رحّبت سوريا بالتصويت الذي أجراه مجلس النواب الأميركي لصالح إلغاء ما يُعرف بـ"قانون قيصر" ضمن ميزانية الدفاع الوطني، واصفةً الخطوة بأنها نتيجة مباشرة لمسار الانخراط الديبلوماسي البنّاء الذي قادته الحكومة خلال الأشهر الماضية برؤية الرئيس أحمد الشرع.

وقالت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان إن هذا التطور يمثل "محطة محورية في إعادة بناء الثقة وفتح مسار جديد للتعاون"، مشيرة إلى أنه يمهّد لتعافٍ اقتصادي أوسع وعودة الفرص التي حرم منها السوريون لسنوات بفعل العقوبات.

احتفالات أهالي اللاذقية عقب تصويت مجلس النواب الأميركي لصالح إلغاء “قانون قيصر”. (أ ف ب)

وأضافت الوزارة أن التصويت، وما سيليه من قرار مرتقب في مجلس الشيوخ الأسبوع المقبل، سيُطلق مرحلة من التحسينات الملموسة في حركة الاستيراد وتوافر المواد الأساسية والمستلزمات الطبية، إلى جانب تهيئة الظروف لمشاريع إعادة الإعمار وتنشيط الاقتصاد الوطني. وأكدت استمرار عملها لرفع ما تبقّى من القيود "خدمةً لمصالح الشعب السوري".

وأعربت الخارجية عن تقدير سوريا لكل من أسهم في دعم هذا المسار، معربة عن الأمل بأن يقود التصويت المقبل إلى "استكمال إلغاء كامل المنظومة التقييدية وفتح آفاق تعاون جديدة مع الولايات المتحدة".

من جهته، قال وزير الخارجية والمغتربين أسعد حسن الشيباني: "نبارك للشعب السوري هذا الإنجاز التاريخي… إلغاء قانون قيصر انتصار للحق ولصمود السوريين، وتجسيد لنجاح الدبلوماسية السورية التي عملت بصبر وإيمان على رفع المعاناة وإعادة فتح أبواب الأمل". وأضاف في منشور عبر منصة X أن سوريا تتوجه بالشكر للولايات المتحدة ومجلس النواب الأميركي، ولجميع الدول التي دعمت مسار الإلغاء.

في المقابل، أعرب عضو مجلس النواب الأميركي جو ويلسون عن امتنانه للمجلس بعد تمرير الإلغاء الكامل لـ"قانون قيصر" ضمن موازنة الدفاع لعام 2026، قائلاً في منشور على منصة X: "أتطلع إلى أن يُقر مجلس الشيوخ القانون خلال أيام ليُحال بعدها إلى الرئيس دونالد ترامب للتوقيع النهائي، ونمضي قدماً في جعل سوريا عظيمة مرة أخرى". وأشار ويلسون إلى أنه قدّم مشروع الإلغاء في أيار/مايو الماضي وقاد الجهود طوال الأشهر الستة الماضية، مبدياً امتنانه لدعم الرئيس ترامب، والمبعوث الأميركي إلى سوريا السفير توم برّاك، والسيناتور جين شاهين.

احتفالات في الشارع السوري

وتزامناً مع الإعلان عن التصويت، شهدت عدة مدن سورية مشاهد احتفالية، حيث خرج مواطنون إلى الساحات والشوارع وهم يرفعون الأعلام ويطلقون الهتافات، تعبيراً عن ارتياحهم لخطوة يرون أنها قد تعيد الأمل بحياة اقتصادية أفضل. واعتبر مشاركون في الاحتفالات أن إلغاء العقوبات "يفتح نافذة جديدة للمستقبل" بعد سنوات من الضغوط المعيشية الخانقة.