نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ميشيل أوباما ونضج الأسلوب المعاصر... حين تتحوّل الأناقة إلى موقف (صور وفيديو) - وضوح نيوز, اليوم الأحد 21 ديسمبر 2025 04:45 مساءً
في عالمٍ تُختزل فيه الموضة غالباً في الصيحات العابرة، تبرز ميشيل أوباما كاستثناء لافت؛ امرأة لا تستخدم الأزياء للتأنّق فحسب، بل كأداة تعبير، وموقف، ولغة شخصية متطوّرة. ما نراه اليوم في اختياراتها هو سردٌ بصريّ لنضج امرأة تعرّفت إلى ذاتها خارج الأطر الرسمية، وقرّرت أن تتكلّم بأسلوبها الخاص.
الأحدث ليس الأكثر حداثة… بل الأكثر صدقاً
في أحدث إطلالاتها، لا تبدو ميشيل أوباما معنية بمجاراة منصّات العرض، بقدر ما تبدو منسجمة مع مرحلة شخصية جديدة. الإطلالة لا تصرخ، لا تستعرض، لكنها تتحدّث بثقة هادئة: أنوثة ناضجة، خفّة مدروسة، وتحرّر واضح من أي صورة نمطية سابقة.
عندما حلّت ضيفة مع جوناثان كيبهارت للتحدّث عن كتابها الجديد (The Look)، بدت الموضة فعل تصالح مع الذات، حيث تأنّقت أوباما بفستانٍ يجمع لونَي الأسود والكحلي، ومميّز بقصّة مريحة معتدلة الطول بخصر منخفض، ياقة عالية، وكُمّين طويلين. جاءت تنورّة الفستان بتفصيل الثنيات الصغيرة، فيما جاء الصدر بتفصيل خطوط أفقيّة من الجلد والدانتيل الكحلي. وأقرنت ميشيل أوباما إطلالتها مع مجوهرات فضيّة، وكندرة سوداء كلاسيكيّة. كذلك، رفعت شعرها على شكل ذيل حصان مؤلف من ضفائر ناعمة.
كتاب The Look الذي يروي قصّة تحوّل أسلوب ميشيل أوباما (إنستغرام)
جرأة راقية بروح عصرية
إحدى إطلالات ميشيل أوباما المميّزة، بتوقيع دار "شانيل" (Chanel)، جاءت بفستان باللون البرتقالي المحروق من مجموعة الألبسة الجاهزة لربيع وصيف 2026، لا يمكن قراءته كخيار جمالي فحسب، بل كإعلان غير مباشر عن تحرّر أسلوبي. شانيل، بكل رمزيتها، تمثّل توازناً دقيقاً بين الإرث والحداثة، يوازي تماماً المرحلة التي تعيشها ميشيل أوباما اليوم.
باختيارها البرتقالي المحروق، انتقلت ميشيل أوباما إلى ضفّة لونية أكثر دفئاً وجرأة، بتصميم أنيق. لون غني وعميق، يعكس نضجاً وأناقة بعيدة عن الكلاسيكية التقليدية، ويُعد من أبرز ألوان المواسم الأخيرة في منصّات الموضة العالمية.
التصميم تميّز بتفاصيل نسيجية شائكة من الصوف والتويد بقصّة أنثوية متقنة، من تصميم ماثيو بلازي المدير الإبداعي الجديد لدار شانيل، يمزج الحرفية الكلاسيكية بروح حديثة. وأكملت إطلالتها مع كندرة من الجلد بلونَي الأبيض والأسود من الدار نفسها.
هذه ليست جرأة شابة تبحث عن لفت الانتباه، بل جرأة امرأة تعرف متى ولماذا تختار ما هو مختلف. وهنا تكمن القوة الحقيقية للأسلوب.
إطلالة ميشيل أوباما بتصميم شانيل (إنستغرام)
إطلالة ميشيل أوباما بتصميم شانيل (إنستغرام)
الكلاسيكية لم تكن قيداً… بل قاعدة انطلاق
في إطلالة أكثر هدوءاً، تذكّرنا ميشيل أوباما بأن هذا التحوّل لم يولد من فراغ. الكلاسيكية التي طبعت بداياتها، لم تكن يوماً تخلّياً عن الشخصية، بل كانت مرحلة وعي واحترام للسياق العام. ومن هذه القاعدة الصلبة، استطاعت أن تنطلق نحو خيارات أكثر حرّية من دون أن تفقد وقارها.
الفرق اليوم هو أن الكلاسيكية لم تعد ضرورة، بل خيارا.
خلال استضافتها في برنامج جيمي كيميل، اختارت ميشيل أوباما إطلالة بلون مميّز بين الأزرق والأخضر (Teal) بتصميم كلاسيكي صُمّم خصوصاً لها من "هيرفيه ليجيه" (Hervé Léger) عكس توازناً مثالياً بين الرقي والبساطة.
التصميم جاء بقصّة انسيابية وخطوط نظيفة، أبرزت الأناقة الذكيّة التي باتت سمة ثابتة في اختيارات أوباما.
اختيار اللون الأزرق الذي يميل إلى الأخضر هنا، يرمز إلى التجدّد، الثقة، والتوازن، قيم لطالما اقترنت بصورة ميشيل أوباما العامة.
أكملت أوباما إطلالتها مع مجوهرات ناعمة من الألماس، وانتعلت كندرة سوداء لمّاعة من "جيمي شو" (Jimmy Choo)، سمحت للتصميم واللون بأن يكونا نجمَي الإطلالة.
ميشيل أوباما بتصميم Herve Leger (إنستغرام)
أناقة لا تخشى الزمن
ما يميّز ستايل ميشيل أوباما أنها لا تحاول أن تبدو أصغر، ولا أن ترضي الجمهور. أسلوبها لا يخاف من الزمن، ولا التحوّل. في كل إطلالة، نرى امرأة تفهم أن الموضة كمساحة تفاوض دائمة بين الذات، المجتمع، والصورة العامة.
هنا، تحديداً، تتحوّل الأناقة من مظهر إلى موقف.
في إحدى إطلالاتها الجريئة، اختارت ميشيل أوباما فستاناً ملوّناً بقصّة طويلة غير متماثلة من مجموعة ربيع وصيف 2026 لعلامة "لويفي" (Loewe)، أقرنته مع سروال ضيّق ينتهي بجزمة مدبّبة (Legging Pantashoes) من (بالنسياغا) (Balenciaga) باللون الأسود. هذا اللوك الجريء يعبّر عن محطة مفصلية في مسار أسلوب ميشيل أوباما، إذ يمثّل لحظة تحرّر كاملة من مفهوم "الأناقة الآمنة" نحو تعبير بصري أكثر جرأة ووعياً. فالتصميم الأسود، برغم بساطته الظاهرة، تحوّل إلى قاعدة تنطلق منها لغة لونية جريئة تخترق الإطلالة من الخلف والجانب بدرجات الفوشيا والأصفر، كسرت التوقّعات التقليدية.
هنا، لا تتعامل ميشيل أوباما مع الموضة كقواعد ثابتة، بل كفنّ مفتوح على التناقض والتجريب. القصّة الطويلة والخطوط العمودية منحتها حضوراً قوياً، فيما أضافت الألوان النابضة عنصر المفاجأة، لتتشكّل جرأة تعبّر عن استقلالية الستايل.
ضمن سرد تطوّر ستايلها، تمثّل هذه الإطلالة الجسر بين الأناقة الرسمية والتعبير الحرّ، واللحظة التي تحوّلت فيها الموضة من واجب بصري إلى موقف شخصي واضح.
ميشيل أوباما بتصميم لويفي (إنستغرام)




0 تعليق