نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
لبنان2025: ليس قدراً... بل قرار - وضوح نيوز, اليوم الاثنين 29 ديسمبر 2025 10:30 صباحاً
ماريا السكاف
مرّ عام 2025 مثقلاً، كأنه حمل أعماراً فوق عمره. بدأ بأمل خجول وانتهى بأسئلة معلقة. هدنة تقال ولا تعاش وصمت يخفي ضجيجاً لا يهدأ.
العالم متعب واللبناني أكثر، لكنه ما زال واقفاً يحمل صليبه بصمت ويكمل الطريق.
لبنان ليس ضعفاً، بل فكرة. ليس ساحة صراع، بل وطن يستحق السلام.
بدأ العام بانتخاب رئيس جديد للجمهورية ومعه ولد أمل بأن تتحسن حال البلد. لكن أين نحن اليوم فعلاً؟

قيل إن هناك وقفاً للنار لكن الجنون ما زال مستمراً ولا مهرب من هذه الأخبار الثقيلة.
مشكلات ومشكلات تتراكم بعضها فوق بعض وحال الجمود مسيطرة كأن الجميع يترقبون معجزة تحل الأزمات بينما لا أحد يبادر إلى كسره.
والمسؤولون كالعادة إما غائبون عن الواقع وإما غارقون في عوالمهم الخاصة واستعراضاتهم.
لكن السؤال يبقى ويتكرر: إلى أين نحن ذاهبون؟ وعلى من نعتمد؟ وماذا ننتظر؟ ومن هو أصلاً مستعد لمساعدتنا؟
تهديد من هنا وإنذار من هناك ولبنان واقف عند مفترق طرق، لا يعرف أي اتجاه يسلك.
الخطير في 2025 ليس فداحة الخراب، بل تطبيعه. حين يصبح الاستثناء قاعدة، والكارثة روتيناً، والفساد "جزءاً من الواقع"، نكون أمام أخطر أشكال الهزيمة: هزيمة الوعي. فالأنظمة لا تنتصر بالقمع وحده، بل حين تقنع الناس بأن لا معنى للمواجهة، وأن لا جدوى من التغيير، وأن البديل أسوأ في كل الأحوال.
لبنان ليس ورقة تفاوض ولا لعبة في يد أحد، بل هو بحاجة إلى إدارة تمتلك الإرادة والقرارات الصلبة وإلى دعم أبنائه قبل الغرباء.
لم يعد هناك ما يمكن ستره. تسقط الأقنعة واحداً تلو الآخر والحقائق في طريقها إلى الضوء.
تعبت النفوس من الوعود الكاذبة وملّ الناس الضباب المصطنع.
عهد الإفلات من المحاسبة يضيق، فلم يعد هناك ما يخفى أو ما يمكن ستره خلف الشعارات الوهمية.
عام 2025 لم يكن مجرد اختبار للصبر ولا درساً عابراً في التحمل، بل كان إثباتاً واضحاً لكل الحقائق وكشفاً نهائياً لواقع لم يعد قابلاً للإنكار وبالتالي لحظة فرز بين من يرى الواقع كما هو، وبين من لايزال يصر على تسميته "مجرد مرحلة عابرة".
إن الاعتراف ليس ضعفاً، بل بداية السياسة الحقيقية. والمحاسبة ليست تهديداً للاستقرار، بل شرطه الوحيد. ما نعيشه اليوم ليس قدراً ولا لعنة، بل نتيجة قرارات اتُّخذت ويفترض نقضها. السؤال لم يعد متى ينهار هذا النظام، بل: من سيجرؤ على القول إن استمراره هو الانهيار بعينه؟
مع نهاية هذا العام، نتمنى أن تحمل السنة الجديدة أملاً أقوى وأن تفتح فصلاً جديداً، يأتي معه النسيم والورود لا الأزمات والانقسامات.



0 تعليق