لم تكن عودة كول بالمر من الإصابة حدثاً عابراً في روزنامة تشيلسي، بل لحظة أعادت ضبط الإيقاع بعد مرحلة اختناق حقيقية. لاعب غاب طويلاً، عاد بلا مقدمات، وسط شكوك حول توقيت عودته وقدرته على استعادة إيقاعه سريعاً، قرّر أن يختصر كل الأسئلة في أول ظهور بعد الغياب.

أمام إيفرتون، احتاج بالمر دقائق قليلة ليترك بصمته، سجل، وقاد تشيلسي للانتصار. هدفه لم يكن مجرد إضافة رقمية، بل إعلان عودة فريق فقد طعم الانتصار أربع مباريات متتالية.

لكن تأثير بالمر لا يُقاس فقط بهدف أو فوز. حضوره داخل الملعب يعكس شخصيته التي تفرض إيقاعاً مختلفاً، حضور ذهني، وجرأة في اتخاذ القرار. لاعب من هذا الطراز لا يحتاج فترة استشفاء معنوية، لأنه ببساطة يعرف مكانه جيداً. وربما لهذا السبب كان من الطبيعي أن يلفت الأنظار، ليس داخل تشيلسي فحسب، بل على مستوى منتخب إنكلترا أيضاً، خصوصاً مع وجود توماس توخيل في المدرجات خلال مواجهة إيفرتون، شاهداً على لاعب كان يمكن، لولا سلسلة الإصابات، أن يكون اليوم ضمن الصف الأول بلا نقاش.

نجم تشيلسي ومنتخب إنكلترا كول بالمر. (وكالات)

توخيل، الذي قاد منتخب إنكلترا إلى مستوى غير مسبوق، لا يؤمن بالأسماء الجاهزة ولا بالتراتبية التقليدية، خياراته تُبنى على ما يُقدَّم داخل الملعب فقط لا على الأسماء. هذا المنطق جعل خط الوسط، وعلى الأخص مركز الرقم "10"، ساحة صراع مفتوحة فيها وفرة من المواهب: فيل فودن، ماديسون، بوكايو ساكا، ديكلان رايس بأدواره المتقدمة، بالإضافة إلى بالمر، وصولاً إلى جود بيلينغهام، الاسم الأثقل جماهيرياً والأكثر بريقاً إعلامياً.

عودة بالمر وثقل الأسماء في خط الوسط، تلقي الضوء على التراجع الفني الواضح الذي يعاني منه بيلينغهام، ومكانته في منتخب إنكلترا. فهي تضعه أمام اختبار مختلف، يقوم على الاستمرارية والتكيّف مع مشروع لا يعرف المجاملة.

 وهنا يتحوّل السؤال من "هل سيلعب أساسياً؟" إلى ما هو أقسى: "هل يضمن مكانه بالقائمة؟" في منتخب يساوم، ولا يخشى الصدام مع الأسماء الثقيلة، وبلا مناطق رمادية، إمّا أن تفرض نفسك في اللحظة أو تُستبعد منها. وبيلينغهام رغم قيمته قد يجد نفسه أمام واقع جديد، وربما يكتشف لاحقاً أن البطولة الأهم في مسيرته تُلعب من دونه.