صراع ترامب وإلهان عمر… كل الضرب تحت الحزام - وضوح نيوز

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
صراع ترامب وإلهان عمر… كل الضرب تحت الحزام - وضوح نيوز, اليوم الاثنين 8 ديسمبر 2025 06:15 صباحاً

تفوقت إلهان عمر على الثلاثي جو بايدن وهيلاري كلينتون وباراك أوباما. هؤلاء يقعون في أعلى لائحة المغضوب عليهم من الرئيس دونالد ترامب. لكن السيدة الديموقراطية التقدمية المسلمة المهاجرة الأفريقية الصومالية، والمحجبة فوق كل هذا، تبدو وحدها حالياً التي تدخل أسفل جلد ترامب.
كل واحدة من هذه الصفات الست في أول نائبة مسلمة في تاريخ الكونغرس (مينيسوتا)، يمكن أن تكون وحدها سبباً في عدم اكتساب ود ترامب ورضاه، لتذهب إلهان أبعد من ذلك بكثير.
تتحدث ببطء لافت، وغالباً بابتسامة ليس واضحاً أين ينتهي اللطف فيها وأين تبدأ السخرية. هذا الهدوء الشديد لا يخفي تردداً في التعبير عن رأيها كما هو، بل على العكس، تقوله بأقسى ما استطاعت من لغة وجرأة، وببرودة أعصاب هي النقيض التام لرجل العقارات النيويوركي بانفعاله السريع الذي يخرجه بلحظة عن طوره، ويكاد أن يكون ماركته المسجلة الأولى والأخيرة.
وإلهان عمر لها تاريخ عريق في استفزاز ترامب. منذ دخولها الكونغرس عام 2019، وهي تدق أعصابه بنعوت منها أنه فاشي، وعنصري، وكاذب، واستبدادي، ومتنمر، وغبي، وتهديد وجودي للديموقراطية الأميركية، ومحرض على الكراهية والعنف، ويعاني فوبيا الإسلام والمهاجرين، ومثير للإحراج، ومهرج، وجاهل، وأحمق. 

قبل أيام أضافت إلى هذه اللائحة الطويلة وصفه بأنه مهووس بها بشكل مرضي ومقلق. كان ذلك بعدما وصفها الرئيس بأنها "قمامة" هي و"أصدقاؤها"، قبل أن يفلت على المهاجرين الصوماليين الذين "لا يعملون، بل يشتكون فقط، مع أنهم يأتون من جحيم مثل الصومال، بلدهم نتن وليس بلداً حتى. لا نريدهم هنا، وليرجعوا من حيث أتوا. إذا سمحنا لمزيد من هذه القمامة في أميركا فنحن ذاهبون في الاتجاه الخاطئ. انظروا إلى ولاية مينيسوتا (فيها نحو 80 ألف صومالي غالبيتهم يحملون الجنسية الأميركية). لقد دمروها". 

 

ترامب وإلهان عمر. (أرشيف)

ترامب وإلهان عمر. (أرشيف)

 

لا شك في أن ترامب بات أخيراً مرتاحاً أكثر من قبل في التعبير عن نزق "الأميركي المسن". ينهر صحافية على طائرته ويسميها خنزيرة، أو يسأل مراسلة في مكتبه ما إذا كانت غبية ثلاث مرات متتالية، إلا أن لسانه لا يصير مسنوناً بهذه الحدة إلا حين يلفظ اسم إلهان عمر.
العكس صحيح بالطبع. وصراع الديكة المستمر بينهما منذ ست سنوات على أقل تقدير يحمل طابعاً شخصياً، لكنه يتجاوزه إلى صراع بين كل ما يمثله الطرفان. كان أول وعد لترامب بعد نزوله التاريخي على السلم الكهربائي في برجه بعد إعلان ترشحه، هو منع المسلمين من دخول البلاد. ولايته الأولى شهدت عاصفة "حياة السود مهمة" وما رافقها من مواجهات بينه وبين الشارع الذي حوّل غضبه من الشرطة إليه هو شخصياً، بعدما انحاز ضد الحركة وحوّل مطالبها إلى حرب ضده. 
ولايته الثانية لها عناوين عدة في مقدمها حملته الشرسة على المهاجرين، في خطاباته وتغريداته، وفي الدعم المطلق لدائرة الهجرة والجمارك التي تبدو حالياً أقوى جهاز إنفاذ قانون على التراب الأميركي، تستهدف تحديداً الذين يحملون مواصفات إلهان عمر، وتحمل صفة تمثيلهم والتحدث بصوتهم في الكونغرس، على الأقل الأفارقة والمسلمون منهم، إذا ما افترضنا أن للاتينيين ممثليهم وحاملي همومهم.
وبعد الهجوم المسلح على جنود الحرس الوطني على مقربة من البيت الأبيض، وإلقاء القبض على المشتبه به، المسلم الأفغاني المهاجر، باتت الحلبة جاهزة لترامب وعمر لجولة جديدة ليس فيها أصلاً ترف ارتداء قفازات لم يلجأ إليها أي منهما يوماً. المبارزة الآن تجري من دون قوانين ولا روح رياضية ولا حتى معايير سلامة تحفظ كرامة الخصمين. الضرب المتبادل كله تحت الحزام. ترامب يهجم على المسلمين المهاجرين شاتماً إلهان عمر، كأقوى ممثل لهم، وهي تهاجم ماغا واليمين شاتمة ترامب، كقائدهم وملهمهم والضارب بسيفهم.
المعركة على مستوى التخاطب تبدو حتى الآن متكافئة، وفي رصيد كل منهما قاموس لا ينضب من النعوت. لكن، على الأرض، ترامب يعيش في حمى منظومة سياسية وأمنية وشعبية تدور كلها حوله وفي خدمته ولحمايته. إلهان عمر في المقابل نائبة من أقلية (صومالية) في أقلية مسلمة. وحين يصب رجل بحجم ترامب غضبه عليها، فهذا يعني إعصاراً على وسائل التواصل ضدها وضد ما ومن تمثل. وترامب، الذي يتمتع بما يمكن ولا يمكن تخيله من حماية أمنية، لن يجرؤ مجهول سوي على تهديده لفظياً. في المقابل، فإن إلهان عمر و"أصدقاءها القمامة" من السهل تهديدهم بالقتل من مجهولين لا حصر لعددهم كما أن لا إمكان لفرز الجديين في تهديداتهم عمن يكتفون بالثرثرة، في بلد شعبه مدجج، حتى الأعناق، بالسلاح والانقسام والغضب. 

          
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق