نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
عبدالعزيز جاسم.. شاهد على تاريخ الحركة الفنية في قطر - وضوح نيوز, اليوم الأحد 21 ديسمبر 2025 11:20 مساءً
بدأت الحركة المسرحية في قطر من خلال جهود الأندية الرياضية والحركة الكشفية والأنشطة المدرسية منذ خمسينات القرن العشرين، وفي عام 1974 تمّ تأسيس قسم المسرح بوزارة التربية والتعليم، في عهد الوزير الشيخ محمد بن حمد آل ثاني، رحمه الله. غير أن تاريخ تأسيس أول فرقة مسرحية رسمية يعود إلى عام 1972، حينما ظهرت «الفرقة المسرحية القطرية». ثم تلتها فرقة «السد» في عام 1973، و«الأضواء» و«الشعبية» بعد ذلك، ليتم دمج الفرق الأربع في عام 1994 في فرقتين رئيسيتين هما؛ «الفرقة المسرحية القطرية» و«فريق الدوحة المسرحي». وشهد عام 1982 افتتاح «مسرح قطر الوطني» ليصبح أحد الصروح المسرحية المهمة في الخليج العربي، وهو ما وفر بنية تحتية متطورة للفن المسرحي في دولة قطر، بما في ذلك أنظمة إضاءة محوسبة وفرقة أوركسترا متمكنة، وهذا بدوره سهّل عملية استضافة فرق محلية ودولية من أجل الارتقاء بذائقة الجمهور وغرس التقاليد المسرحية العريقة.
ومما لا شك فيه، أن هذه التطورات، علاوة على بدء بث تلفزيون قطر بالأبيض والأسود في عام 1970، وتطوره إلى البث بالألوان في عام 1974، ساهم في ظهور الدراما القطرية منذ عام 1972 والشروع في إنتاج مسلسلات محلية بمشاركة خليجية وعربية. وتمثلت البداية في عرض ثلاث تمثيليات هي؛ «عائلة بوشلاخ»، «أنا غلطان»، و«اللي عنده قلم ما يسوى قلم». وفي عقد الثمانينات من القرن العشرين تطورت الدراما التلفزيونية القطرية كثيراً، وراحت تنافس الأعمال الدرامية الكويتية والسعودية والبحرينية، خصوصاً بعد أن قدمت للجمهور المحلي والخليجي أعمالاً مثل «فايز التوش» و«أين الطريق» و«صرخة ندم» و«الناس الطيبين»، وغيرها. وفي الألفية الجديدة استمر تلفزيون قطر في إنتاج أعمال درامية متميزة، ولاسيما في شهر رمضان، وكان لإنشاء استوديوهات جديدة في عام 2011 دور مهم في تطوير الإنتاج التلفزيوني المحلي، وتقديم برامج ومسلسلات ذات جودة عالية.
وما كان لكل هذا أن يحدث ويتعزز لولا جهود ثلة من الشباب القطري العاشق للفنون المسرحية والدرامية، ممن تشبع بحب التمثيل وتلقى جرعاته الأولى من خلال الوقوف على خشبة المسرح المدرسي أو من خلال التمثيل في الرحلات الكشفية والأنشطة الصيفية.
كانت تلك توطئة للحديث عن أحد أبرز روّاد المسرح والدراما القطرية والخليجية، وهو الفنان القطري الراحل «عبدالعزيز جاسم»، الذي تحلّ هذه السنة الذكرى السابعة لرحيله الصادم. إذ إنه سافر إلى العاصمة التايلاندية للعلاج من مضاعفات مرض السكر، وهناك تلقى بعض العلاج واضطر الأطباء إلى بتر أحد أصابع قدمه، وظل رغم ذلك متفائلاً باستعادة عافيته، وكان يستعد للعودة إلى وطنه وفنه ومحبيه الكثر، لولا مشيئة الله، إذ اختطفه الموت في 14 أكتوبر 2018 بمدينة بانكوك عن عمر ناهز 61 عاماً، فتمّ نقل جثمانه إلى الدوحة، حيث ووري الثرى بحضور عدد كبير من المشيعين، تقدمهم زملاؤه من الفنانين القطريين والخليجيين وعدد من المسؤولين. وكان الراحل قد قلّل من ظهوره الفني في الفترة الأخيرة من حياته بسبب المرض، بدليل أن آخر عمل شارك فيه كان مسرحية «ديرة العز» في سنة 2017.
تفوق عبدالعزيز جاسم، المكنى «أبوسعود»، على نفسه في كل الأدوار التي رُسمت له سواء الكوميدية منها أو الشريرة أو التراجيدية، من خلال ما كان يتميز به من حضور وسرعة بديهة وأداء عفوي تلقائي على المسرح أو أمام الكاميرا، فرسخ قدميه في عالمَي المسرح والدراما الخليجية، وتربع على عرشيهما، وبات قاسماً مشتركاً في العديد من الأعمال الفنية المتميزة المحلية والخليجية واسماً تفتخر به قطر، وقد تجلى إبداعه بوضوح في عام 2003 في مسلسل «يوم آخر»، الذي قدم فيه شخصية مدمن الخمر المهمل لأسرته، والذي يعتبر محطة من أهم محطات مشواره.
ومن جانب آخر، نجح «أبوسعود» في إدخال المسلسل الدرامي القطري في منافسة مهمة مع المسلسلات الخليجية الأخرى، على خلفية اعتماد التلفزيون القطري على تجربة المنتج المنفذ التي أثبتت نجاحها مهنياً في مختلف الأعمال الدرامية الخليجية الأخرى. وفي هذا السياق، قال لصحيفة «البيان» الإماراتية (17/ 5/ 2006)، ما مفاده، إن الدراما القطرية متصدرة للدراما الخليجية وتسير على الخط الصحيح، مدللاً على ذلك بحصد قطر جوائز أفضل الأعمال الخليجية في مهرجانات الخليج التلفزيونية، ومرجعاً الأسباب إلى تجربة «المنتج المنفذ» التي اعتمدها تلفزيون قطر، والتي قال، إنها «حققت قفزة للدراما القطرية بسبب التخصص، فاعتماد الدراما على اختصاصيين في الإنتاج من شأنه أن يذلل الكثير من الصعاب ويقلل المشكلات ويخرج بنتائج متميزة في زمن قياسي». وعن المقارنة بين الدراما القطرية والدراما الكويتية قال: «نحن تعلمنا من الكويتيين الدراما ولكن هذا لا يمنع أننا تقدمنا على الأعمال الكويتية، الدراما الكويتية الآن تقدم أعمالاً بعيدة عن تاريخها، وهنا يجب أن نشير إلى أننا نقدم عملاً واحداً لشهر رمضان الكريم، فمن حيث الكم نحن الأقل ولكن الكيف هو من يفرض نفسه، وهو الذي يحظى بحصة الأسد في النجاح والمتابعة الجماهيرية».
ولد الفنان «عبدالعزيز جاسم الجاسم» في الدوحة بفريج الغانم القديم، وكان ميلاده بتاريخ الأول من فبراير 1957 لأب بحار متواضع الحال، ونشأ وترعرع في بيت والده بين إخوانه السبعة، وأخواته الثلاث، ووالدته التي كانت تسهر على راحته، وتشجعه على الدراسة، وتمنعه من ممارسة هواية التمثيل، بحجة أن التمثيل متعب وبلا فائدة، طبقاً لما هو منشور عنه في صحيفة «الوطن» القطرية (16/ 10/ 2018).
درس مراحل تعليمه النظامي في مدارس الدوحة حتى الثانوية، على الرغم من كرهه للذهاب إلى المدرسة بسبب مادة الرياضيات التي لم يحبها يوماً. وقتها كان يحلم بأن يكون له مسرح خاص يحمل اسمه ويعرض على خشبته أعماله وأعمال أصدقائه، وحينما كان في المرحلة الإعدادية برز كواحد من الكشافة الماهرين الموجودين دوماً في المخيمات الكشفية كمخيمَي «رأس بوعبود» و«الوجبة»، والمشاركين في حفلات السمر الليلية، والبارعين في الأعمال التمثيلية، طبقاً لما ذكره صديقه ورفيق دربه في الحركة الكشفية الفنان والمخرج فالح فايز السعيد لصحيفة «الشرق» القطرية (1/10 / 2022)، إذ ذكر، أنه سهل لـ«أبو سعود» عمله في الكشافة مع الأستاذ المشرف على النشاط الكشفي، فراح يشارك في رحلات الكشافة المدرسية إلى مختلف المناطق داخل قطر، ويقدم التمثيليات، مشيراً إلى أن بداية السبعينات تعد الفترة الخصبة التي عمل عبدالعزيز جاسم من خلالها في الحركة الكشفية وشهدت بروزه ونشاطه، قبل أن ينتقل للعمل في التمثيل والمسرح بشكل خاص، ويسطع نجمه كفنان محترف.
والحقيقة أن «أبو سعود»، رغم حبه للتمثيل والفن بصفة عامة لم يفكر في احتراف الفن، إلا أن واقعة محددة غيرت مجرى حياته ونقلته من هاوٍ إلى محترف. فذات يوم من عام 1977 كان يقوم بتوصيل زميله الممثل فالح فايز إلى مسرح السد بسيارته، على نحو ما كان يفعله كل يوم، فاجتمع حوله أعضاء المسرح وعرضوا عليه أن يؤدي بعض الأدوار المسرحية الصغيرة كما كان يفعل في تمثيليات الكشافة. وبعد عدة محاولات اقتنع صاحبنا بالفكرة وقرر أن ينضم رسمياً إلى مسرح السد الذي شهد بدايات نجوميته. ومن الأدوار الصغيرة قفز إلى الأدوار الكبيرة خلال عامين فقط. فمنذ عام 1979 راحت أدواره تتوسع وتتنوع، ثم شكل مع الفنان غانم السليطي ثنائياً كوميدياً ناجحاً على غرار عبدالحسين عبدالرضا وسعد الفرج في الكويت، وناصر القصبي وعبدالله السدحان في السعودية، وراحا يقدمان معاً وعلى مدى سنوات أعمالاً فنية لاقت الاستحسان من الجمهور القطري والخليجي، ولاسيما الأجزاء الثلاثة من مسلسل «فايز التوش» الاجتماعي الكوميدي الناقد التي عرضت ما بين عامَي 1984 و1988. استثمر «أبوسعود» ما حققه من نجاح لافت مع السليطي للانطلاق منفرداً، فقدم مسلسلات ناجحة أخرى كثيرة بلغ عددها نحو 50 مسلسلاً.
أول عمل مسرحي له كان مسرحية «نجوم على الرصيف» في 1979، وفي العام نفسه قدم مسرحية «رحلة جحا الى جزيرة النزهاء» فمسرحية «الحذاء الذهبي» في 1980. ثم «كرّت السبحة» فأمتع الجمهور بعشرات المسرحيات الاجتماعية والسياسية والكوميدية الناجحة. فعدا ما ذكرناه آنفاً، قدم مسرحيات «المال مال أبونا»، و«عنتر وأبله» و«زلزال» و«مفلح في المريخ» و«كابتن ماجد» و«افتح يا سمسم» و«بشت المدير» و«البترول يا حكومة» و«صح النوم يا عرب» و«قطري 60%»، وغيرها.
أول مسلسل
أما أول مسلسل شارك فيه، فقد كان مسلسل «الفرسان الثلاثة» سنة 1981. ثم توالت أعماله فقدم في 1982 مسلسل «حكايات أبوعلي» مع غانم السليطي، وفي العام نفسه قدم مسلسل «عيد وسعيد»، وفي 1983 قدم مسلسل «حكاية صلبوخ» مع غانم السليطي، وحمد الرميحي، وهدية سعيد، وفي العام ذاته قدم مسلسل «حكاية العرندس» ومسلسل «الدانة»، وفي 1986 قدم مسلسل «مغامرات سعدون» مع صلاح الملا، وهدية سعيد، وهلال محمد، ومسلسل «محسن منكم وفيكم» مع الكويتيتين أسمهان توفيق، وباسمة حمادة، وفي 1988 قدم مسلسل «صرخة ندم»، وفي العام التالي قدم «إلى الشباب مع التحية» بمشاركة سعد الفرج، وسعاد عبدالله، وهند كامل، ومحمد المنيع، وفي 1990 قدم مسلسل «تناتيف» مع الإماراتية سميرة أحمد، والكويتية هدى حسين، والقطرييين غانم السليطي، وناصر محمد. كما قدم مجموعة مميزة من الأعمال الدرامية الأخرى من بينها «الناس بيزات» مع غانم السليطي، وإبراهيم الصلال، والمصري أشرف عبدالباقي، وفاطمة الحوسني، و«بيت المغتني» مع علي حسن، وهدية سعيد، والبحرينيتين مريم زيمان، وزينب العسكري، ومسلسل «حتى إشعار آخر» مع غازي حسين، وهدى حسين، وسناء بكر يونس، ومسلسل «أحلام البسطاء» مع سحر حسين، وغازي حسين، وهدى حسين، وسميرة أحمد. وفي عام 2000 قدم «عيال الذيب» بمشاركة الفنانتين الكبيرتين حياة الفهد، وسعاد عبدالله، وفي العام 2002 قدم مسلسل «نورة» مع هيفاء عادل، وزينب العسكري، وفايز المالكي، ومنى شداد، وإبراهيم بحر، وفاطمة عبدالرحيم، وفي العام نفسه شارك في مسلسل «شوية ملح» مع ناصر القصبي، وعبدالله السدحان، وفهد الحيان، وفي 2003 قدم «يوم آخر» مع غازي حسين، وهدى الخطيب، وزهرة الخرجي، والفنان البحريني جمعان الرويعي، وفي 2005 شارك حياة الفهد، وليلى السلمان، وهدى الخطيب في مسلسل «عندما تغني الزهور»، كما قدم في العام نفسه «قلوب للإيجار» مع باسمة حمادة، وأمل مكي، وهبة الدري، و«تصانيف» مع غانم السليطي، وهدية سعيد، وزهرة عرفات، وفي عام 2015 قدم مسلسل «دبي لندن دبي» مع جمعان الرويعي، وزهرة الخرجي، وكانت آخر محطاته الدرامية مع مسلسل «حالة خاصة» في سنة 2016.
إلى ذلك شارك «أبوسعود» في العديد من الأعمال الإذاعية الدرامية، ومن بينها «لا طاح الجمل» و«تجار المخشر» و«ليل وسراي». كما شارك في أوبريت «كلنا الكويت» في عام 1990، من باب التضامن مع الشعب الكويتي في محنة الاحتلال العراقي الغاشم.
الإنتاج المسرحي والدرامي
اض عبدالعزيز جاسم، الذي لو لم يكن ممثلاً لصار مدرساً بحسب قوله، مجال الإنتاج المسرحي والدرامي، من خلال إطلاقه «مؤسسة المنار للإنتاج الفني» في الثمانينات. يقول صاحبنا، إنه اضطر في وقت من الأوقات إلى الاقتراض من المصارف لكي يسدد رواتب طاقم أول مسرحية من إنتاجه، لكن مشكلته انتهت بتحقيق مسرحيته نجاحاً لافتاً بعد أن حضر أمير قطر السابق عرضها الافتتاحي. من المسرحيات التي أنتجها من خلال مؤسسته الفنية مسرحيات؛ «الفرسان الثلاثة» و«قطري 60%» و«طار الوزير» و«ديرة العز»، ومن المسلسلات التي أشرف على إنتاجها؛ «خيوط ملونة» في 2010، و«نعم ولا» في 2007.
كما خاض الفقيد مجال التأليف المسرحي، فكان وراء تأليف مسرحيات؛ «البحر والرجال» و«بنانوة سيلين» و«ديرة العز» و«وزير الناس» و«في بيتنا مرشح».
وأخيراً، فإنه في أعقاب وفاته أصدر عنه شقيقه الكاتب علي جاسم، بمشاركة زهير رضوان غزال، كتاباً بعنوان «عبدالعزيز جاسم فنان وطن»، وهو كتاب يسلط الضوء على مسيرة الراحل الإبداعية، ومشاركاته المسرحية والدرامية، والجوائز التي نالها، وعلاقاته مع زملائه من فناني الخليج والعالم العربي.
قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : عبدالعزيز جاسم.. شاهد على تاريخ الحركة الفنية في قطر - وضوح نيوز, اليوم الأحد 21 ديسمبر 2025 11:20 مساءً








0 تعليق