نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ضمانات أمنية قد تردع عدواناً مستقبلياً وترضي موسكو تقرّب السلام في أوكرانيا... ودونباس العقدة - وضوح نيوز, اليوم الأربعاء 17 ديسمبر 2025 06:35 صباحاً
في ظل تصاعد الجهود الديبلوماسية لإنهاء الحرب في أوكرانيا، تكشف محادثات مكثفة بين الولايات المتحدة وأوروبا وكييف عن مقترح سلام منقح يقوم على ضمانات أمنية غير مسبوقة. غير أن خلافات جوهرية لا تزال تهدّد فرص التوصّل إلى اتفاق نهائي.
اتفقت الولايات المتحدة وأوكرانيا وأوروبا على ضمان شبيه بضمان حلف الناتو لأمن أوكرانيا في المستقبل، حسبما صرّح مسؤولون أميركيون لصحيفة "نيويورك تايمز"، ما قد يردع أيّ عدوان مستقبلي وإرضاء روسيا في الوقت نفسه.
بعد يومين من المحادثات في برلين، قال المسؤولون الأميركيون إنهم توصّلوا إلى توافق مع أوكرانيا حيال 90% من القضايا التي نوقشت بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وركزت معظم المحادثات على الضمانات الأمنية. ومع أن هناك غموضاً بشأن التفاصيل، اتضح أن ترامب مستعدّ لتقديم أيّ اتفاق نهائي بشأن الالتزامات الأميركية تجاه أوكرانيا إلى مجلس الشيوخ للموافقة عليه. ومن غير الواضح ما إن كانت الضمانات ستصبح معاهدة رسمية على غرار ما أبرمته واشنطن مع اليابان وكوريا الجنوبية والفيليبين وحلفاء آخرين.
وأكد ترامب أن واشنطن لن تسهم بقوات برية في قوة الأمن. لكنه سبق أن عرض القيام بدوريات جوية وفرض منطقة حظر طيران، بالإضافة إلى الاستمرار في تزويد أوكرانيا بمعلومات استخباراتية. ويقول كبار المسؤولين إن هذا العرض لا يزال سارياً.
وقال مسؤولون أوروبيون، كانوا متشككين في استعداد ترامب لأداء دور مركزي في أمن أوكرانيا، إنهم خرجوا من الاجتماع منبهرين.
ومع أن ترامب أكد أن نهاية الحرب في أوكرانيا أقرب من أي وقت مضى، بعدما أدى تعزيز الضمانات الأمنية إلى تقدم محادثات السلام، حذر المسؤولون من أن العرض الأميركي لن يبقى على الطاولة إلى الأبد، في إشارة إلى أن كييف ستحتاج إلى التحرك بسرعة لحلّ القضايا الباقية التي تعرقل التوصّل إلى اتفاق.
ويتكوف وزيلينسكي في برلين، (ا ف ب).
وفي تقدم محرز، قال المسؤولون الأميركيون إن روسيا أبدت انفتاحاً على انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي كجزء من أيّ اتفاق سلام فيما أبدى زيلينسكي استعداده للتخلي عن مسعى كييف للانضمام إلى الناتو، بحسب وكالة "أ.ب".
وعرض قادة أوروبيون بعض التفاصيل. وقالوا إن مشروع الاتفاق ينص على أن الغرب "سيقدم دعماً مستمراً وكبيراً لأوكرانيا" من أجل الحفاظ على جيش يبلغ قوامه نحو 800 ألف جندي، وهو ما سيجعله أكبر جيش في أوروبا وأكثرها خبرة في القتال.
وقالوا في بيان إن "قوة متعددة الجنسيات بقيادة أوروبية في أوكرانيا" ستُشكل من "الدول الراغبة"، وإن الولايات المتحدة ستقود "آلية مراقبة وتحقق من وقف إطلاق النار" لتوفير إنذار مبكر بالهجمات المستقبلية.
ومع ذلك، لم تُحلّ مسألة الاراضي وتحديد الحدود الجديدة بين الطرفين في دونباس بعد، بحسب شبكة "سي إن إن".
زيلينسكي شدد على أن من المستحيل أن تتخلى أوكرانيا عن الأراضي، ومعظمها في دونيتسك، التي لم تستول عليها روسيا في ساحة المعركة بينما يطالب بوتين أوكرانيا بسحب قواتها من الجزء الخاضع لسيطرتها من هذه المنطقة كشرط أساسي للسلام. وقد يُترك التفاوض بشأن ذلك لبوتين وزيلينسكي.
وبرغم زخم المحادثات، هناك الكثير من الأسباب التي تدعو إلى الحذر. وأشارت صحيفة "وول ستريت جورنال" إلى أن من المرجح أن تعترض روسيا على التعهد الاميركي. وقالت موسكو إنها ستعترض بشدة إذا ضُمّنت المقترحات التي طوّرتها كييف وبروكسل، مثل الضمانات الأمنية، في خطة السلام. وأقر كبار المسؤولين أخيراً بأنه كلما جرى تعديل مسوّدة الاتفاقية لتلبية المزيد من مخاوف أوكرانيا، زادت صعوبة إقناع بوتين بالتوقيع عليها.
وبين التفاؤل والحذر، يبقى نجاح المفاوضات وخطة السلام مرهوناً بقدرة الأطراف على تجاوز مسألة الأراضي، قبل أن تضيع نافذة الفرصة الأخيرة لإنهاء حرب منهكة تهدّد الاستقرار الأوروبي والدولي.






0 تعليق