نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
لوبي كردي جديد في أوروبا... بين الثّقافة والضّغط السّياسي - وضوح نيوز, اليوم الاثنين 22 ديسمبر 2025 07:05 صباحاً
بعد افتتاح المقر الرئيسي لاتحاد كونفيدراليات الجاليات الكردية في دول الاتحاد الأوروبي في العاصمة البلجيكية بروكسل، تستمر مختلف الجمعيات والمنظمات الكردية في توحيد جهودها وتنظيمها ضمن المظلة الجديدة التي تتوخى تمتين الأواصر الثقافية والاجتماعية والاقتصادية بين قرابة ثلاثة ملايين مهاجر كردي مقيم في هذه الدول. لكنّ مراقبين يُشيرون إلى أن الاتحاد الجديد يسعى لتشكيل جماعة ضغط سياسية في هذه الدول، بغية دعم المسألة الكردية في مختلف دول الشرق الأوسط.
عقب افتتاح المركز، استقبل زعيم الحزب الديموقراطي الكردستاني مسعود بارزاني وفداً من "اتحاد الجالية الكردستانية" في الخارج، يضم شخصيات سياسية وأكاديمية وثقافية واقتصادية كردية من مختلف دول المنطقة، من المقيمين في الدول الأوروبية، إذ أكد البيان الصادر عن مكتب بارزاني عقب اللقاء أن "القضية القومية الكردية تتقدم على كل الاعتبارات، وأن الاهتمام بالجالية الكردستانية في الخارج يأتي ضمن سياق هذه الاستراتيجية".
أكراد يحتفلون بيوم العلم الكردي في مدينة القامشلي. (أ ف ب)
ويتحدث الباحث والناشط البارز في الجالية الكردية في ألمانيا هفند مامو، لـ"النهار"، عن الاعتبارات الحديثة التي تدفعهم لهندسة الجمعيات والمنظمات الكردية بهذا الشكل الهرمي المركزي. ويقول: "بالعودة إلى التقرير الألماني السنوي بشأن العنصرية التي تُمارس على الأفراد الأكراد في ألمانيا، يُلاحظ بوضوح أنهم أكثر الجماعات العرقية تعرضاً لأشكال مركبة من العنصرية، خصوصاً من أفراد جاليات شرق أوسطية، وغالباً لأسباب سياسية، من دون أن يمارس الأكراد أياً من أشكال العنصرية ضد نظرائهم من أبناء الجاليات نفسها".
ويضيف مامو أن "ذلك يحدث لأن الأكراد هم الجماعة القومية الكبرى الوحيدة التي ليس لها دولة ترعى مصالحها وتدافع عن حقوقها في المهجر، خصوصاً كجماعة، لها ثقافتها وقضاياها ومناسباتها العامة".
ويوضح أنه "لأجل ذلك، فالمظلة الجديدة ستكون بمثابة مؤسسة تكافلية واسعة، تنظر إلى الأكراد كجماعة أهلية واحدة، تناصر قضاياها العادلة وتدافع عن حقها بالتمثيل الثقافي والفكري والفني، مع المحافظة على كل أشكال التعاون الإيجابي مع اتحادات باقي الجماعات الأهلية والقومية في أوروبا، وخصوصاً في الدول الأوروبية".
وبحسب الخطط الأولية، فإن الكونفيدرالية تتوخى إيجاد مظلة تضم 21 اتحاداً كردياً من مختلف الدول الأوروبية، خصوصاً الست الرئيسية التي تضم جاليات كردية كبرى: ألمانيا، فرنسا، السويد، هولندا، بلجيكا والدنمارك. كما تتقصد افتتاح أكثر من 40 مركزاً في هذه الدول، لأغراض مختلفة، معظمها ثقافي واجتماعي، وتسعى خلال مدة أقصاها عامان لدعم إنشاء أكثر من 100 مركز وجمعية كردية حول العالم.
لكن المراقبين يُشيرون إلى وجود نوعين من الجمعيات الثقافية والاتحادات الاجتماعية الكردية في الدول الأوروبية، بعضها مرتبط سياسياً ورمزياً بحزب العمال الكردستاني، وأخرى أقرب للحزب الديموقراطي الكردستاني. لكن عضوة المكتب السياسي في الحزب الديموقراطي الكردستاني أمينة زكري نفت أن تكون رعاية حزبها للكونفيدراليات المدنية تعني تجيير خطابها أو نشاطها لمصلحة حزب دون آخر، مؤكدة في تصريحات لوسائل إعلام محلية أن الهدف الأعلى هو تعزيز علاقة هذه التنظيمات مع حكومة إقليم كردستان التي توفر كل أشكال الدعم لهذا المشروع.
وكانت الجاليات الكردية في الخارج قد أعلنت قبل أسابيع عدة عن تطبيق برنامج موسع لتدريس اللغة الكردية لكل أبناء الجالية الكردية في الخارج، بالتعاون مع وزارة التربية في حكومة إقليم كردستان. كما عملت هذه الجهات المدنية على دعم المرشحين الأكراد في الانتخابات المحلية في مختلف الدول الأوروبية.












0 تعليق