في عالم المكياج، تسيطر المنتجات التي تهدف إلى تشكيل الوجه وإضافة العمق على أدوات التجميل، لكن يحدث خلط كبير بين اثنين من أهم هذه المنتجات وهما الكونتور والبرونزر، على الرغم من تماثل لونيهما البني الداكن، إلا أن وظيفة كل منهما مختلفة تماماً، فاستخدام أحدهما مكان الآخر قد يغير الإطلالة من نحت محترف إلى مظهر غير متناسق، إن فهم الفروقات الدقيقة بينهما هو أساس تطبيق مكياج متكامل ومتقن.

في هذا المقال، سنستعرض بالتفصيل الفرق الجوهري بين الكونتور والبرونزر من حيث الهدف، ودرجة اللون، وأماكن التطبيق الصحيحة لكل منهما.

لتعرفوا أكثر عن أسرار الجمال انضموا مجانًا إلى قناة تاجك لأسرار الجمال على الواتساب.

الكونتور هو الأداة الرئيسية للمكياج الاحترافي التي تستخدم لإحداث وهم بصري على الوجه، الهدف الأساسي له هو النحت وإعادة تشكيل ملامح الوجه لإبراز الزوايا العظمية وجعل مناطق معينة تبدو أصغر أو أعمق.

هدف الكونتور محاكاة الظل الطبيعي

تعتمد تقنية الكونتور بشكل كامل على فكرة محاكاة الظلال الطبيعية التي تسقط على الوجه، عندما يسقط ظل على منطقة ما (مثل أسفل عظام الخد)، فإنها تبدو أعمق وأكثر انكماشاً مما يعزز من مظهر الوجه ويبرز تفاصيله بشكل أفضل، يستخدم الكونتور كوسيلة لتشكيل الوجه بصرياً من خلال إبراز وإخفاء مناطق معينة مما يجعله أداة مثالية لتحديد الملامح وإضفاء توازن على الشكل العام للوجه، يمكن استخدامه للمساعدة في تقليل ظهور مناطق معينة مثل الجبهة أو الذقن أو حتى لتوسيع بعض المناطق بصرياً، اعتماداً على الهدف الجمالي المنشود، الكونتور هو المنتج الذي يوضع ليحل محل هذا الظل بطريقة متعمدة ومدروسة لتحديد خطوط الوجه وإبراز الجاذبية الطبيعية لكل منطقة.

درجة لون الكونتور البارد المائل للرمادي

لتحقيق وهم الظل الواقعي، يجب أن تكون درجة لون الكونتور باردة (Cool) أو محايدة (Neutral)، هذا يعني أن المنتج يجب أن يميل إلى البني الممزوج بلمسة خفيفة من الرمادي، ليطابق تماماً لون الظل الحقيقي الذي يظهر تحت الإضاءة العادية، بالإضافة إلى ذلك، يفضل اختيار تركيبات ذات ملمس طبيعي وسهل الدمج للحصول على نتيجة أكثر تناسقاً، ينصح بالتركيز على منتجات ذات جودة عالية تضمن ثباتاً جيداً ولا تتأثر بسهولة بعوامل مثل الرطوبة أو الحرارة، مما يعزز العمق الطبيعي للمظهر.

تجنب الدرجات التي تميل للبرتقالي أو الأحمر، لأنها قد تجعل الظل يبدو غير حقيقي وتفسد تأثير العمق المطلوب، يمكن أيضاً دراسة أنماط الإضاءة في البيئة التي سيظهر فيها المكياج للحصول على أفضل النتائج الممكنة.

الاستخدام الأمثل للكونتور تغيير شكل الوجه

يستخدم الكونتور عادة في المناسبات التي تتطلب إبرازاً دقيقاً للملامح مثل حفلات الزفاف والتصوير الاحترافي أو الأحداث المهمة تحت الأضواء، يعد الكونتور أداة فعالة يمكن الاعتماد عليها ليس فقط لتعديل النسب وتغيير شكل الملامح، بل أيضاً لإبراز الجمال الطبيعي للوجه وإخفاء التصبغات أو العيوب الدقيقة، كما يستخدم لتحقيق تأثيرات متعددة من خلال اللعب بالظلال والضوء لخلق العمق وإبراز ملامح محددة أو تنحيف ملامح أخرى حسب الرغبة، مما يمنح الوجه إحساساً بالتناغم والجاذبية.

يمكن استخدامه أيضاً لتعزيز شكل الأنف أو تقليل عرض الجبهة أو إبراز عظام الوجنتين بشكل أوضح، ما يجعله أداة مثالية لكل من الاستخدام اليومي والمناسبات الخاصة، بالإضافة إلى ذلك، فإن مهارة تطبيق الكونتور تضيف بعداً جمالياً آخر للفنانين وخبراء التجميل حيث يمكن تحقيق تأثيرات دقيقة تناسب معايير جمال متنوعة ومتطلبات إطلالات مختلفة، بدءاً من الإطلالات البسيطة وحتى الأساليب الجريئة والمميزة.

اللمسة النهائية للكونتور غير لامع (Matte)

يجب أن يكون الكونتور غير لامع (Matte) بشكل تام، ولا يحتوي على أي لمعة أو وميض، السبب بسيط، الظلال الطبيعية لا تتلألأ أو تعكس الضوء، وهذا يعني أن استخدام مستحضرات ذات لمعة سيؤثر بشكل سلبي على تأثير الكونتور، لأن أي لمعة في الكونتور ستبدد وهم العمق والتحديد المطلوب وتجعل المنطقة تبدو بارزة بدلاً من منكمشة، بالإضافة إلى ذلك، الكونتور غير اللامع يساعد في تحقيق مظهر أكثر انسجاماً وطبيعية، مما يوفر انتقالات سلسة بين المناطق المظللة والمناطق غير المظللة للحصول على تأثير نهائي متقن ودقيق.

أماكن تطبيق الكونتور الانخفاضات والتجاويف

يوضع الكونتور في مناطق الظل والانخفاضات، وهي المناطق التي ترغبين في إحداث وهم العمق فيها، يستخدم الكونتور لتعديل شكل الوجه، ليس فقط لإبراز الملامح بل أيضاً لخلق توازن جمالي بين جميع أجزاء الوجه، تشمل هذه الأماكن الاستراتيجية، التجويف أسفل عظمة الخد مباشرة لإبراز عظام الخد وإعطائها مظهراً مشدوداً وأكثر تحديداً، وجوانب الأنف بهدف تضييقه وإعطائه شكلاً أكثر تناسقاً مع الوجه، وكذلك تحت خط الفك لتحديده وإبرازه بشكل أنيق وأكثر وضوحاً، وعلى محيط الجبهة لتصغيرها وإحداث تأثير توازن مع بقية الملامح.

بالإضافة إلى ذلك، يمكنك استخدام الكونتور لتخفيف المظهر البارز لبعض المناطق أو لتغيير هيئتها بالكامل بما يتناسب مع الشكل الذي ترغبين في تحقيقه، مثل تقليل عرض الجبهة أو إبراز تقوس الخدين بشكل أكبر.

البرونزر منتج يخدم غرضاً جمالياً مختلفاً تماماً، فهو ليس للنحت بل لإضفاء الحيوية على البشرة، الهدف الأساسي للبرونزر هو محاكاة مظهر البشرة الصحية المسمرة بأشعة الشمس، ما يمنح الوجه مظهراً دافئاً ومشرقاً.

هدف البرونزر إضافة دفء الشمس والإشراق

وظيفة البرونزر هي ضخ الدفء واللون إلى البشرة، تماماً كما تفعل الشمس عندما تتعرضين لها، هذا الدفء يضفي مظهراً صحياً ومنعشاً على الإطلالة، ويعيد اللون إلى الوجه بعد تطبيق كريم الأساس الذي قد يجعله يبدو باهتاً، بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام البرونزر لتحديد ملامح الوجه وإبرازها بشكل طبيعي، مما يمنحك إطلالة أكثر جاذبية وتوازن، يساعد أيضاً في تحسين التناسق العام للبشرة وإضفاء إشراقة مميزة خاصة في المناسبات أو الأيام التي تحتاجين فيها لتظهرين بمظهر متألق.

درجة لون البرونزر الدافئ المائل للبرتقالي أو الذهبي

يجب أن تكون درجة لون البرونزر دافئة (Warm)، حيث تحتوي على نغمات بنية تميل إلى اللون الذهبي، أو البرتقالي، أو الأحمر الخفيف، هذه النغمات هي التي تعطي إحساساً بمظهر التسمير الطبيعي على البشرة، من المهم أيضاً اختيار درجة برونزر تتناسب مع النغمة الطبيعية لبشرتك، حيث إن اختيار درجة فاتحة جداً قد تبدو باهتة وغير طبيعية، بينما الدرجة الداكنة بشكل مبالغ فيه قد تظهر بشكل غير متناسق، يفضل اختبار اللون في الإضاءة الطبيعية للتأكد من تطابقه مع لونك الحقيقي، مع التركيز على المناطق التي ترغب في تحسينها مثل الخدين، الأنف، والجبهة.

لمسة البرونزر النهائية مرونة بين المات واللامع

على عكس الكونتور، يمكن أن يأتي البرونزر بلمستين نهائيتين، يستخدم بصيغة غير لامعة (Matte) للحصول على إطلالة دافئة وطبيعية جداً، حيث يعزز مظهر البشرة ويضفي عليها نعومة دون لمعان إضافي، أما البرونزر اللامع أو المتلألئ (Shimmer/Radiant)، فهو مثالي لإضافة إشراقة صيفية مشرقة ولمسة توهج تجعل البشرة تبدو أكثر نضارة وحيوية، كما يمكن استخدامه لتحديد مناطق مثل عظمة الخد أو جسر الأنف لإعطاء الوجه أبعاداً جذابة وإبراز الملامح بطريقة أنيقة ونابضة بالحياة.

أماكن تطبيق البرونزر النقاط البارزة والزوايا العالية

يوضع البرونزر على النقاط البارزة في الوجه، وهي الأماكن التي تضربها الشمس بشكل طبيعي ومباشر، تشمل هذه المناطق أعلى عظمة الخد (فوق الكونتور) لإضافة دفء طبيعي وإبراز الملامح، وعلى الجبهة بالقرب من خط الشعر لمنح الوجه مظهراً أكثر إشراقاً، وعلى جسر الأنف لإعطائه تحديداً لطيفاً، وأحياناً على الذقن لخلق توازن في الإضاءة، يمكن توزيعه بحركات دائرية باستخدام فرشاة مكياج ناعمة لضمان دمج جيد ومظهر طبيعي.

استخدام البرونزر للإطلالات اليومية والحيوية

يعد البرونزر مناسباً بشكل مثالي للإطلالات اليومية والخفيفة، حيث يضيف لمسة صحية فورية دون الحاجة إلى تحديد ملامح درامي، يمكن استخدامه بمفرده لإضفاء لمسة سريعة من الحيوية على الوجه بدلاً من النحت المعقد، كما يمكن دمجه مع مستحضرات تجميل أخرى للحصول على تأثير متناغم يعزز الإطلالة الطبيعية، البرونزر خيار مثالي للأوقات التي تتطلب مظهراً بسيطاً وأنيقاً، ويوفر إمكانية تعديل كثافة اللون حسب الرغبة لتحقيق التوازن المثالي بين إشراقة البشرة وطبيعتها.

في الختام، يتضح أن الكونتور والبرونزر ليسا منتجاً واحداً بل هما أداتان تجميليتان تخدمان هدفين مختلفين ومتكاملين في آن واحد، تذكري دائماً أن الكونتور مخصص للنحت البارد في التجاويف، بينما البرونزر مخصص لإضافة الدفء المشرق على النقاط البارزة، بإتقانك للفروق الدقيقة في اللون والمكان والتطبيق، يمكنك الارتقاء بمستوى مكياجك لتحصلي على إطلالة احترافية تجمع بين التحديد الواضح والتوهج الصحي.