نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
سجال عقائدي في إيران حول فاطمة الزهراء ينذر باعتقالات - وضوح نيوز, اليوم الأحد 7 ديسمبر 2025 11:45 صباحاً
بعد تصريح مثير للجدل من الروحاني الشيعي المفكر المعارض عبد الرحيم سليماني أردستاني (66 عاماً)، وهو أستاذ متقاعد في جامعة مفيد ومدرسة الحوزة العلمية في قم، حول أحداث صدر الإسلام، وبخاصة حول طريقة وفاة السيدة فاطمة الزهراء، ابنة النبي محمد، وتشكيكه في الإيذاء والتعذيب الذي تعرضت له من بعض أصحاب النبي، في قناة "كلمة" الفضائية، أعلن عدد من الروحانيين الإيرانيين استعدادهم للرد على هذه الشكوك في مناظرة، لكن في الوقت نفسه، طالب آخرون بتجريده من اللباس الروحاني، ومحاكمته، وحتى إصدار حكم الردة عليه، مع التهديد والإهانة.
المعارضون يتهمون سليماني أردستاني بتجاوز الخطوط الحمراء
يقول معارضو هذا الروحاني الشيعي إنه تجاوز الخطوط الحمر العقائدية لديهم. أما بعض المعارضين الأكثر اعتدالاً ، فيقول إن هذه الكلمات يجب ألا تُطرح في الفضاء العام، لأنها تثير غضب أتباع المذهب الشيعي.
يعتقد كثيرون من الشيعة أن ابنة النبي محمد تعرضت للإيذاء والإهانة من الخليفتين الأول والثاني، أي أبو بكر وعمر، بسبب دفاعها عن حق إمامة علي بن أبي طالب، وأن منزلها تعرض لهجوم، وأنها أصيبت جراء ذلك الهجوم، وكانت حاملاً أيضاً، ثم استشهدت بعد أيام قليلة.
رجل دين يمر بجدارية كتب عليها فاطمة الزهراء في طهران.(أف ب)
سليماني أردستاني يشكك في الروايات التاريخية
لكن سليماني أردستاني يقول إن قبول هذه الروايات التاريخية يضع عدالة الإمام علي تحت التساؤل، لأنه لا يمكن قبول أن شخصية شجاعة مثله تشاهد الهجوم على منزله وزوجته وتسكت. وهو يعتقد أن هذه القصص اختلقتها روضة خوان ذوي المعرفة القليلة في الشيعة، ولا يمكن الاستناد إليها. لكن معارضيه، بما في ذلك حامد كاشاني وناصر رفيعي (وهما من الروحانيين القريبين من الحكومة)، وحتى كثير من الأفراد والإعلام الإصلاحي، ينتقدونه ويقولون إن الروايات التاريخية في هذا الصدد غير قابلة للإنكار، وأن التشكيك العقلي في الروايات التاريخية غير جائز.
السيد محمد حسين فضل الله
كما قال السيد محمد حسين فضل الله (من مراجع التقليد لدى الشيعة في لبنان، والمتوفى عام 2010)، قبل حوالى 25 عاماً (حوالى عام 2000 م) في صلاة الجمعة في بيروت، إنه لا يصدق استشهاد السيدة الزهراء جراء كسر ضلعها ولا يكذبه. وقال لاحقاً إنه لم يجد وثيقة قوية لهذا الأمر. هذا الرأي للعلامة فضل الله، الذي كان يتمتع بشعبية ونفوذ عاليين بين الشيعة في لبنان، واجه ردوداً قاسية في إيران، إلى حد أن بعضهم شكك في مرجعيته.
بعد تصريحات سليماني أردستاني وتصاعد التهديدات له، عقدت مناظرة تلفزيونية أخرى بينه وبين حامد كاشاني (الروحاني القريب من الحكومة) في 30 تشرين الثاني/نوفمبر 2025، وامتلأت الشبكات الاجتماعية مثل إنستغرام وتلغرام وتويتر (إكس) ويوتيوب بمقاطع من كلامهما.
ردود الفعل على المناظرة
كثيرون في إيران أشادوا بحامد كاشاني في هذه المناظرة بحجة انسجام أفكاره، واعتبروا أن سليماني أردستاني، رغم تاريخه الطويل في التدريس الجامعي وتأليفه كتباً عدة، لم يتمكن من بناء حججه على أساس وثائق تاريخية قوية، واعتمد أكثر على الاستنتاجات العقلية.
لكن بعد المناظرة، بدت لافتة الأفلام التي انتشرت في الفضاء الافتراضي والشتائم التي وجهت الى هذا الروحاني المعارض. كما نشر فيلم آخر يظهر أشخاصاً يحضرون إلى مكتب أردستاني مطالبين إياه بالاعتذار ووقف نشر الشبهات ضد معتقدات الشيعة، غير عابئين بتهديده باللجوء إلى الشرطة وتقديم شكوى قانونية.
كاشاني يدين الإهانات الشديدة
كانت هذه المواجهات والإهانات شديدة جداً إلى حد أن كاشاني، الذي حظي كلامه في المناظرة بتأييد السلطات الدينية الايرانية، قال في فيديو معارضاً لهذه الردود: على الشيعة أن يتعاملوا مع معارضيهم بمنطق وأدب واحترام، كما فعل أئمة الشيعة. وفي الوقت نفسه، أكد أن الشيعة يجب ألا يكونوا غير مبالين إزاء الإهانة لعقائدهم.
كما أن صحيفة "إنفورميشن" المطبوعة في طهران، والتي تبقي نفسها دوماً بعيدة عن الجدالات السياسية، وكذلك صحيفة "الجمهورية الإسلامية"، وكلتاهما قريبتان من آية الله خامنئي (قائد الجمهورية الإسلامية في إيران)، انتقدتا في مقالات منفصلة مواقف سليماني أردستاني بشدة بسبب طرح هذه المواضيع المثيرة للخلاف، وانتقدتا أيضاً شتائم المتطرفين.
خلفية سليماني أردستاني
يُذكر أن أردستاني سبق له أن كان محور سجالات بسبب آراء له لا تقتصر على مجال التاريخ الديني فحسب، بل تشمل أيضاً الساحة السياسية الخارجية والداخلية، وتختلف بشكل كبير مع الروايات الرسمية. هذه المواقف والخلفية السياسية، وحتى اعتقال أردستاني عام 2009 ، ووصفه بأنه "الروحاني المعارض للحكومة"، زادت الانتقادات له. فقد أدلى في السنوات الماضية بحديث الى تلفزيون "ديدار" حول استشهاد الإمام الحسين في واقعة كربلاء، أثار ردود فعل.
التوقعات المستقبلية: مواجهات محتملة واعتقال ممكن
يُتوقع أن تستمر المواجهات المباشرة مع سليماني أردستاني، وربما تؤدي إلى اعتقاله وتجريده من اللباس الروحاني. في السنوات القليلة الماضية، وجه روحانيون انتقادات أقل حدة بكثير الى التيار الفكري السائد والمتطرف، وفي كثير من الحالات تم تجريدهم من اللباس. يعتقد بعضهم أن طرح مواضيع عقائدية مثيرة للخلاف غير صالح للبلاد، مع الأخذ في الاعتبار الظروف الخاصة لإيران بعد الحرب مع إسرائيل وتصعيد الضغوط الاقتصادية وعدم التوازن في الطاقة، بخاصة الجفاف ونقص المياه وغيرهما من المشكلات الاجتماعية. أما البعض الآخر فيعتقد أن أسس الفكر والعقيدة لدى المسلمين يجب أن تكون قوية ومتينة بحيث لا تخشى طرح الشبهات، بل تعتبر هذه النقاشات ضرورية لازدهار الفكر في المجتمع الإسلامي.








0 تعليق