بناء السلام والتنمية المستدامة... نحو رؤية وحدوية بين اللبنانيين - وضوح نيوز

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
بناء السلام والتنمية المستدامة... نحو رؤية وحدوية بين اللبنانيين - وضوح نيوز, اليوم الجمعة 19 ديسمبر 2025 01:45 مساءً

نبيل المقدم

 

 

في وقت كان الجميع فيه يتوقعون من سياسة العولمة أن تؤدي إلى تقارب الشعوب وتعزيز أواصر التعاون على الصعد المختلفة الاقتصادية والثقافية والتنموية، إذ بها تتحول إلى تهديد دائم للاستقرار في النظام الدولي، وزيادة الصراعات بين شعوب العالم، وذلك بسبب سياسات الدول الكبرى الهادفة إلى السيطرة على اقتصاديات العالم، ونهب ثروات الشعوب، ولاسيما منها الفقيرة والمستضعفة.
ومن هنا بات ملحاً التفتيش عن بناء نظام اقتصادي اجتماعي يعيد الثقة إلى المواطنين، خصوصاً في الدول التي انهكتها النزاعات والحروب الداخلية، وذلك لايتم إلا عن طريق نظام دائم وشامل يقوم على مفهومي السلام والتنمية المستدامة.

images_125819.jpg

يُعتبر بناء السلام والتنمية المستدامة هدفان مترابطان ومتكاملان، بحيث يساهمان في خلق بيئة مستقرة ومزدهرة للأجيال المقبلة. فالسلام ليس مجرد إطفاء فتيل النزاعات والحروب. بل هو عملية تربوية طويلة ألامد تهدف إلى خلق حالة من الاستقرار والتعاون في المجتمعات التي شهدت نزاعات مسلحة، ما يتيح للأجيال المقبلة تلبية احتياجاتها من النمو والازدهار، الامر الذي يساهم في تعزيز السلام من خلال توفير فرص العمل، وتحسين الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية، ويؤدي إلى تقليل التوترات والصراعات.

من هنا جاء تأسيس "الجمعية اللبنانية لبناء السلام والتنمية المستدامة" في بيروت، وذلك في خطوة متقدمة ترمي إلى ردم الهوة بين اللبنانيين، والتي نشأت وتفاقمت بسبب التناقضات الداخلية في ما بينهم منذ نشوء دولة لبنان الكبير، وتحولت إلى حرب أهلية ضروس امتدت خمسة عشر عاماُ الى أن انتهت مع ولادة اتفاق الطائف.

وتأتي من ضمن نشاطات الجمعية سلسلة من الندوات في مختلف المناطق اللبنانية حول القوانين والتشريعات الادارية في لبنان، مع التركيز على الثغرات التي تتضمنها، وما هو المطلوب لتوفيق النظم الوطنية اللبنانية مع النظم الدولية الحضارية القائمة.

أن السلام هو شرط أساسي لتحقيق التنمية المستدامة، والذي في غيابه تصبح المهمة صعبة لابل مستحيلة. فالحروب تُعطل كل فرص النمو الاقتصادي والاجتماعي، وتؤدي ألى تدمير البنى التحتية. 

وقد جاء في أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة: القضاء على الفقر والجوع، وتوفير فرص اقتصادية وغذائية للأفراد، تعزيز التعليم مما يساهم في بناء مجتمعات أكثر وعياً وتفهماً ويقوي السلام والتفاهم بين الثقافات. كذلك أيضاً من جملة الاهداف معالجة تغير المناخ، الامر الذي يقلل من الصراعات المتعلقة بالموارد الطبيعية.

مما لاشك فيه أن عملية بناء السلام والتنمية المستدامة في لبنان تواجه تحديات كبيرة، خصوصاً في ظل خوف دائم من تجدد  النزاعات المسلحة، والتي قد تنفجر في أي وقت نتيجة التوترات الاقليمية المحيطة بهذا البلد، والتي لها عوامل كثيرة .
ومن هناء جاءت دعوة الجمعية إلى تعزيز التعاون الدولي لدعم الدول المتأثرة بالنزاعات، وذلك من خلال الاستثمار في التعليم والتنمية الاقتصادية المحلية، وتبني سياسات شاملة تضع السلام والتنمية المستدامة في صميم أولوياتها.
إن السلام والتنمية المستدامة ليسا مجرد هدفين منفصلين، بل هما جزء من رؤية واحدة لمستقبل أكثر استقراراً وازدهاراً، ويتطلبان خطة استراتيجية يشعر من خلالها الجميع بالأمان وتكافؤ الفرص، مما يبني أساساً قوياً لأجيال لم تولد بعد.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق