نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
جبران تويني…الحزن الدائم - وضوح نيوز, اليوم الجمعة 12 ديسمبر 2025 10:45 صباحاً
ليليان خوري
عشرون سنة اغتصبوها عنوةً من عمر جبران تويني.
عشرون سنة انتزعوا فيها غصباً جبران من أحضان عائلته وأولاده.
من شرّع قتل الابرياء؟
من حَكَمَ بسفك دم كل صحافي او سياسي معارض؟
من كرّس قانون الغدر نمطاً ومساراً؟
اكثر ما يؤلم في اغتيال جبران انه لم يُتقن القتل ولكنه قُتِل.
ما يوجع في اغتيال جبران انه لم يَغدر لكنه غُدِرَ به.
ما يُحزن في اغتيال جبران انه لم يكذب يوماً ولكن كُذِبَ عليه يوم اطمأن الى انه بمأمن من الاستهداف.
كل عام تحيي العائلة المناسبة الحزينة ويبكيه الأحباء والأصدقاء والقراء كما لو انه اليوم نفسه الذي أُغتيلت فيه هذه القامة التي لم تقتل ولم تكذب ولم تغدر يوماً.
سلاح جبران لم يكن يوماً بندقية أو مسدساً أو صاروخاً. سلاحه الوحيد والأوحد كان قلمه.
قلم جبران لم يكن يوماً فئوياً او فتنوياً او تحريضياً.
قلم جبران لم يدع يوماً الى التفرقة ولا وجد ليزعزع الأمن والاستقرار.

قلم جبران كان نبراساً يضيء على الظُلمِ والظلام.
قلم جبران كان هدفه تقويم الإعوجاج الحاصل في مفاصل الدولة مجتمعة.
كتب جبران بقلمه كل انواع الحرية بحبرٍ لم يَنضَب حتى بعد مماته.
جبران بكتاباته ومواقفه حرّر المواطن من خوفه زمن الوصاية السورية.
جبران بمواقفه السياسية خلق وعياً عميقاً في عقل الشعب اللبناني والعربي.
خاطب جبران في حياته عقل المواطن وليس غريزته، توجّه اليه بلغة المنطق التي يتقنها جيداً نابذاً لغة التطرّف التي تودي الى الانقسام.
كان صادقاً شفافاً يقول ما يضمر من دون مواربة او خبث.
يقول الحقيقة من دون تملّق او تجريح.
كان شجاعاً غير متهوّر، صريحاً من دون ان يجرح، خصماً لكن ليس عدواً.
دافع عن اقتناعاته بثبات حتى الاستشهاد.
أطلق قسمه الشهير والشريف والتوحيدي يوم كانت الانقسامات الحادة تفتك بالحياة السياسية رعباً والماً. فجاء قسمه جرعةً من المنطق والاتزان وسط كمٍ مهولٍ من التطرّف والعداء.
عشرون آه وعشرون حسرة وعشرون رحمة لروحٍ طيبة قُتِلَت مع انها لم تَقتل يوماً.







0 تعليق