بعد سنوات طويلة من التفوق الألماني في المواجهات المباشرة، نجح ليونيل ميسي أخيرًا في الثأر من منافسه التاريخي توماس مولر، بعدما قاد إنتر ميامي للتتويج بلقب الدوري الأمريكي لكرة القدم، بانتصار مستحق بنتيجة 3-1 على فانكوفر وايت كابس الذي يقوده النجم الألماني، في نهائي كأس الدوري الأمريكي.

وفضّل مولر دائمًا كفة النجاح في صراعه الكروي مع ميسي، حيث فاز في سبع من أصل عشر مواجهات مباشرة، وكان عنصرًا حاسمًا في إقصاء الأرجنتين من كأس العالم 2010 و2014، لكن مواجهة السبت منحت ميسي فرصة رد الاعتبار، وإنهاء موسمه الثالث في الـMLS بشكل تاريخي، مع رفعه اللقب رقم 47 في مسيرته الأسطورية.

وقال ميسي عقب التتويج: "منذ ثلاث سنوات اتخذت قرار المجيء إلى الدوري الأمريكي، واليوم نحن أبطال هذا الدوري. كان الفوز بالبطولة أحد أهدافنا الأساسية هذا الموسم، خاصة بعد الإقصاء المبكر في العام الماضي".

المباراة شهدت بصمة حاسمة للنجم الأرجنتيني، إذ صنع الهدف الثاني لزميله رودريجو دي بول في الدقيقة 72، ثم قدّم تمريرة حاسمة جديدة في الوقت بدل الضائع، ليمنح إنتر ميامي أول لقب في تاريخه.

وأكد ميسي أن الفريق قدّم "جهدًا كبيرًا في موسم شاق وطويل، وهذه اللحظة التي انتظرناها جميعا".

ورغم خسارته، أظهر مولر احترامًا كبيرًا لمنافسه، إذ صفق لميسي خلال مراسم التتويج ورفع إبهامه تقديرًا لأدائه، رغم الإحباط الذي بدا واضحًا عليه بعد ضياع فرصة إضافة لقب جديد إلى مسيرته.

من جهته، قال مدرب فانكوفر ياسبر سورينسن: "عملنا بجد، ونجحنا في العودة للمباراة، لكن خطأ بسيط جعل الكرة تصل إلى ميسي، وهو لا يرحم في مثل هذه اللحظات".

المشهد الأكثر تأثرًا كان دموع الإسباني المخضرم جوردي ألبا، الذي ودّع الملاعب رفقة سيرخيو بوسكيتس، ليسقط على أرض الملعب بعد لحظات من التتويج. وقال ميسي عنهما: "اليوم ينتهي فصل جميل من حياتهما، وسيبدآن مرحلة جديدة. أنا سعيد لأنهما يغادران بعد تتويجهما بهذا اللقب".

وعقب التتويج، احتضن ميسي المالكين المشاركين للنادي، ديفيد بيكهام وخورخي ماس، إذ كان بيكهام اللاعب الأكبر تأثيرًا في جلب ميسي إلى الدوري الأمريكي حين كان إنتر ميامي يواجه صعوبات كبيرة في المنافسة.

وقال خافيير ماسكيرانو مدرب الفريق: "هذا اللقب كان هدفًا واضحًا لميسي منذ وصوله، وهو شهادة على العمل الهائل الذي قدمه طوال الموسم".

وبهذا الانتصار، يضيف ميسي فصلًا جديدًا في مسيرته التاريخية، ويثبت مرة أخرى أنه الرقم الأصعب في عالم كرة القدم، بينما ينجح بيكهام في رؤية حلمه يتحقق، بعد مشروع استمر لسنوات ليصل إنتر ميامي أخيرًا إلى منصة التتويج.