تابعت جمهورية مصر العربية بقلق بالغ التطورات المتسارعة التي يشهدها شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، في ظل تصاعد التوترات الأمنية وتدهور الأوضاع الإنسانية في عدد من المناطق، الأمر الذي يفرض تحديات جسيمة على المدنيين ويهدد الاستقرار الإقليمي. وأكدت مصر، في بيان رسمي، موقفها الثابت الداعم لوحدة وسيادة وسلامة الأراضي الكونغولية، ورفضها لأي محاولات من شأنها زعزعة الأمن أو المساس بالاستقرار الداخلي للدولة الكونغولية.

وشددت القاهرة على أهمية التهدئة الفورية ووقف كافة أشكال التصعيد الميداني، باعتبار ذلك خطوة أساسية لتهيئة بيئة مواتية للحوار السياسي واستعادة الاستقرار، مؤكدة أن الحلول العسكرية لن تؤدي إلا إلى مزيد من المعاناة الإنسانية وتعقيد المشهد الأمني في المنطقة.

التزام مصري بـ اتفاق واشنطن للسلام

وأكدت مصر أهمية الالتزام الكامل باتفاق واشنطن للسلام، باعتباره إطارًا محوريًا لبناء الثقة بين الأطراف المختلفة، وتخفيف حدة التوترات، والدفع نحو تسوية سياسية شاملة ومستدامة. ودعت إلى تنفيذ ما نص عليه الاتفاق من خطوات عملية، بما يسهم في تحقيق السلام الدائم في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، ويحد من دوامة العنف التي تؤثر بشكل مباشر على المدنيين.

وأوضحت القاهرة أن احترام الاتفاقات الدولية والإقليمية يمثل حجر الأساس لأي عملية سلام حقيقية، مشيرة إلى أن الالتزام السياسي الصادق من جميع الأطراف هو السبيل الوحيد لإنهاء النزاع وتحقيق تطلعات الشعب الكونغولي في الأمن والاستقرار والتنمية.

الأوضاع الإنسانية أولوية عاجلة

وفي سياق متصل، شددت مصر على ضرورة الوقف الفوري للأعمال العدائية، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة، خاصة في ظل تزايد أعداد النازحين واحتياجاتهم الأساسية. وأكدت أهمية دعم الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى تحسين الأوضاع الإنسانية، ومنع تفاقم الأزمة، وضمان حماية المدنيين وفقًا للقانون الدولي الإنساني.

كما دعت القاهرة المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته الإنسانية والأخلاقية، وتكثيف الدعم المقدم للشعب الكونغولي، لا سيما في المناطق التي تشهد صراعات مسلحة وتدهورًا في الخدمات الأساسية.

دعم مستمر للمبادرات الإقليمية والدولية

وجددت مصر دعمها الكامل لكافة المبادرات الإقليمية والدولية الهادفة إلى تعزيز الأمن والاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وتخفيف معاناة السكان المتضررين من النزاع. وأكدت مساندتها لكل جهد يسهم في ترسيخ السلام، وتحقيق تسوية سياسية شاملة تحفظ وحدة الدولة وتدعم مؤسساتها الوطنية.

واختتم البيان بالتأكيد على أن مصر ستواصل دورها الفاعل في دعم السلم والأمن في القارة الأفريقية، انطلاقًا من إيمانها الراسخ بأن استقرار أفريقيا هو ركيزة أساسية للأمن الإقليمي والدولي.