بقلم : م. عميد أبو المكارم

على مدى يومين، تحولت صالة نادي الترجي الرياضي بمحافظة القطيف إلى فضاءٍ مفعم بالجمال والدهشة حيث اجتمع المربون والهواة والزوار في معرض “متحدون” لطيور الزينة ومع مساء السبت، أُسدل الستار على هذه الفعالية التي تركت أثرا عميقا في قلوب الحاضرين وأكدت أن الشغف يمكن أن يتحول إلى صناعة تحمل قيمة ثقافية ومجتمعية.
منذ اللحظة التي افتتح مدير عام فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بالمنطقة الشرقية المهندس فهد بن أحمد الحمزي وبرفقته مدير مكتب الوزارة بمحافظة القطيف المهندس محمد بن يعقوب الأصمخ بدت القاعة وكأنها لوحة حية لطيور بألوان زاهية وأصوات عذبة تملأ المكان فيما يتنقل الزوار بين الأجنحة بفضول ودهشة يتوقفون عند كل قفص ليستمعوا إلى قصص المربين وتجاربهم، كان الحوار بين العارضين والجمهور يفيض بالمعرفة والشغف وكأن كل طائر يروي حكاية خاصة عن العناية والاهتمام والحب.
لقد عبر العارضون عن سعادتهم بهذه التجربة مؤكدين أن المعرض منحهم فرصة لإبراز جماليات الهواية ومشاركة شغفهم مع المجتمع فيما وصف أحد الزوار شعوره بأنه انتقل بين عوالم مختلفة وهو يتأمل تنوع الطيور المعروضة ورأى في ذلك نافذة جديدة للتعرف على هذا العالم الساحر أما المشاركون من فئة الشباب فقد وجدوا في المعرض مساحة للتعلم وتبادل الخبرات معتبرين أن مثل هذه الفعاليات تعزز الثقة في المواهب الوطنية وتفتح آفق جديدة للهواة.
ولم يغفل المنظمون دور العمل التطوعي إذ أُشركت الفرق التطوعية المتخصصة في تسيير مثل هذه الفعاليات فكان حضورهم عنصر أساس في نجاح الحدث فهم من ساهموا في تنظيم حركة الزوار وتسهيل التجربة للجميع.
وأضفوا بروحهم المتعاونة لمسة جميلة جعلت المعرض أكثر جذب وراحة للزوار الذين توافدوا بأعداد كبيرة.
ومع ختام “متحدون”، غادر الزوار وهم يحملون ذكريات مليئة بالإلهام والدهشة فيما بقيت الطيور رمزاً حياً لشغف يجمع الناس ويعكس صورة مشرقة للإبداع الوطني فقد أثبت المعرض أن الهوايات ليست مجرد ترف بل فضاء يفتح أبواب المعرفة ويعزز مكانة محافظة القطيف كوجهة رائدة للفعاليات النوعية التي تحتفي بالجمال وتدعم المجتمعات.