نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
علماء يرصدون أوضح دليل على غلاف جوي لكوكب صخري خارج المجموعة الشمسية - وضوح نيوز, اليوم السبت 13 ديسمبر 2025 08:55 مساءً
كشف فريق دولي من علماء الفلك، بقيادة مؤسسة "كارنيغي"، عن أوضح دليل حتى الآن على وجود غلاف جوي يحيط بكوكب صخري خارج النظام الشمسي، في اكتشاف وصف بأنه يفتح آفاقًا جديدة لفهم طبيعة العوالم المتطرفة وتطورها عبر الزمن.
الاكتشاف جاء بفضل تلسكوب جيمس ويب الفضائي التابع لوكالة ناسا، الذي تمكن من دراسة الكوكب "TOI-561 b"، وهو كوكب صخري شديد الحرارة يدور حول نجمه دورة كاملة خلال 10.56 ساعة فقط.
ويبلغ حجم الكوكب نحو ضعف حجم الأرض، لكنه يختلف عنها جذريًا، إذ يقع على مسافة قريبة جدًا من نجمه تعادل عُشر المسافة بين عطارد والشمس، ما يجعل أحد جانبيه مضاء بشكل دائم دون أن يعرف الليل.
وجود غلاف جوي كثيف لهذا الكوكب شكّل مفاجأة كبيرة للعلماء، إذ كانت الفرضيات السابقة تشير إلى أن الكواكب الصغيرة شديدة الحرارة تفقد غلافها الجوي سريعًا بعد تشكلها، إلا أن القياسات الحديثة أظهرت أن الكوكب يحتفظ بغلافه الجوي رغم الظروف القاسية، وهو ما يقلب المفاهيم السائدة رأسًا على عقب.
وأوضحت الباحثة نيكول والاك أن هذه الملاحظات تتحدى الاعتقاد السائد بأن الكواكب ذات الدورات المدارية القصيرة جدًا لا يمكنها الاحتفاظ بغلافها الجوي، فيما أشارت جوانا تيسكي، المعدة الرئيسية للدراسة، إلى أن الكوكب يتميز بخصائص فريدة، إذ يدور حول نجم قديم وفقير بالحديد، ما يرجح أنه تشكّل في بيئة كيميائية مختلفة عن بيئة كواكب النظام الشمسي.
وأظهر التحليل أن الكثافة المنخفضة للكوكب قد تكون ناتجة عن نواة صغيرة ووشاح أخف وزنًا، إلا أن ذلك لا يفسر جميع الملاحظات. الفريق رجّح أن الغلاف الجوي الكثيف هو السبب وراء انخفاض درجة الحرارة المرصودة مقارنة بالتوقعات، حيث ساعد جهاز "NIRSpec" على متن تلسكوب جيمس ويب في قياس حرارة الجانب النهاري للكوكب أثناء الكسوف الثانوي. فبينما كان من المتوقع أن تصل الحرارة إلى 2700 درجة مئوية، أظهرت القياسات الفعلية نحو 1760 درجة فقط، ما يشير إلى وجود إعادة توزيع نشطة للحرارة بفعل الرياح القوية والغازات مثل بخار الماء.
كما لفتت الباحثة أنجالي بيّيت إلى أن السحب الساطعة قد تسهم في تبريد الكوكب عبر عكس ضوء النجوم، مؤكدة أن الفريق لا يزال يجهل كيف يتمكن الكوكب من الاحتفاظ بغلافه الجوي تحت هذا الإشعاع المكثف. ويجري حاليًا المزيد من التحليل لرسم خرائط دقيقة لدرجات الحرارة وتحسين فهم تركيب الغلاف الجوي لهذا العالم الغريب.



0 تعليق