زيلينسكي يُحرج بوتين في كوبيانسك - وضوح نيوز

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
زيلينسكي يُحرج بوتين في كوبيانسك - وضوح نيوز, اليوم الثلاثاء 16 ديسمبر 2025 06:55 صباحاً

خطأ مجاني ومزدوج.

 

لم يكن لسقوط كوبيانسك (خاركيف)، لو تحقق، أن يغير موازين القوى بين روسيا وأوكرانيا. مع ذلك، أرادت موسكو تضخيم موضوع "سيطرتها" على المدينة. حدث ذلك من خلال عرض متلفز أبلغ فيه الجنرال فاليري غيراسيموف الرئيس فلاديمير بوتين إحكام الجيش الروسي سيطرته عليها. كان ذلك في 20 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. لم تنتهِ القصة هنا.

 

في 2 كانون الأول/ديسمبر الحالي، وخلال إجابته عن أسئلة صحافيين بشأن نفي كييف سيطرة روسيا على المدينة، قال بوتين: "كوبيانسك كانت فعلياً تحت سيطرتنا لأسابيع عدة، بشكل كامل وبكلّيّتها". وأضاف: "أعتقد أن القيادة الأوكرانية... تبدو (وكأنها) تعيش على كوكب آخر".

 

"الفول والمكيول"

كوبيانسك من المدن التي استعادتها أوكرانيا في هجومها المضاد خلال خريف 2022، وهي صغيرة نسبياً إذ ضمت قبل الحرب نحو 26 ألف نسمة. إن أحد الأسباب المرجحة لإيلاء روسيا أهمية كبيرة للمدينة يكمن في إقناع الولايات المتحدة بامتلاكها التفوق الميداني وبأنها ستنتصر عاجلاً أم آجلاً. لذلك، بحسب المنطق الروسي، بإمكان أوكرانيا تفادي الخسائر البشرية غير الضرورية، عبر اتفاق عاجل. كانت الآذان الأميركية مصغية باهتمام. تبين أن لأوكرانيا رأياً آخر.

 

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتلقى الأنباء بشأن كوبيانسك (الكرملين)

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتلقى الأنباء بشأن كوبيانسك (الكرملين)

ففي 2 كانون الأول أيضاً، دعا بوتين الصحافيين إلى زيارة كوبيانسك للتأكد من صحة البيانات الروسية. لكن من زارها، عوضاً عنهم، كان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وصورة الـ"سيلفي" زادت الوطأة المعنوية على موسكو. ظلت أوكرانيا تنفي سيطرة روسيا على المدينة طوال الشهر الماضي، وقد ثبتت صحة ادعائها إلى حد بعيد. إنها نقطة إضافية تصب في مصلحة كييف ضمن الحرب الإعلامية بين الطرفين. بالحد الأدنى، حتى لو حققت روسيا سيطرة على غالبية المدينة، كان التمهل في الإعلان خياراً آمناً للروس. لكن موسكو فضلت تجاهله.

 

دروس جديدة

من دروس الحرب بين روسيا وأوكرانيا أن رفع الأعلام على المباني الحكومية في البلدات الأمامية لا يعني سيطرة محكمة عليها. فمنطقة القتل تمتد عشرات الكيلومترات على جانبي خط التماس، بينما يستغرق "تنظيف" المساحات المحتلة من المقاتلين المعادين جهداً طويلاً. وراحت الحرب تشهد مؤخراً تغلغلاً سرياً في المناطق الخلفية حيث يقوم المتغلغلون، بينما ينتظرون تقدم المشاة لملاقاتهم، بأعمال اغتيال وتخريب.

 

ويبدو أن أوكرانيا تمكنت من استعادة معظم كوبيانسك لأنها تملك ما يكفي من الجنود في تلك الناحية، بخلاف مناطق أخرى، وخصوصاً في الجنوب. على سبيل المثال، تألفت فرقة "خارتيا" الثانية المشكّلة حديثاً والمساهِمة في الانتصار من خمسة ألوية.

 

وبينما قد لا تُحل المشكلة العامة لنقص الجنود في أوكرانيا عما قريب، تكشف كوبيانسك أن ميل الحرب باتجاه روسيا ليس كاملاً وأن الأخيرة تعاني من ثغرات عسكرية قابلة للاستغلال. والتوقيت بالذات مزعج للروس، بما أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب مقتنع بسرديتهم. فقد سبق لترامب أن أبدى إعجاباً بخطوات جريئة أخرى لأوكرانيا مثل "شبكة العنكبوت" أوائل حزيران/يونيو الماضي.

 

عن الاستعجال في الحرب

من غير المرجح أن تؤثر كوبيانسك على المشهد الميداني العام للحرب، حيث تعاني أوكرانيا في نقاط أخرى من الجبهة. وقد لا يتراجع ترامب عن ميله لتأييد طلبات روسيا، بالرغم من صورة زيلينسكي في المدينة. لكن بالحد الأدنى، كانت زيارة كوبيانسك ضربة معنوية للروس بعدما منحوا بلدة غير محورية أهمية إعلامية كبيرة، وسابقة لأوانها.

 

من استعجل شيئاً قبل أوانه عوقب بحرمانه، وفي الحرب، عوقب أحياناً بانتكاسة محرجة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق