أكد اللواء الدكتور رضا فرحات، أستاذ العلوم السياسية، أن تأكيد الرئيس السيسي خلال كلمته في أعمال المؤتمر الوزاري الثاني لمنتدى الشراكة «روسيا- إفريقيا»، على رفض الإجراءات الأحادية في إدارة الموارد المائية العابرة للحدود، وعلى رأسها نهر النيل، يجسد موقفًا مصريا راسخا يقوم على احترام قواعد القانون الدولي، وتحقيق المنفعة المشتركة دون الإضرار بحقوق أي طرف، مع استمرار مصر في دعم التعاون مع دول حوض النيل من أجل التنمية الجماعية والحفاظ على حقوق دول المصب.

وأضاف في تصريح خاص لـ«الأسبوع»، كلمة الرئيس السيسي عكست بوضوح ثوابت السياسة المصرية تجاه القارة الإفريقية، والتي تقوم على دعم التنمية الشاملة وترسيخ الاستقرار باعتبارهما المدخل الحقيقي لمواجهة الأزمات والتحديات المتراكمة.

وأضاف فرحات أن حديث الرئيس عن أهمية استقرار منطقة القرن الإفريقي، وأمن الملاحة في البحر الأحمر، ومشاركة مصر في بعثة الاتحاد الأفريقي بالصومال، يعكس إدراكا مصريا واعيا للعلاقة الوثيقة بين الأمن الإقليمي والاستقرار الاقتصادي وجذب الاستثمارات، مؤكدًا أن مصر تتعامل مع قضايا الأمن من منظور شامل لا يعتمد على الحلول العسكرية بقدر اعتماده على التنمية وبناء القدرات.

وأكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة أن كلمة الرئيس السيسي حملت رسائل ثقة وشراكة حقيقية للدول الإفريقية، و رسخت مكانة مصر كطرف محوري و قاطرة للعمل الإفريقي المشترك، وداعم رئيسي لإصلاح النظام الدولي بما يضمن تمثيلا أكثر عدالة للقارة الإفريقية في مؤسسات الحوكمة العالمية، وبما يلبي تطلعات شعوبها نحو الاستقرار والتنمية والازدهار.

وأوضح فرحات أن الرئيس السيسي تحدث من منطلق رؤية استراتيجية واعية تعتبر أن أمن واستقرار إفريقيا يمثلان امتدادا مباشرا للأمن القومي المصري، مشيرًا إلى أن الخطاب الرئاسي ابتعد عن الطرح النظري، وقدم تصورا عمليا لمسارات التنمية المطلوبة في القارة، في ظل ما تواجهه من تحديات تتعلق بضعف البنية التحتية، ومحدودية التمويل، وارتفاع المخاطر الاستثمارية.

وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن الرئيس السيسي طرح خلال كلمته ملامح مسار إفريقي متكامل تقوده مصر، يقوم على دعم الممرات الاستراتيجية والمناطق اللوجستية، وتعزيز التعاون في مجالات الطاقة والربط الكهربائي، إلى جانب الاهتمام بالأمن الغذائي والتنمية الزراعية، وتنشيط التجارة البينية الإفريقية، فضلا عن التركيز على الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي، بما يعكس فهما عميقا لمتطلبات التنمية الحديثة والتحولات العالمية المتسارعة.

وأكد فرحات أن استعراض الرئيس لحجم الاستثمارات المصرية في إفريقيا، والتي تجاوزت 12 مليار دولار، إلى جانب وصول حجم التبادل التجاري إلى أكثر من 10 مليارات دولار، يعكس تحولا نوعيا في طبيعة الدور المصري داخل القارة، حيث لم يعد يقتصر على الدعم السياسي والدبلوماسي، بل بات يعتمد على شراكات اقتصادية وتنموية حقيقية تساهم في خلق فرص العمل وتحقيق التنمية المستدامة.

اقرأ أيضاً
أستاذ علوم سياسية: السياسات الاستيطانية للاحتلال تفرغ حل الدولتين من مضمونه وتعثّر عملية السلام

أستاذ علوم سياسية: الرئيس السيسي وضع آليات لإعادة الإعمار والتنمية تواجه التحديات المعيقة لتقدم إفريقيا

فرحات: مصر حملت راية العروبة في مواجهة الاحتلال.. وملتزمة بمسؤوليتها التاريخية تجاه فلسطين