نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
بيت جن تعيد مجد رأس العش - وضوح نيوز, اليوم الأحد 7 ديسمبر 2025 09:25 صباحاً
عندما تقرر المقاومة وترضى بدفع ثمنها فلا تنتظر إلا النصر ولو طال الزمن
فجر يوم الجمعة 28 نوفمبر 2025، قرر جيش الكيان مواصلة إذلال ريف دمشق، وتحديدًا قرية تدعى "بيت جن"، وهي تقع على بعد خمسة وخمسين كيلو غرب العاصمة دمشق، كان في حساباته أنها ستكون جولة كسابقتها، يقتحم ويعتقل ويقتل وينسف بيوتًا أو ما بقي من مواقع ثم يغادر في أمان مطلق لا تُمس منه شعرة بسوء.
ليلة الأول من يونيو 1967 جيش الكيان ذاته يتقدم بقوة ميكانيكية كبيرة مكونة من الدبابات سنتوريون، وكانت الأشد فتكًا في زمانها إضافة إلى ناقلات جنود نصف مجنزرة، إضافة إلى عدد كبير من المحاربين، يريد احتلال مدينة بور فؤاد، بادئًا من منطقة رأس العش.
كانت قد مر أقل من شهر على واقعة قاصمة الظهر (خمسة يونيو 1967). معنويات الكيان كانت تحلق عاليًا تحت شعار الجيش الذي لا يقهر، ولا تسل عن معنوياتنا نحن.
ماذا حدث في الليلتين التاريخيتين.
في الليلة الأحدث وهي الليلة السورية، تقدم جيش الكيان مستهدفًا اعتقال جماعة قال إنهم ينتمون لفصيل ضد الاحتلال!
جاء أمر الله من حيث لا يحتسب جيش الكيان، فجأة هب سكان القرية، سكان مدنيون وليسوا فصائل مسلحة ومدربة، إنها ساعة الفجر حيث معجزة ميلاد يوم جديد، وحيث بركة قرآن الفجر وسر التسابيح، حاصر الأهالي بما تيسر لهم من سلاح خفيف، قوات الاحتلال، وأمطروها بوابل من الرصاص، ارتبكت القوة، فهذه هي المرة الأولى (لن تكون الأخيرة بإذن الله) التي يقعون فيها في فخ محكم، بعد الارتباك جاء التبعثر، بعد التبعثر جاء الفرار، لقد فقدوا مدرعة وأصيب منهم ثمانية، جراح ثلاثة منهم خطيرة جدًا، بعد الفرار استغاثوا بيدهم الباطشة، تضرعوا لطيرانهم، الذي راح يقصف كل جسد يتحرك، فقتل خمسة من أسرة واحدة، ثم قتل ثمانية، كانوا يعبرون الشارع، وهدموا ما طالته قنابلهم من بيوت، وعندما هدأت الساحة، جلسوا لإعادة الحسابات ، أهالي يقاتلوننا، ثم ينتصرون علينا ويجبروننا على الفرار، نعم قصفناهم ودمرنا بيوتهم، ولكن ماذا سيكون حالنا لو امتلكوا منظومة دفاع جوي؟
أما في الليلة المباركة، أعني ليلة الأول من يوليو من العام 1967 فقد كانت بداية الملاحم وفاتحة الأمجاد، عند رأس العش كانت تعسكر قوة صغيرة من الصاعقة المصرية، بحثت عن العدد فلم أجد حصرًا دقيقًا، ولكن وجدت أن معظم المصادر قدرت عدد القوة ما بين ثلاثين إلى ستين مجاهدًا، لم يكن بين أيدي أبطالنا سوى الأسلحة الخفيفة المضادة للدروع (آر بي جي وبنادق آلية). العدو واضح حد الوقاحة، هو يريد احتلال بور فؤاد وفصلها عن الجسد المصري، أبطالنا تبادلوا النظرات، ثم بايعوا قائدهم على الموت، سنقاتل حتى آخر طلقة وحتى آخر رصاصة.
أن تموت رجلًا مقبلًا غير مدبر، فهذا معنى لا يفقهه سوى الرجال، أبطالنا احتسبوا أنفسهم شهداء، وما النصر إلا صبر ساعة، وما الشهادة إلا رصاصة واحدة تخترق الجسد.
تقدم العدو مسلحًا بدباباته ومجنزراته، أعد أبطالنا الكمين وأحسنوا الإعداد، تركوا العدو يتقدم حتى أصبح في مرمى نيرانهم، صوب بطل الطلقة الأولى ففجر الدبابة الأولى، آه من هذه اللحظة، إنها فاتحة المجد، دبابة يصطادها جندي مصري هزم من خمسة وعشرين يومًا، ما الذي حدث، هل تبدل المصريون بين ليلة وضحاها؟
سيطر العدو على ارتباكه، وبدأ الاشتباك الجنوني، أجساد مصرية تقابل الدبابة المتوحشة، إنها وحش من حديد لا تعرف معنى الوطن ولا تعرف معنى الرجولة والشهامة والشهادة.
تواصل الاشتباك حتى صباح الثاني من يوليو، لم تنجدهم اليد الباطشة، لقد خافوا من كمين جوي يسقط طيرانهم، عرفوا أن المصريين لن يكفوا عن القتال، خسروا ثلاث دبابات كما قالت بعض المصادر، بينما قالت مصادر أخرى لقد خسروا ست دبابات، خسروا ضباطًا وجنودًا.
ما الذي حدث في الليلتين المباركتين؟
لم يحدث شيء، لقد حدث الذي يحدث دائمًا، "سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا".
عندما تقرر المقاومة وترضى بدفع ثمنها فلا تنتظر إلا النصر ولو طال الزمن.













0 تعليق