يسجّل ارتفاع ملحوظ في معدّلات الإصابة بالأنفلونزا الموسمية في لبنان في الأسابيع الأخيرة. ويبدو أن هذه الزيادة ترافقت مع ارتفاع في معدلات الدخول إلى المستشفيات بحيث سجّل أيضاً ارتفاع في معدلات إشغال المستشفيات. وانطلاقاً من ذلك، أصدرت وزارة الصحة العامة بياناً حول الوضع الوبائي المرتبط بالأنفلونزا الموسمية أشارت فيه إلى أن الارتفاع المسجّل في لبنان في معدلات الإصابة بالأنفلونزا الموسمية مشابه لما يحصل في العديد من الدول وأن موجة الأنفلونزا الحالية تتسم بحدّة نسبية وسرعة انتشار بين المواطنين وأن السلالة السائدة هي من نوع A(H3N2).

هل الوضع الوبائي المتعلق بالأنفلونزا الموسمية يدعو للقلق؟
جرت العادة أن ترتفع معدلات الإصابة بالانفلونزا في موسمها في لبنان، كما في مختلف دول العالم. وهذا الارتفاع يسجّل في كل عام في هذه الفترة من السنة. لذلك، ثمة تساؤلات حول ما إن كان الوضع حالياً فعلاً مثيراً للقلق أو هل هذه الزيادة اعتيادية في موسم الأنفلونزا ومشابهة لما يحصل في كل عام. 
بحسب طبيب الصحة العامة والأمراض الداخلية الدكتور حسين الهواري فإن وضع الأنفلونزا في هذا العام هو بالفعل غير مسبوق لأن الأنفلونزا من نوع A(H3N2) وهي السلالة السائدة حالياً في لبنان، تتميز بمزيد من الشراسة وبأعراض أكثر حدّة وبسرعة انتشار كبيرة. ويلاحظ أن الإصابة بهذا النوع من الأنفلونزا تدوم لفترة أطول فتطول فترة التعافي منها، وهذا ما يلاحظه كثيرون من المواطنين الذين أصيبوا بها. هذا ما يفسّر الارتفاع الكبير في معدلات الدخول إلى المستشفيات بسبب الإصابة بالأنفلونزا، خصوصاً بين الأطفال، إذ يبدو واضحاً أن الوضع مختلف عمّا كان عليه في الأعوام السابقة لجهة حدّة الأعراض وطول مدّة الإصابة في هذه السلالة.

كم من الوقت يمكن أن يستمرّ موسم الأنفلونزا؟

يستمر موسم الأنفلونزا عادةً بين شهري تشرين الثاني (نوفمبر) وشهر آذار (مارس). وصحيح أن نوعي الأنفلونزا الموسمية هما أنفلونزا A وB إلا أن الأكثر انتشاراً عادةً هي الأنفلونزا من نوع A. ويوضح الهواري أنه في العام الماضي كانت الأنفلونزا من نوع H1N1 السلالة السائدة، لكن في العام الحالي إن السلالة السائدة هي H3N2. علماً بأنهما السلالتان الأكثر انتشاراً عادةً.

ما الأعراض المرافقة للإصابة بالأنفلونزا من نوع H3N2 السائدة حالياً؟
– ارتفاع حرارة يصل إلى 39 أو 40
– سعال
– أوجاع في العضلات والمفاصل والعظام
– تقيّؤ أحياناً وإسهال، خصوصاً لدى الأطفال
– التهاب في البلعوم
– صداع
ويشير الهواري إلى أن العدوى يمكن أن تحصل قبل يومين من ظهور الأعراض وتستمر لمدة 5 أيام بعدها. أما من هم أكثر عرضة للخطر من جراء الإصابة بالمرض فهم الأطفال والمسنّون والحوامل ومن يعانون انسداداً رئوياً مزمناً. في مثل هذه الحالات يزيد خطر الإصابة بالمضاعفات ويمكن الإصابة بعدوى جرثومية مع العدوى الفيروسية عندها.

كيف يمكن الوقاية من التقاط العدوى؟
– تلقي اللقاح ضد الأنفلونزا كوسيلة هو الأكثر فاعلية للحد من المخاطر
– غسل اليدين بانتظام بالماء والصابون واستخدام المعقم الكحولي
– تغطية الأنف والفم عند السعال والعطس
– استخدام المناديل الورقية والتخلص منها مباشرة
– ارتداء الكمامة في الأماكن المغلقة
– تجنّب مخالطة الآخرين عند الشعور بالمرض.