شهدت سوق بتكوين و العملات المشفرة في 2025 تقلبات حادة أدت إلى خسائر كبيرة للمستثمرين الأفراد، رغم التوقعات المتفائلة التي سبقتها وعود الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب بدعم الأصول الرقمية. فقد وصلت بتكوين، العملة المشفرة الأكثر شهرة في العالم، إلى مستوى قياسي عند 126 ألف دولار، قبل أن تبدأ موجة هبوط دفعت المستثمرين الصغار إلى خسائر ملموسة.
 

خسائر السوق المشفرة
 

انخفض سعر بتكوين بنحو 10% مقارنة بديسمبر 2024، فيما فقدت القيمة السوقية المجمعة لجميع العملات المشفرة ما يقارب تريليون دولار. هذا التراجع يعيد إلى الأذهان شتاء العملات المشفرة في 2022 وانهيار منصة "FTX"، الذي ترك أثرًا طويل الأمد على ثقة المستثمرين.
قال ستيف سوسنيك، كبير الاستراتيجيين في "إنتراكتيف بروكرز":
"الانهيار السريع للعملات المشفرة في أكتوبر كان بمثابة جرس إنذار للمستثمرين الباحثين عن الزخم، خاصة مع تداخل الاستراتيجيات المرتبطة بسوق الأسهم والعملات الرقمية."
قصص المستثمرين الأفراد
خواكين موراليس، طالب جامعي في مدريد، حاول الاستفادة من الانخفاضات المتكررة في سعر بتكوين بشراء العملة في كل هبوط، لكنه تعرض لخسائر متكررة. وقال موراليس:
"أمسكت بالسكين الساقطة خمس مرات، وهذا العام في العملات المشفرة كان مخادعًا للغاية."
من جهة أخرى، فيليب شيمكوفياتش، مستثمر بولندي، فضل التركيز على العملات البديلة مثل "Sensei" و"DEAI"، رغم أن محفظته شهدت انخفاضًا بنحو 35% هذا العام. ويرى شيمكوفياتش أن الابتكار في العملات الأصغر قد يوفر فرصًا أكبر على المدى الطويل، لكنه يحذر من "الضجيج الإعلامي والمعلومات المضللة على الإنترنت".
أما خوسيه إستيبان أرابالو من فلوريدا، فاعتمد استراتيجية طويلة الأجل، مبتعدًا عن العملات البديلة، وركز على بتكوين كمصدر استثمار مستدام، حيث يرى أن العملة ستعود قريبًا إلى مستويات تتجاوز 110 آلاف دولار.
عام 2025: اختبار صبر المستثمرين
بدأ عام 2025 بآمال مرتفعة مدعومة بلوائح تنظيمية مرنة، وانخفاض أسعار الفائدة، ودخول المؤسسات المالية الكبرى إلى سوق العملات المشفرة. إلا أن الانخفاض الأخير في الأسعار يجبر المستثمرين على إعادة تقييم استراتيجياتهم استعدادًا لعام 2026.
في الوقت نفسه، يشير المحللون إلى أن دخول العملات المشفرة إلى التيار الرئيسي و وجود الصناديق المتداولة في البورصة يسهم في منح السوق قدرًا أكبر من الاستقرار، رغم الخسائر المؤقتة.
استراتيجيات متباينة للمستثمرين
النهج طويل الأجل: الاستثمار في بتكوين كخطة مستقبلية، مع التركيز على استقرار طويل الأمد.
النهج المضاربي: متابعة العملات البديلة عالية المخاطر، على أمل تحقيق عوائد كبيرة.
النهج التحوطي: شراء الانخفاضات الصغيرة مع الحذر من التذبذب الحاد.
كما قال موراليس: "تعلمت مدى تقلب السوق، وأصبحت أكثر وعيًا بعدم المبالغة في رد الفعل لكل حركة قصيرة الأجل."