نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تأجيل العد العكسي للتصعيد لا إلغاءه! - وضوح نيوز, اليوم الأحد 7 ديسمبر 2025 08:45 صباحاً
حفل الأسبوع المنصرم بحركية دولية غير مسبوقة الى لبنان بين زيارة تاريخية للبابا لاوون الرابع عشر وزيارة الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس كما زيارة وفد أعضاء مجلس الأمن. بات صعباً على لبنان استمرار الاستنجاد بكل هذا الخارج الذي جاء لدعمه وتحذيره في الوقت نفسه من دون المبادرة الى القيام بما يلزم لتجنيب البلد الانزلاق الى حرب جديدة من جهة، ومن أجل مساعدته على ضرورة تظهير خطوات لا بد منها من أجل مواكبة التحولات في المنطقة من جهة أخرى.
كل المعطيات الديبلوماسية التي وردت الى المسؤولين بمن فيهم الثنائي الشيعي أو بالأحرى في مقدمهم هذا الثنائي، أفادت بضرورة السعي الى الحؤول دون إتاحة المجال لإسرائيل لإرساء وقائع جديدة على الأرض تعيد من خلالها إعادة صياغة شروط الهدنة، بما يخدم مصالحها فحسب.
شكل تعيين السفير السابق سيمون كرم رئيساً للوفد اللبناني الى لجنة رقابة وقف النار في الجنوب خطوة في الاتجاه المناسب أو متنفساً شوش عليه الإرباك الشيعي في سعيه الى تظهير ثباته على شعاراته ومواقفه وإصراره على تظهير نفسه "مرشداً" للجمهورية اللبنانية ولقرارها واضطراره الى تبرير ذلك لجمهوره.
تراجع نسبياً العد العكسي للتوقيت الذي ستُوجه فيه تل أبيب الضربة الواسعة إلى "حزب الله" بناء على التعبئة الإعلامية والسياسية الإسرائيلية بأن الحزب يعيد تأهيل قدراته العسكرية، ولو أن هذا الاحتمال لم ينتف كلياً والأخطار مستمرة في المرحلة المقبلة الفاصلة عن الانتخابات النيابية باعتبارها مفصلاً للثنائي لإعادة تثبيت قدرته في التحكم بالقرار اللبناني.
وربحت الدولة بتكليف سيمون كرم قدرتها الظاهرية على دحض قدرة الحزب على تعطيل قرارها، ولو أعلن مواقف تبدو ملتبسة بين المع والضد لحفظ قدرته على التراجع وإبقاء كل ابواب الاحتمالات والاثمان امامه مفتوحة. إذ كان سيؤدي بعد كل هذا الدعم الدولي إلى مزيد من العزلة الخارجية ويساهم ليس فقط في ترك اسرائيل توسع حجم اعتداءاتها لفرض نزع سلاح الحزب، بل أنه قد يسرّع في فرض أدوات ضغط جديدة تطاول الدولة كما حصل بالنسبة الى إلغاء زيارة قائد الجيش الى واشنطن في رسالة واضحة تشمل احتمال تعديل قواعد الدعم للجيش كما تدل على ذلك رسائل اعضاء من الكونغرس الأميركي، أو إعادة النظر في طبيعة التنسيق الخارجي مع المؤسسات اللبنانية على مختلف المستويات. فالتهديدات التي توالت في الأسابيع الأخيرة سلطت ضغوطاً حقيقية على الحكومة اللبنانية من أجل تسريع خطواتها نحو تنفيذ التزاماتها ما يحتم عليها تالياً التحرك من أجل أن تزيد من الضغوط السياسية على الحزب بدورها. ولا أحد يتوهم بأن إيران التي حددت أولوية سلاح الحزب على الخبز والماء في لبنان ستظهر مرونة لولا التحذيرات الاقليمية من أن تصعيداً جديداً ضد الحزب يمكن أن يستدرجها الى تصعيد إقليمي تنخرط فيه ولا تريده في هذه المرحلة.
ثمة جانب داخلي بات يأخذ أبعاداً خطيرة مع ضيق الهامش لـ"التلاعب" أو "التقية " التي يمارسها الثنائي الشيعي في ظل المزايدات الشعبوية والطائفية التي يقوم بها بين الموافقة الضمنية والمعارضة العلنية لقرارات الدولة. فجر التعليق الذي أدلى به الرئيس نبيه بري عن تعيين سيمون كرم استياء كبيراً ولو في معرض مسايرته جمهور الحزب الذي ثار على القرار . فتحت أوساط عدة في الأيام الأخيرة ملف التفاوض على الترسيم البحري الذي كان ضالعاً به الثنائي في عز قوة الحزب ووجود الأمين العام السابق حسن نصرالله والذي أسفر عن تنازلات كبيرة ليست في مصلحة لبنان وكذلك ملف التفاوض على اتفاق وقف الأعمال العدائية العام الماضي والذي استأثر بري وحده بالتفاوض عليه وتضمن موافقة على نزع سلاح الحزب وحصرية سلاح الدولة لدى القوات الشرعية اللبنانية.
ينقل عن ديبلوماسيين استعارة المثل الفرنسي l’habit ne fait pas le moine" " أي أن "الملابس لا تصنع الرجل "من أجل القول إن لبنان في لجنة الميكانيزم وتحت سقفها لا يهم إذا كان مدنياً أو عسكرياً، لأن مفاوضات التطبيع التي يتم إثارة ضجيج حولها تأتي تحت شكل آخر من التفاوض وهي ليست مطروحة. وذلك علماً أن لبنان سبق أن فاوض عبر مدنيين والشواهد متعددة على ذلك. مما يثير تساؤلات عن التحفظات المفتعلة على شخص السفير سيمون كرم ومهمته في ظل سعي الى محاولة " ترهيبه" استباقياً. فقاموس الوطنية لا يحدده الثنائي ولا يملكه أيضاً لا سيما أن ولاء الحزب معلن لإيران. هذا أولاً، فيما أن رفض التفاوض من الحزب وفق ما أثار مراراً يثير تساؤلات أخرى حول البديل في ضوء جملة عوامل ايرزها أنه إذا كان يستطيع الذهاب الى حرب جديدة لإجبار إسرائيل على الانسحاب من النقاط التي تحتلها أو من أجل استعادة الأسرى أو وقف الاستهدافات الإسرائيلية، فليقل ذلك صراحة لكي تتنحى الدولة وتتركه يقوم بذلك علماً أن ما وصل اليه لبنان راهناً هو نتيجة فشل الحزب في حرب الإسناد ما أعاد الاحتلال الاسرائيلي الى لبنان مجدداً.
الأمر الآخر الذي يأخذ أبعاداً سياسية أخرى تتصل بأبعاد أو تهميش وزارة الخارجية التي هي اليوم في عهدة القوات اللبنانية عن قرار وأجواء تكليف سيمون كرم رئاسة الوفد اللبناني. فهذا يصيب لبنان أولاً إزاء احترام مؤسساته وتقليص قدراتها في الخارج وازاء مقاربات عودة الدولة دولة وكيفية ترحمة ذلك. فيما يغلب ذلك طابع الحساسيات والتصفيات السياسية التي قد تتبلور في انعكاسات سلبية داخلياً وخارجياً على موقع الرئاسة الأولى في شكل خاص ويفتح جروحاً بدلاً من إقفالها في هذه المرحلة من إعادة بناء مفترضة للدولة. ما يثير تساؤلات لدى البعض ما إذا كانت "مرونة" الحزب الظرفية ضمنياً تفترض إقصاء مسيحياً موازناً غير حليف له او وجود اعتبارات أخرى.
rosannabm @hotmail.com








0 تعليق