ساعات قليلة وتبدأ بطولة أمم أفريقيا 2025 في المغرب، يعود أصل بطولة كأس الأمم الإفريقية إلى شهر يونيو عام 1956، عندما طُرحت فكرة إنشاء الاتحاد الإفريقي لكرة القدم خلال المؤتمر الثالث للاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» في العاصمة البرتغالية لشبونة، ومع تأسيس الاتحاد الإفريقي، ظهرت خطط فورية لإقامة بطولة قارية تجمع منتخبات إفريقيا، لتولد بعدها بعام واحد فقط أول نسخة من كأس الأمم الإفريقية، ويستعرض موقع تحيا مصر التفاصيل.

كأس أمم أفريقيا

وأُقيمت النسخة الأولى من البطولة في فبراير 1957 بالعاصمة السودانية الخرطوم، دون تصفيات مؤهلة، حيث اقتصرت المشاركة على الدول الأربع المؤسسة للاتحاد الإفريقي، وهي مصر والسودان وإثيوبيا وجنوب إفريقيا، إلا أن إصرار جنوب إفريقيا على اختيار لاعبين بيض فقط بسبب سياسة الفصل العنصري أدى إلى استبعادها من البطولة، ليتم تأهيل منتخب إثيوبيا مباشرة إلى المباراة النهائية.

وشهدت النسخة الافتتاحية لعب مباراتين فقط، حيث توج منتخب مصر بأول لقب قاري في التاريخ، بعدما فاز على السودان في الدور نصف النهائي، ثم على إثيوبيا في المباراة النهائية، ليكتب الفراعنة اسمهم كأول أبطال للقارة السمراء.

بعد عامين، استضافت مصر النسخة الثانية من البطولة في القاهرة عام 1959، بمشاركة المنتخبات الثلاثة نفسها، ونجح المنتخب المصري في الاحتفاظ باللقب بعد الفوز على السودان في المباراة النهائية، مؤكدًا سيطرته المبكرة على الكرة الإفريقية.

وفي نسخة 1962 التي أُقيمت في أديس أبابا، شهدت البطولة تطورًا جديدًا بإقامة تصفيات مؤهلة للمرة الأولى، لتحديد أربعة منتخبات تشارك في النهائيات، وحصلت إثيوبيا المستضيفة ومصر حاملة اللقب على مقعدين مباشرين، وانضمت إليهما نيجيريا وتونس. 

ورغم وصول مصر إلى النهائي للمرة الثالثة على التوالي، إلا أن المنتخب الإثيوبي نجح في التتويج بلقبه الأول بعد فوزه على تونس، ثم التغلب على مصر بعد وقت إضافي في المباراة النهائية.

الهيمنة الغانية وبداية التوسع

شهدت نسخة 1963 بروز منتخب غانا بقوة، حيث استضاف البطولة وحقق اللقب لأول مرة في تاريخه بعد الفوز على السودان في النهائي، وكرر المنتخب الغاني إنجازه في نسخة 1965 التي أُقيمت في تونس، ليعادل إنجاز مصر بالفوز بالبطولة مرتين، رغم مشاركة عدد محدود من لاعبي نسخة 1963.

وخلال هذه الفترة، أقر الاتحاد الإفريقي لكرة القدم قاعدة تحدد عدد اللاعبين الأجانب في كل فريق باثنين فقط، واستمرت هذه القاعدة حتى نسخة 1982.

وفي عام 1968، توسع نظام البطولة ليشمل ثمانية منتخبات بدلًا من أربعة، تم تقسيمها إلى مجموعتين، يتأهل أول فريقين من كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي، وهو نظام استمر العمل به حتى نسخة 1992. 

وشهدت هذه النسخة تتويج منتخب الكونغو الديمقراطية بلقبه الأول بعد الفوز على غانا في المباراة النهائية.

ومنذ نسخة 1968، أصبحت البطولة تُقام بانتظام كل عامين في السنوات الزوجية، وهو نظام استمر حتى عام 2012، كما شهدت نسخة 1970 في السودان أول نقل تلفزيوني للبطولة، وتوج خلالها المنتخب السوداني باللقب بعد الفوز على غانا، التي كانت تخوض النهائي للمرة الرابعة على التوالي.

أبطال متعددون وأرقام تاريخية

بين عامي 1970 و1980، عرفت البطولة تنوعًا كبيرًا في الأبطال، حيث توجت ست دول مختلفة باللقب، هي السودان، الكونغو، زائير، المغرب، غانا ونيجيريا وشهدت نسخة 1974 واقعة فريدة بإعادة المباراة النهائية بين زائير وزامبيا بعد التعادل 2-2، قبل أن تحسم زائير اللقب بالفوز 2-0 في الإعادة، بفضل تألق مولامبا نداي الذي سجل تسعة أهداف، وهو رقم قياسي في نسخة واحدة لم يُكسر حتى اليوم.

الهيمنة الكاميرونية وبروز الجزائر

خلال عقد الثمانينيات، فرضت الكاميرون نفسها كقوة كبرى، بوصولها إلى النهائي ثلاث مرات متتالية، والتتويج باللقب مرتين في 1984 و1988، فيما خسرت نهائي 1986 أمام مصر بركلات الترجيح. 

كما برز المنتخب الجزائري بقوة في هذه الفترة، وبلغ نصف النهائي في معظم النسخ، قبل أن يتوج بلقبه الأول عام 1990 على أرضه.

وشهدت نسخة 1992 توسعًا جديدًا بمشاركة 12 منتخبًا، وتميزت بتتويج ساحل العاج بلقبها الأول بعد نهائي تاريخي أمام غانا حُسم بركلات الترجيح، في بطولة شهدت تألق عبيدي بيليه.

عودة جنوب إفريقيا وبداية العصر الحديث

في نسخة 1996، عادت جنوب إفريقيا للمشاركة للمرة الأولى بعد نهاية حقبة الفصل العنصري، واستضافت البطولة التي شهدت توسيع عدد المنتخبات إلى 16 منتخبًا ورغم انسحاب نيجيريا لأسباب سياسية، نجح منتخب جنوب إفريقيا في تحقيق لقبه الأول على أرضه بعد الفوز على تونس في النهائي.

وبعد عامين، في نسخة 1998 ببوركينا فاسو، بلغت جنوب إفريقيا النهائي مجددًا، لكنها خسرت أمام منتخب مصر، الذي توج بلقبه الرابع، ليؤكد مكانته كأكثر المنتخبات تتويجًا في تاريخ كأس الأمم الإفريقية.