
في الأيام الأخيرة، شهدت الساحة الرقمية حالة من الجدل الواسع، إثر القبض على عدد من صُناع المحتوى بتهم متنوعة، ما بين نشر محتوى غير لائق أو إثارة الجدل أو انتحال صفات وشخصيات، من بين هؤلاء كانت مروة حسن المعروفة باسم «مروة التي تدعي نسبها لعائلة حسني مبارك»، والتي وجهت إليها تهم بنشر أخبار كاذبة وانتحال صفة، وكذلك سوزي الأردنية، لنشرها محتوى خادش للحياء إلى جانب البلوجر أم مكة وأم سجدة اللتان جرى التحقيق معهم مؤخرًا في قضايا تتعلق بمحتوى غير لائق، فضلًا عن ظهور أسماء أخرى مثل البلوجر شاكر محظور الأن ومداهم والتيك توكر محمد عبدالعاطي في قضايا مشابهة.
وكل هذه الأحداث ساهمت في ترسيخ صورة سلبية لدى بعض فئات الجمهور عن منصات مثل «تيك توك» و«يوتيوب»، باعتبارها مصدرًا للفوضى أو الانحدار الأخلاقي، إلا أن الصورة ليست قاتمة بالكامل، فوسط هذه الفوضى، يبرز عدد من صناع المحتوى الذين اختاروا أن يكونوا صوتًا للعلم، والتعليم، والإيجابية، والقصص الإنسانية المؤثرة، من بينهم:
بسنت دينار.. الجرأة في الجمال والهدوء في المواجهة
تُعرف باسم «ذا بيسو» بين متابعيها، وهي طبيبة الأسنان بسنت علي دينار، التي تحمل مزيجا مصريا سودانيا يعكسه محتواها الجريء والمميز في عالم المكياج، وبدأت رحلتها على «يوتيوب» من بداية كورونا، ونجحت خلال شهرين فقط في جذب أكثر من 5000 مشترك، إضافة إلى ربع مليون متابع على «إنستجرام»، وفي السنة الماضية ارتفع عدد متابعيها بشكل ملحوظ، وعلى الرغم من ما تتعرض له من تنمر وهجوم بين الحين والآخر، تصر بسنت على مواصلة طريقها، مدفوعة بشعارها في الحياة: «كن قويًا لأجلك»، وتقدم خطوط مكياج مختلفة تلامس الذوق العصري، وتعتبر نموذجا للشابة التي تدمج مهاراتها الطبية مع موهبتها الفنية لصنع محتوى فريد.
عبدالله عنان.. رجل العلوم العربي على «تيك توك»
أو كما يُعرف بـ«annanscience»، مؤسس مبادرة «شارع العلوم»، هو أحد أبرز من قدموا تبسيط العلوم بطريقة مشوقة عبر «تيك توك»، إذ لا يكتفي بشرح المفاهيم النظرية بل يربطها بتجارب ميدانية حقيقية، منها القفز بالمظلة لشرح قوانين الطيران، ويمتلك ملايين المتابعين، وتم تكريمه بجائزة أفضل منشئ محتوى تعليمي لعام 2021، كما شارك في برنامج «صاحبة السعادة»، ليؤكد أن المنصات الرقمية يمكن أن تكون منبرًا لنشر المعرفة بأسلوب مبتكر، فعنان ليس فقط صانع محتوى، بل رائد في إعادة تعريف «العلم للجميع» بأسلوب عصري.
ملك حاتم.. بوابة الشباب نحو المنح والفرص التعليمية
بسبب بحث كثير من الشباب عن فرص حقيقية للتعلم والتطوير، ظهرت ملك حاتم كنموذج مميز لصانعة محتوى تركز على التعليم، وتقدم عبر حساباتها فيديوهات تشرح خطوات التقديم للمنح الدولية، وتُشارك نصائح لقبول الطلبات وتجارب ناجحة من شباب حصلوا على هذه الفرص، محتواها أصبح مرجعًا للباحثين عن التطوير الذاتي، وساهم في توجيه الآلاف نحو بوابات العلم في الخارج، إذ تعتبر همزة وصل بين الحلم والفرصة.
مريم سوليكا.. الصحافة الإيجابية في قالب عصري
بأسلوب مهني ووجه بشوش، تقدم الصحفية مريم سوليكا محتوى فريدًا عبر منصتها «The Good News»، تركز فيه على نشر الأخبار السعيدة من العالم العربي، وتقول مريم إنها أرادت أن تعيد للصحافة بريقها من خلال قصص تلهم الجمهور، وتمنحهم الأمل وسط موجة الأخبار السلبية، وبفضل دراستها في الإعلام، قدمت محتوى صحفيًا محترمًا دون أن تتخلى عن القيم المهنية، مؤكدة أن منصات مثل «تيك توك» ليست عدوًا للصحافة، بل وسيلة حديثة لإيصال المعلومة بشكل يتماشى مع تطور الجمهور، كما تُشدد على أهمية احترام عقل المتلقي، وتدعو الصحفيين الشباب إلى الالتزام بالمسؤولية المهنية حتى في العصر الرقمي.
حسين الجوهري
بعد أن كان أحد أسباب نجاح حملة التبرع لعلاج الطفلة رقية، قرر صانع المحتوى حسين الجوهري أن يواصل طريق الخير والمبادرات الإنسانية، ليكون أول المتبرعين للشاب أدهم، المصاب بتلف في الرئة، سابقًا، ولا يكتفي حسين بمشاركة القصص الإنسانية، بل يكون جزءًا منها، متطوعًا، ومبادرًا، ويقدم محتوى يتنوع بين الأخبار اليومية والقصص الملهمة، ويجمع بين التوعية والترفيه بأسلوب إنساني راقٍ، وجوده على «تيك توك» لا يعتمد على «التريند»، بل على «القيم».