الدكتور محمد البشاري لـ"النهار": "الإخوان" أسلموا كلّ شيء لجني أرباح طائلة - وضوح نيوز

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الدكتور محمد البشاري لـ"النهار": "الإخوان" أسلموا كلّ شيء لجني أرباح طائلة - وضوح نيوز, اليوم الخميس 18 ديسمبر 2025 09:55 صباحاً

يمتلك المفكر الإسلامي الإماراتي الدكتور محمد البشاري رؤية بانورامية للمشهد الإسلامي حول العالم، تمكّنه من الفهم العميق والتحليل الدقيق لما يدور بداخله، فهو لم يكتفِ بخبرته الأكاديمية الواسعة باعتباره أستاذاً للفقه في عدد من الجامعات العربية، بل انغمس في العمل المجتمعي، وتولى مناصب قيادية في منظمات إسلامية فاعلة، ما جعله واحداً من الشخصيات الإسلامية الأكثر تأثيراً وحضوراً حول العالم.
يتولى البشاري منصب الأمين العام لـ"المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة"، وهي منظمة تضم مؤسسات للجاليات المسلمة في 140 دولة، وتتخذ أبوظبي مقراً لها.
التقت "النهار" بالمفكر الإماراتي خلال زيارته القاهرة للمشاركة في "الندوة الدولية الثانية للإفتاء"، في وقت تقترب فيه الجهات الأميركية المكلّفة من الرئيس دونالد ترامب من إصدار تقريرها عن مدى إمكانية إدراج "الإخوان" على قوائم المنظمات الإرهابية الأجنبية، ويتوقع أن تحذو دول أخرى حذو الولايات المتحدة.
ومع اقتراب صدور التقرير الذي تشارك في إعداده وزارة الخزانة الأميركية، برز مصطلح أثار اهتماماً واسعاً، وهو "بيزنس الحلال" أو "اقتصاد الحلال"، الذي يقول خبراء إنه أحد أهم روافد تمويل الجماعة المصنّفة إرهابية في الإمارات ومصر والسعودية ودول أخرى. وقد صاحب بروز المصطلح تقدير أثار دهشة لإيرادات "البيزنس"، وهو 7 تريليونات دولار.
الدكتور محمد البشاري. (وسائل تواصل اجتماعي)

الدكتور محمد البشاري. (وسائل تواصل اجتماعي)

الأسلمة والربح
يرفض البشاري تأكيد أو نفي الرقم الهائل، لكنه يقول إن "تيارات الإسلام السياسي، ومن بينها الإخوان، اهتمّت بالشأن الديني للجاليات المسلمة، إلى أن سيطرت على المراكز الإسلامية، وجعلت من نفسها المرجعية الدينية في الزواج والطلاق والعقيقة والطعام وغيرها".
ويضيف: "لقد أسلموا كل شيء تقريباً، حتى أبسط الأمور، مثل الحلاقة، بات فيها ما يوافق الشريعة وما يخالفها، وهذا أمر بالغ الخطورة. لقد وضعوا معايير تمكّنهم من إقرار ما هو حلال، ما أتاح لهم فرصة ذهبية لابتكار أعمال تدر لهم أموالاً طائلة. ومنها، على سبيل المثال، أن يمنحوا شهادات بأن اللحوم التي تتناولها الجاليات المسلمة في الدول غير الإسلامية أو تُصدَّر إلى الدول الإسلامية، ذُبحت وفق الشريعة".
ويشير إلى أن "الأمر لا يقتصر على اللحوم والمواد الغذائية، بل وضعوا مواصفات للمعاملات المالية، والسياحة، وأدوات التجميل، والعقاقير الطبية، والأزياء... إلخ. السيطرة على تلك المفاصل الاقتصادية مكّنتهم من ابتكار مشاريع جديدة، تدرّ عليهم أموالاً ضخمة، يستخدمونها في أنشطتهم".

تحجيم النفوذ
نجح "الإخوان" في فرض سيطرتهم التامة على الكثير من مجالات الاقتصاد داخل وخارج الدول العربية لفترة من الزمن، فعلى سبيل المثال باتت الإدارات التي تقرّ مشروعية الفوائد والمعاملات البنكية يتولّاها عناصر ينتمون إلى التيارات الإسلامية.
لكن بعض الدول العربية أدركت خطورة ذلك، ويقول البشاري: "بدأت الإمارات بالتصدّي لتلك السيطرة، فدققت في الجهات التي تمنح شهادات الحلال، ثم تصدّت مصر لاحقاً، وأسّست شركة تتولى مراجعة تطابق اللحوم مع الشريعة، وكذلك السعودية بدأت بالتصدي لتلك السيطرة".
ويرى البشاري أن "تحجيم سيطرة الإخوان وغيرهم على هذا البيزنس لا يعني أن التنظيم قد فقد مصادر تمويله، لأنه يبتكر طرقاً أخرى لجني الأموال".

زوال التنظيم
يتوقع محللون أن يشكّل إدراج واشنطن لبعض فروع الجماعة في مصر ولبنان والأردن على قوائم الإرهاب الأميركية ضربة قاصمة للتنظيم، قد تقيّد نفوذه الواسع في أوروبا وآسيا، إلا أن المفكر الإسلامي يفرّق بين فعالية الإجراءات الأميركية ومثيلتها في أوروبا، ويقول إن "أميركا لديها قائد قوي، الرئيس ترامب يفعل ما يقوله، والسلام لا يصنعه سوى الأقوياء مثله".
لكنه يضيف: "الإشكالية لا تتعلق بتصنيف الإخوان كجماعة إرهابية، بل بأن التنظيم يغيّر استراتيجياته وتكتيكاته، فقبل 3 أسابيع تقريباً قرر أن يتحول إلى تنظيم فكري".
ويلفت البشاري إلى صعوبة تتبع أنشطة "الإخوان": "إذا أُدرجت مؤسسات ما ضمن قوائم الإرهاب، فإنهم يغيّرون أسماءها بكل بساطة، أمّا أموال الجماعة في الخارج فقد نُقلت بأسماء أفراد، ما يجعل الأمر أكثر صعوبة، لأن رصد ارتباطهم بالتنظيم أمر بالغ الصعوبة".
ويعتقد البشاري أن "القضاء على الإخوان أمر شبه مستحيل، لأنها تعتمد على الأفكار. المطلوب هو القضاء على أفكارها بتفنيدها، وهذا يحتاج إلى أن يكون لدى دور الإفتاء الجرأة اللازمة للتصدي لما غرسته تلك الجماعة وغيرها من التيارات الإسلامية في عقول الناس".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق