حاز الاقتصادي اللبناني بادي هاني بلطجي جائزة نوابغ العرب لعام 2025 عن فئة الاقتصاد، تكريماً لمسيرته الأكاديمية الرفيعة وإسهاماته الريادية في تطوير علم الاقتصاد القياسي، ولا سيما في مجال تحليل بيانات اللوحات (Panel Data)، أحد أكثر فروع البحث الاقتصادي تطورًا وتأثيراً في العقود الأخيرة.

وفي هذا السياق، هنّأ نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء الاماراتي حاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم البروفيسور بلطجي على فوزه، مؤكدا أن النمو الاقتصادي المستدام والمتوازن يشكّل حجر الأساس في تقدّم المجتمعات وازدهار الحضارة الإنسانية.

بادي هاني الفائز بجائزة نوايغ العرب عن فئة الاقتصاد (مواقع)

وقال محمد بن راشد، في منشور عبر حسابه الرسمي على منصة
إكس، إن بلطجي قدّم إسهامات استثنائية في الاقتصاد القياسي ونماذج تحليل البيانات الاقتصادية، ونشر أكثر من 200 بحث علمي محكّم، معتبرًا أن كتابه المتخصص في تحليل نماذج البيانات الاقتصادية بات مرجعاً أساسياً للباحثين حول العالم. وأضاف أن المجتمعات العربية بحاجة ماسّة إلى اقتصاديين محترفين، لأن اقتصاد الأمم يُبنى بعقول أبنائها وبإصرارهم على صياغة مستقبلهم التنموي.

وتأتي هذه الجائزة ضمن مبادرة "نوابغ العرب" التي أطلقها محمد بن راشد قبل ثلاث سنوات، وتهدف إلى تكريم العقول العربية المتميزة في مجالات حيوية تشمل الاقتصاد والطب والعلوم والهندسة والفنون، بما يعزز النهضة المعرفية والإبداعية في العالم العربي، حتى باتت تُوصف اليوم بـ"نوبل العرب".

وقد مُنح بلطجي الجائزة تقديرًا لإسهاماته العلمية في تطوير أدوات تحليل بيانات اللوحات، التي تتيح دراسة الظواهر الاقتصادية عبر دمج البعد الزمني مع البيانات المقطعية، ما يسمح بتقييم أدق لتأثير السياسات العامة على المدى الطويل وفي مناطق جغرافية مختلفة. واعتمدت حكومات ومؤسسات دولية عدة هذه المنهجيات في تقييم الإنفاق العام، وتنظيم سوق العمل، وقياس فعالية السياسات الاقتصادية.

وإلى جانب إنتاجه البحثي، اضطلع بلطجي بدور محوري في نقل المعرفة التطبيقية، من خلال برامج تدريبية قدّمها لخبراء اقتصاديين ومحللين في مؤسسات دولية مرموقة، بينها البنك المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي وعدد من البنوك المركزية.

ويحمل بلطجي شهادة البكالوريوس في الإحصاء من الجامعة الأميركية في بيروت، والماجستير من جامعة كارنيغي ميلون، والدكتوراه في الاقتصاد من جامعة بنسلفانيا، في مسيرة تجمع بين الجذور اللبنانية والحضور الأكاديمي العالمي، وتؤكد أن البحث العلمي العربي قادر على بلوغ أعلى مستويات التأثير الدولي.