أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأربعاء، عن خطة واسعة النطاق تهدف إلى تعزيز القدرات العسكرية لإسرائيل وضمان تفوقها الاستراتيجي خلال السنوات المقبلة، كاشفًا عن استثمار ضخم بقيمة 350 مليار شيكل (نحو 110 مليارات دولار) على مدى عشر سنوات، لتطوير صناعة أسلحة مستقلة تقلل من اعتماد الدولة العبرية على الموردين الخارجيين.

وقال نتنياهو، خلال مراسم عسكرية أُقيمت في قاعدة جوية جنوب إسرائيل، إن الحكومة صادقت على هذه الخطة طويلة الأمد بهدف بناء منظومة تسليح محلية متكاملة، مؤكدًا أن إسرائيل تسعى إلى تقليص اعتمادها على أي طرف خارجي «حتى الأصدقاء»، على حد تعبيره. وأضاف أن العقول الإسرائيلية في الصناعات الدفاعية تعمل بشكل متواصل على تطوير أنظمة تسليح متقدمة تضمن لإسرائيل التفوق في ساحات معارك المستقبل.

التفوق الجوي حجر الأساس

وشدد نتنياهو على أن التفوق الجوي الإسرائيلي في الشرق الأوسط يمثل عنصرًا محوريًا في الأمن القومي، مؤكدًا التزام حكومته بمواصلة الاستثمار في سلاح الجو، وتزويده بأحدث المعدات والتقنيات العسكرية المتاحة. كما أشار إلى أن إسرائيل ستعمل على منع أطراف أخرى، لم يسمّها، من امتلاك قدرات جوية مماثلة قد تهدد هذا التفوق.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي إن السيطرة الجوية تظل عاملًا حاسمًا في حماية أمن إسرائيل، معتبرًا أن الحفاظ على هذا التفوق هو «حجر الزاوية» في الاستراتيجية الدفاعية للدولة.

ارتفاع غير مسبوق في الإنفاق العسكري

وبحسب بيانات حكومية، تعتزم إسرائيل في عام 2026 تخصيص نحو 16% من إجمالي إنفاقها العام للدفاع، بما يعادل 112 مليار شيكل من أصل موازنة عامة تبلغ 662 مليار شيكل. ويُعد هذا الرقم ارتفاعًا كبيرًا مقارنة بفترة ما قبل الحرب، حيث كانت الميزانية العسكرية تقارب 65 مليار شيكل فقط.

كما شهد عام 2025 زيادة كبيرة في النفقات العسكرية، إذ ارتفعت المخصصات من 107 مليارات شيكل إلى 163 مليار شيكل، وفقًا لصحيفة «كالكاليست» الاقتصادية.

ضغوط الحرب والتوجه نحو الاستقلال

وتأتي هذه الخطة في ظل ضغوط كبيرة تعرضت لها الموارد العسكرية الإسرائيلية بعد عامين من الحرب على جبهات متعددة، إضافة إلى تعليق أو تقييد صادرات الأسلحة من بعض الدول احتجاجًا على تطورات الحرب في غزة.

ورغم اعتماد إسرائيل تاريخيًا على الدعم العسكري الأمريكي، والذي بلغ في 2025 نحو 3.3 مليارات دولار كمساعدات عسكرية، إلى جانب 500 مليون دولار للتعاون في مجال الدفاع الصاروخي، فإن نتنياهو أكد أن بلاده تتجه نحو الاكتفاء الذاتي.

وختم نتنياهو تصريحاته بالتأكيد على أن إسرائيل رسخت مكانتها كقوة إقليمية، وفي بعض المجالات كقوة عالمية، معتبرًا أن «السلام يُصنع مع الأقوياء لا مع الضعفاء»، في إشارة إلى فلسفة حكومته في المرحلة المقبلة.