نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
العثور على الصندوق الأسود لطائرة رئيس الأركان الليبي.. حادث طبيعي أم اغتيال سياسي؟ - وضوح نيوز, اليوم الأربعاء 24 ديسمبر 2025 08:00 مساءً
أثار حادث تحطم طائرة رئيس أركان الجيش الليبي، الفريق محمد علي أحمد الحداد، في تركيا أثناء عودته من زيارة رسمية إلى أنقرة، ردود فعل كبيرة وتساؤلات حول ملابسات هذا الحادث بين من يرى البعض أنه خلل تقني أدى إلى وقوع هذا الحادث فيما يرى آخرون أنها قد تكون عملية مدبرة اي "اغتيال سياسي" في ظل المشهد الليبي المتأزم والانقسام السياسى وما تمخض عن ذلك وجود حكومتين في البلاد التي ارهقتها النزاع المسلح لسنوات عديدة.
الحداد.. موحد صفوف الجيش الليبي
وحول تفاصيل هذا الحادث، أعلنت السلطات التركية، إن الطائرة الخاصة، التي كانت متجهة عائدة إلى طرابلس يوم الثلاثاء، طلبت الهبوط الاضطراري بسبب عطل كهربائي بعد دقائق من الإقلاع، لكنها فقدت الاتصال بعد ذلك.
كان الجنرال الحداد رئيس الأركان العامة في ليبيا، وهو أعلى رتبة عسكرية في القوات المسلحة للبلاد. وعمل داخل حكومة الوحدة الوطنية المعترف بها من قبل الأمم المتحدة في طرابلس على توحيد الفصائل المسلحة المتنافسة.
وصف بأنه شخصية محورية في جهود توحيد الجيش الليبي الممزق. سعى جاهداً لبناء المؤسسات العسكرية، لا سيما في غرب ليبيا، وهي منطقة ممزقة تسيطر فيها جماعات مسلحة وميليشيات على مساحات شاسعة من الأراضي.
كان الجنرال الحداد يشغل هذا المنصب منذ عام 2020، وكان يُنظر إليه على أنه شخصية رئيسية في الجهود المبذولة لتوحيد الهياكل العسكرية الليبية المنقسمة، وهو عنصر حاسم في محاولات أوسع لتحقيق الاستقرار في البلاد، التي انزلقت إلى الفوضى في أعقاب الإطاحة بزعيمها الراحل معمر القذافي في عام 2011.
تنقسم ليبيا حالياً بين الحكومة المعترف بها دولياً ومقرها طرابلس والإدارة المنافسة في الشرق بقيادة القائد العسكري خليفة حفتر.
خلال زيارته لتركيا، أجرى الحداد محادثات في أنقرة مع وزير الدفاع التركي يشار غولر، ونظيره العسكري سلجوق بيرقتار أوغلو. وقد وطدت أنقرة علاقات عسكرية واقتصادية وثيقة مع إدارة طرابلس، لكنها سعت مؤخراً إلى تعزيز علاقاتها مع الإدارة الشرقية بقيادة حفتر.
من الانطلاق إلى التحطم.. تفاصيل حادث تحطم الطائرة
قال برهان الدين دوران، رئيس قسم الاتصالات في تركيا، إن طائرة داسو فالكون 50 غادرت مطار أنقرة إيسنبوغا في الساعة 17:17 بتوقيت غرينتش يوم الثلاثاء، متجهة إلى طرابلس.
في تمام الساعة 17:33 بتوقيت جرينتش، أبلغت الطائرة مراقبة الحركة الجوية بوجود عطل كهربائي وأعلنت حالة طوارئ، وفقًا لبيانه. وبحسب موقع تتبع الرحلات الجوية Flightradar24، فإن عمر الطائرة يبلغ 37 عامًا.
قال دوران إن المراقبين وجهوا الطائرة عائدة نحو إيسنبوغا وبدأوا بروتوكولات الطوارئ، لكنها اختفت من على شاشة الرادار في الساعة 17:36 بتوقيت جرينتش أثناء هبوطها للهبوط، وانقطع الاتصال.
قال وزير الداخلية علي يرليكايا إنه كان قد ذكر سابقاً أن الطائرة طلبت الهبوط الاضطراري أثناء تحليقها فوق منطقة هايمانا في أنقرة.
وأضاف يرليكايا أنه تم العثور لاحقاً على حطام الطائرة بالقرب من قرية كيسيكافاك في المنطقة. ووصلت فرق البحث والإنقاذ إلى موقع التحطم بعد أن أطلقت وزارة الداخلية عملياتها.
كاتم أسرار الطائرة.. العثور على الصندوق الأسود
أعلن وزير الداخلية لاحقاً أن السلطات استعادت مسجلات الصوت وبيانات الرحلة في قمرة القيادة، والمعروفة مجتمعة بالصندوقين الأسودين. وأضاف للصحفيين في أنقرة أن تحقيقاً جارٍ "للكشف الكامل" عن سبب التحطم.
قال دوران إن التحقيقات في سبب الحادث مستمرة بمشاركة جميع الجهات المعنية. وقد عينت تركيا أربعة مدعين عامين لقيادة التحقيق، وأشار يرليكايا إلى أنه تم نشر 408 أفراد للمشاركة في عمليات البحث والإنقاذ.
بحسب وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية، تقوم مجموعة من المسؤولين العسكريين الليبيين بإجراء عمليات تفتيش في موقع تحطم الطائرة.
ولقي سبعة آخرون حتفهم في الحادث، من بينهم أربعة مسؤولين عسكريين ليبيين كبار وثلاثة من أفراد الطاقم، ومن بين المسؤولين الليبيين الذين قُتلوا: اللواء الفيتوري غريبيل، قائد القوات البرية الليبية، العميد الركن محمود القطاوي، مدير هيئة الصناعات العسكرية، محمد العيساوي دياب مستشار عسكري كبير، محمد عمر أحمد محجوب، مصور عسكري.
حداد وطني.. ردود الفعل على وفاة الحداد
وصف رئيس الوزراء الليبي عبد الحميد دبيبة الحادث بأنه "خسارة مأساوية"، وقال: "إن هذه المأساة الكبرى خسارة فادحة للأمة وللمؤسسة العسكرية ولجميع الشعب. لقد فقدنا رجالاً خدموا وطنهم بإخلاص وتفانٍ، وكانوا مثالاً يحتذى به في الانضباط والمسؤولية والالتزام الوطني".
وفي بيان صادر عن القوات المسلحة الليبية الشرقية، أعرب القائد حفتر عن "حزنه العميق إزاء هذه الخسارة المأساوية" وقدم تعازيه إلى عائلة اللواء الحداد وقبيلته ومدينته، وكذلك "إلى جميع الشعب الليبي".
وأعلنت حكومة الوحدة الوطنية الليبية، في بيان لها، فترة حداد لمدة ثلاثة أيام، يتم خلالها تنكيس الأعلام في جميع مؤسسات الدولة، وتعليق جميع المراسم والاحتفالات الرسمية. فيما عيّن المجلس الرئاسي الليبي اللواء صلاح الدين النمروش رئيساً مؤقتاً لأركان الجيش الليبي إلى حين الإعلان عن بديل للواء الحداد.









0 تعليق