، فالمنتخب الذي كان يوماً رمزاً للقوة والإرادة تحول إلى فريقٍ يعاني أزمة هوية، يفتقد العمل الجماعي والقيادة، وسط غياب رؤية مستقبلية واضحة، وصارت الفوضى هي العنوان الأبرز لكل ما يدور داخله، حيث تُتخذ القرارات كردّ فعلٍ على أحداث عابرة دون أدنى تخطيط، والخلافات الداخلية مزّقت القميص الذي كان يُوحّد الجميع تحت راية واحدة.

 

منتخب الكاميرون. (أ ف ب)

منتخب الكاميرون. (أ ف ب)

 

أزمة الكاميرون ليست عابرة
تحولت أسود الكاميرون التي أرعبت القارة إلى كيان مضطرب غارق في صراعات شخصية، وانفصلت وحدة الفريق الذي كان يجمع بين أسنانه المخالب القوية لكنه الآن بلا مروض يقوده، زئيره فقد صدى معناه، وقوته تبددت بلا توجه واضح.

الحال الحالية لمنتخب الكاميرون ليست مجرد أزمة عابرة يمكن تجاوزها بسهولة، إنه نتيجة مباشرة لسلسلة من الأخطاء المتراكمة والسياسات المرتبكة التي أغرقت الفريق في مستنقع العبثية.

خير دليل إلى ذلك، إعلان قائمتين منفصلتين استعداداً لكأس أمم أفريقيا 2025 المقرر انطلاقها يوم 21 كانون الأول/ديسمبر في المغرب، وهذا الإعلان يعكس فوضى غير مسبوقة ويضع العديد من علامات الاستفهام حول مستقبل هذا المنتخب العريق.

تشكيلتان للكاميرون!
المدير الفني مارك بريس أعلن أول قائمة للاعبين للمشاركة في البطولة، وضمت بين أسمائها نجوماً أمثال أندريه أونانا وفينسنت أبو بكر، هذه القائمة نالت الدعم من وزارة الرياضة الكاميرونية وكأن الحكومة قدمت دعمها لأحد طرفي النزاع علناً.

لكن الصورة ازدادت إرباكاً عندما ظهر فريقٌ آخر تدعمه إدارة الاتحاد الكاميروني وصامويل إيتو شخصياً، وجاء الإعلان عبر قائمة جديدة أُعدّت بقيادة أحد المدربين المحليين الموالين لإيتو، ما عزز الانقسام داخل المنتخب وضاعف من حالة الشكوك حول مستقبله.

الأمور لم تتوقف هنا، إذ انتشرت شائعات عن استبعاد اسم فينسنت أبو بكر من القائمة التي يدعمها إيتو، وتحدثت بعض التقارير عن أن السبب قد يكون شخصياً، حيث يخشى إيتو من أن يحطم أبو بكر الرقم القياسي الذي يحتفظ به كأفضل هداف في تاريخ المنتخب الوطني، إذ يقترب الأخير برصيد 45 هدفاً من كسر رقم إيتو البالغ 56 هدفاً.

ما يجري ليس مجرد خطأ عابر أو نتاجاً لسوء الحظ، بل فوضى عميقة الجذور تنشأ عندما يتم تهميش المنتخبات وتُترك العناصر الأساسية تحت رحمة الظروف والصدف.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق