مع قدوم الشتاء، يصبح الجو أكثر برودة وجفافًا، وتبدأ البشرة في إرسال إشارات واضحة عن الحاجة للترطيب، مثل الشد، القشور، وخشونة الجلد، في هذا الوقت، يميل الكثيرون إلى تناول المشروبات الساخنة مثل الشاي، القهوة، الكاكاو، والأعشاب الساخنة لتعويض شعور البرودة، لكن هل تعلمين أن هذه العادة اليومية قد تؤثر بشكل مباشر على ترطيب بشرتك؟

في هذا المقال، سنستعرض العلاقة بين المشروبات الساخنة وترطيب البشرة، فوائدها، أضرارها المحتملة، ونصائح لتحقيق أفضل استفادة منها دون الإضرار بالبشرة.

لتعرفوا أكثر عن أسرار الجمال انضموا مجانًا إلى قناة تاجك لأسرار الجمال على الواتساب.

هناك عدة أسباب تجعلنا نلجأ للمشروبات الساخنة مع انخفاض درجات الحرارة:

1. الشعور بالدفء الفوري: كوب من الشاي أو القهوة يرفع حرارة الجسم مؤقتًا ويمنح شعورًا بالراحة في الأيام الباردة.

2. تكرار العادات اليومية: تناول المشروبات الساخنة أثناء العمل أو بعد الاستيقاظ أصبح عادة روتينية، مما يقلل من شرب الماء البارد أو الدافئ البسيط.

3. تأثير نفسي مهدئ: كثير من الأشخاص يشعرون بالراحة النفسية عند تناول المشروبات الساخنة، فهي تساعد على الاسترخاء وتقليل التوتر الشتوي.

تعد المشروبات الساخنة جزءًا من روتيننا اليومي، سواء كان الشاي الصباحي أو القهوة المسائية أو مشروبات الأعشاب الدافئة، لكنها لا تؤثر على شعورنا بالدفء فقط، بل تلعب دورًا مهمًا في صحة بشرتنا أيضًا

الشاي والقهوة

رغم أن الشاي والقهوة تمنحان شعورًا مؤقتًا بالترطيب، إلا أن محتواهما من الكافيين يجعلها مدرّة للبول، ما يؤدي إلى زيادة فقدان السوائل من الجسم، تأثير ذلك على البشرة:

يسبب جفاف الجلد وظهور القشور. يقلل من نضارة الوجه. يزيد من ظهور الخطوط الدقيقة الناتجة عن الجفاف.

الأعشاب الساخنة

الأعشاب مثل البابونج، النعناع، والشاي الأخضر توفر فوائد صحية عديدة، لكنها قد تحتوي على مكونات مدرّة للبول أو محفزة للجفاف عند الإفراط في استهلاكها، تأثيرها على البشرة:

بعض الأعشاب غير المدرّة للبول قد تساعد في ترطيب البشرة. تعمل كمضادات أكسدة تحمي الجلد من الضرر الناتج عن الجفاف.

الكاكاو والمشروبات الساخنة بالحليب

تحتوي هذه المشروبات على الحليب والسكر، مما يمنح شعورًا بالراحة والدفء، مع بعض الفوائد للبشرة، الفوائد المحتملة:

الحليب يوفر الدهون التي تدعم حاجز البشرة الطبيعي.

الكاكاو غني بمضادات الأكسدة التي تحارب الجذور الحرة وتحافظ على شباب البشرة.

على الرغم من بعض المخاطر، فإن المشروبات الساخنة يمكن أن تقدم فوائد معينة إذا استُخدمت باعتدال:

رفع حرارة الجسم مؤقتًا: تحسين تدفق الدم للبشرة مما يزيد من الإشراقة

تأثير مهدئ: تقليل التوتر يحافظ على صحة البشرة ويقلل من ظهور حب الشباب الناتج عن القلق

احتواء بعض المشروبات على مضادات أكسدة: مثل الشاي الأخضر والكاكاو، والتي تحمي البشرة من الضرر الناتج عن الجفاف

المشروبات الساخنة مثل القهوة والشاي تمنح شعورًا بالدفء والراحة، لكنها قد تؤثر سلبًا على ترطيب الجسم والبشرة عند الإفراط في تناولها، مسببه التالي:

الجفاف الداخلي

تحتوي القهوة والشاي على الكافيين ومركبات مدرّة للبول، مما يزيد فقدان الماء من الجسم. هذا النقص في الترطيب الداخلي ينعكس مباشرة على البشرة ويؤدي إلى:

تشقق الشفاه.

جفاف اليدين والقدمين.

فقدان مرونة الجلد وظهور علامات الجفاف المبكرة.

زيادة فقدان المعادن الأساسية

الإفراط في تناول بعض المشروبات الساخنة، مثل القهوة والشاي، قد يقلل من قدرة الجسم على امتصاص المعادن الحيوية كـ الحديد والكالسيوم، ما يؤثر سلبًا على صحة البشرة والشعر والأظافر.

تفاقم مشاكل البشرة الحساسة والجافة

الأشخاص ذوو البشرة الجافة أو الحساسة يكونون أكثر عرضة لتفاقم الجفاف والاحمرار عند الإفراط في المشروبات الساخنة، خاصة إذا لم يتم تعويض السوائل بشرب الماء بشكل كافٍ.

للحفاظ على ترطيب البشرة في الشتاء، يمكن اتباع الخطوات التالية:

1. الموازنة بين الماء والمشروبات الساخنة: تناول كوب من الماء قبل أو بعد أي مشروب ساخن، محاولة شرب 2–3 لترات ماء يوميًا.

2. اختيار مشروبات أقل جفافًا: الأعشاب الطبيعية غير المدرة للبول، مشروبات بالحليب والكاكاو مع تقليل السكر

3. إضافة مكونات مرطبة طبيعية: شرائح الليمون، النعناع، الزنجبيل، والخيار تجعل المشروب ألذ وتزيد من الترطيب

4. تجنب الإفراط في المشروبات المحتوية على الكافيين: لا تتجاوزي 2–3 أكواب يوميًا، استبدلي القهوة المسائية بالأعشاب لتجنب الجفاف والنوم المتقطع

5. الحرص على الترطيب الخارجي: استخدام كريمات غنية بالهيالورونيك، السيراميدات، وزبدة الشيا بعد أي مشروب ساخن يساهم في منع فقدان الماء من البشرة

إلى جانب شرب الماء والمشروبات، يمكن دعم الترطيب الداخلي للبشرة عبر تناول أطعمة غنية بالماء، مثل:

الخيار، الخس، والكرفس.

الفواكه مثل البرتقال، الجريب فروت، والتفاح.

الشوربة الدافئة والخضروات المطهوة على البخار.

تساعد هذه الأطعمة على تعويض نقص السوائل الناتج عن المشروبات الساخنة، كما تساهم في زيادة نضارة البشرة وحيويتها.

تلعب المشروبات الساخنة في الشتاء دورًا مزدوجًا على البشرة؛ فهي من جهة تمنح الدفء والشعور بالراحة وتحتوي أحيانًا على مضادات أكسدة مفيدة، ومن جهة أخرى يمكن أن يؤدي الكافيين والحرارة الزائدة إلى فقدان الماء الداخلي للجسم، مما يؤثر سلبًا على ترطيب البشرة.

لذلك، يكمن الحل في التوازن: شرب الماء بانتظام، اختيار المشروبات بعناية، دعم الترطيب الداخلي والخارجي، والاهتمام بالنظام الغذائي، بهذه الطريقة، يمكن للشتاء أن يكون موسمًا لجمال البشرة وحيويتها، بدلًا من أن يكون موسم الجفاف والبهتان.