نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
من مضمار صغير إلى عرش العالم… من هو لاندو نوريس؟ - وضوح نيوز, اليوم الأحد 7 ديسمبر 2025 05:35 مساءً
من مضمار كارتينغ صغير في جنوب غرب إنكلترا، إلى عرش فورمولا1 في أبوظبي، قطع لاندو نوريس رحلة استثنائية ملأى بالتحديات والمنعطفات الحادة قبل أن يضع اسمه أخيراً بين كبار أبطال العالم، بعدما توّج بلقب بطولة السائقين للمرة الأولى في مسيرته مع فريق ماكلارين، مؤكداً أن الموهبة وحدها لا تكفي، بل تحتاج إلى صبر طويل وإصرار لا ينكسر حتى يتحول الحلم إلى حقيقة.
من هو لاندو نوريس؟
لم يكن طريق البريطاني لاندو نوريس إلى منصة التتويج مفروشاً بالورود، بل جاء مليئاً بالمنعطفات والتحديات التي صقلت موهبته حتى قادته في النهاية إلى قمة الفورمولا 1، متوَّجاً بلقب بطولة العالم للسائقين للمرة الأولى في مسيرته مع فريق ماكلارين، بعد أن أنهى سباق جائزة أبوظبي الكبرى في المركز الثالث، ليحسم المعركة التي امتدت حتى الجولة الأخيرة من موسم مثير.
البداية… من الكارتينغ إلى الحلم الكبير
وُلد لاندو نوريس في 13 تشرين الثاني/نوفمبر 1999 لأب إنكليزي وأم بلجيكية، ولفت الأنظار مبكراً وهو طفل يتسابق في بطولات الكارتينغ على حلبة "كلاي بيجون" في جنوب غرب إنكلترا.
المدرب روب دودز كان من أوائل من اكتشفوا موهبته، مؤكداً أن نوريس كان يحقق أزمنة أسرع من متسابقين أكبر سناً، ويشارك في البطولات الوطنية وهو لم يتجاوز الثامنة، في وقت كان فيه أقرانه ينتظرون سنوات أطول لدخول المنافسة الرسمية.
الدرجة الثانية… بوابة العبور
بدأ الاسم يتردد بقوة في عالم السباقات بعد احتلاله المركز الثاني في بطولة الفورمولا 2 عام 2018 خلف جورج راسل، ليحصل بعدها على الفرصة الكبرى بدخول بطولة الفورمولا 1 مع ماكلارين كسائق شاب يبحث عن إثبات الذات.
سنوات التدرج والصعود
في موسمه الأول، اقترب نوريس من اقتحام قائمة العشرة الأوائل بانتظام، قبل أن يخطف الأنظار في الموسم الماضي حين نافس بقوة على لقب السائقين أمام ماكس فيرستابن، ليساهم أيضاً في إعادة ماكلارين إلى منصة المجد عبر الفوز بلقب الصانعين للمرة الأولى منذ 1998.
شهد موسم تتويجه سباقاً طويلاً من 24 جولة، تميّز بمواجهة داخلية شرسة مع زميله الأسترالي أوسكار بياستري، وسط سياسة “قواعد بابايا” التي سمحت لكلا السائقين بالتنافس بحرية.
تألق بياستري في بدايات الموسم بثلاثة انتصارات متتالية في البحرين وجدة وميامي، ما وضع نوريس تحت ضغط هائل، خاصة مع شخصيته العاطفية وانتقاداته العلنية لنفسه عند أقل خطأ.
الصورة انقلبت في موناكو، حيث حقق نوريس أول انتصار له هذا الموسم، قبل أن يتجاوز حادث التصادم المؤلم مع بياستري في كندا، ويعود بقوة بانتصارات في النمسا وسيلفرستون والمجر.
ورغم ابتعاده بفارق 34 نقطة في زاندفورت نتيجة عطل فني، عاد ليستثمر تراجع بياستري وحوادثه المتتالية، إلى جانب التوتر المتصاعد داخل الفريق الذي بلغ ذروته بتصادم الثنائي في سنغافورة.
لاندو نوريس. (أ ف ب)
النهاية الهتشكوكية للقب
استعاد نوريس صدارة الترتيب في جائزة المكسيك، ثم قدّم عرضاً مثالياً في البرازيل جامعاً بين الفوز في سباق السرعة والسباق الرئيسي.
وبرغم الخروج الدراماتيكي المزدوج لسائقي ماكلارين في لاس فيغاس وما تبعه من عودة قوية لماكس فيرستابن، ظل نوريس متقدماً بفارق نقطتين، وحسم اللقب في أبوظبي بعدما اكتفى بالمركز الثالث، ليصبح بطل العالم للمرة الأولى في مسيرته، ويمنح ماكلارين اللقب الثالث عشر في تاريخ الفريق، والأول لسائق بريطاني منذ لويس هاميلتون عام 2020.
خارج الحلبات… الشخصية والإلهام
يحظى نوريس بشعبية طاغية، تعززت مع الانتشار العالمي للفورمولا 1 في عصر "ليبرتي ميديا" ومسلسل "Drive to Survive".
يعشق رياضة الغولف، ويستمد إلهامه من أسطورة موتو جي بي فالنتينو روسي، معترفاً بقوله: "كانت موتو جي بي شغفي الأول… روسي دائماً قدوتي، الأفضل والأكثر إلهاماً بالنسبة لي".
لاندو نوريس ليس مجرد بطل عالم شاب، بل قصة موهبة صقلت بالإصرار والضغط والمنافسة القاسية، بدأت من مضامير الكارتينغ ووصلت إلى قمة الفورمولا 1، لتؤكد أن "فتى ماكلارين" امتلك منذ الصغر تلك الشرارة التي تنبّه لها مدربوه، وتحولت اليوم إلى لقب عالمي طال انتظاره.





0 تعليق