نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الاختلاف بين البشر حاصل ووارد - وضوح نيوز, اليوم السبت 6 ديسمبر 2025 07:10 مساءً
الاختلاف بين البشر سنّة كونية قدّرها الله تعالى، تظهر في صور شتّى ذكرها القرآن الكريم والسنة النبوية، من اختلاف الأجناس والألوان واللغات، إلى اختلاف العقول والآراء وطرائق الفهم. وقد وضع الإسلام منهجًا واضحًا لإدارة هذا التنوع، يميّز بين الاختلاف المحمود الذي يثري العقول ويُنمّي المدارك، وبين الاختلاف المذموم الذي يقود إلى الفرقة والعداوة.
قال تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَٰلِكَ﴾ [فاطر: 28].
وقال سبحانه: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ﴾ [الروم: 22].
وحين يدرك الإنسان أن الاختلاف في الطبائع والتفكير أمر فطري، يتفهم أن هذا التنوع ليس مبررًا لصناعة الخلاف ولا سببًا لنشوب النزاعات. بل هو مساحة رحبة يتداخل فيها العقل مع الخبرة، والذوق مع الرؤية، لتتشكل لوحة الحياة المتنوعة.
ومع التقارب الهائل الذي فرضته وسائل التواصل الاجتماعي، وتزايد مساحات الحوار والأخذ والرد، بات احترام رأي الآخر ضرورة لا ترفًا، ووعيًا راقيًا يحفظ الودّ مهما تباينت وجهات النظر. فقد أصبح العالم أكثر قربًا، وأشد حاجةً إلى لغة تتسع للجميع.
ويؤكد القرآن الكريم هذا المعنى في قوله تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا﴾ [الحجرات: 13].
إن إدراك حقيقة التنوع وتقبّله، هو خطوة نحو الوعي، وسبيلٌ إلى بناء علاقات إنسانية راسخة، تنجو من صخب الاختلاف وتحمِل روح الاحترام مهما اختلفت الآراء.
وهكذا يبقى الاختلاف بين البشر ظاهرةً إنسانية راقية إذا أحسنّا إدارتها، وفرصةً لامتداد مساحات التفاهم إن اخترنا لها لغة الاحترام. فليس اختلاف العقول مدعاةً للخصام، بل هو جسرٌ نحو وعيٍ أوسع، وعلاقاتٍ أمتن، وواقعٍ أكثر رحابة وإنصافًا.


















0 تعليق