في خطوة تُعد تحولًا كبيرًا في طريقة تعامل الدولة مع ملف الكلاب الضالة، أعلنت محافظة القاهرة تخصيص أول قطعة أرض بمدينة التبين لإنشاء مأوى الكلاب الضالة وحضاري مزود بالخدمات الأساسية، ليكون نموذجًا عمليًا لحل أزمة انتشار الكلاب الضالة في عدد من المناطق بالعاصمة، وذلك تحت الإشراف الكامل للهيئة العامة للخدمات البيطرية ومديرية الطب البيطري بالقاهرة، بما يعكس التوجه نحو حلول إنسانية ومستدامة تراعي حقوق الحيوان وسلامة المواطنين في آن واحد.

مأوى الكلاب الضالة جديد لأول مرة في القاهرة

تأتي هذه الخطوة بعد سنوات من شكاوى سكان مناطق عديدة بالقاهرة نتيجة زيادة أعداد الكلاب الضالة بشكل ملحوظ، ما تسبب في حالة خوف لدى البعض، خاصة الأطفال وكبار السن، وارتفعت معها البلاغات المرتبطة بإزعاج أو مطاردة الكلاب. 

وبدلًا من النهج القديم المبني على التخلص من الكلاب، اتجهت الدولة خلال الأعوام الأخيرة إلى سياسة أكثر رحمة تعتمد على التطعيم والتعقيم وتقليل أعدادها بأساليب آمنة، وصولًا إلى تخصيص مأوى رسمي لاستيعاب الحالات.

تفاصيل قطعة الأرض المخصصة للمأوى

تبلغ مساحة الأرض المخصصة ما يقرب من 2500 متر مربع، وتقع في منطقة التبين جنوب القاهرة، ومن المقرر أن يتم استلامها خلال أيام، ليبدأ العمل على تجهيزها من خلال تقسيم المساحة إلى قطاعات متعددة، وترفيقها بالخدمات الأساسية من مياه وكهرباء وصرف، تمهيدًا لاستقبال الكلاب الضالة بطريقة منظمة تكفل توفير بيئة صحية وآمنة.

وسيُعهد لمديرية الطب البيطري بالقاهرة مسؤولية الإشراف الكامل على المأوى، بما يشمل متابعة الحالة الصحية للحيوانات، وتنفيذ برامج التطعيم والتحصين، إلى جانب تطبيق خطط التعقيم للحد من التكاثر العشوائي، وهو ما يسهم تدريجيًا في تقليل أعداد الكلاب الضالة في شوارع العاصمة.

أهمية مأوى الكلاب الضالة وهدفها الإنساني

لا تقتصر أهمية هذا المشروع على كونه أول تخصيص رسمي لأرض لإيواء الكلاب الضالة في القاهرة، بل يعكس تحولًا نوعيًا في الوعي المجتمعي والرسمي تجاه حقوق الحيوان. 

فالمبادرة تهدف إلى التعامل الإنساني مع الكلاب، وحمايتها من الإيذاء، وفي الوقت نفسه رفع مستوى الأمان داخل المناطق السكنية.

كما تمثل حلاً طويل المدى لأزمة استمرت لسنوات، وبديلًا حضاريًا عن أي ممارسات سلبية كانت تحدث في الماضي.