اليوم العالمي للغة العربية بين التمسك بالهوية وتحديات العولمة - وضوح نيوز

اخبار جوجل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
اليوم العالمي للغة العربية بين التمسك بالهوية وتحديات العولمة - وضوح نيوز, اليوم الاثنين 22 ديسمبر 2025 03:00 صباحاً

الرئيسية مـقـالات مـقـالات الإثنين, 22 ديسمبر, 2025 - 2:16 ص
اليوم العالمي للغة العربية بين التمسك بالهوية وتحديات العولمة

أميرة عبد الحكيم

أميرة عبد الحكيم

يُصادف اليوم العالمي للغة العربية الثامن عشر من ديسمبر من كل عام، وهو اليوم الذي اعتمدت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة اللغة العربية لغةً رسمية من لغاتها الست عام 1973. ويأتي هذا اليوم احتفاءً بلغةٍ عريقة تُعد من أقدم لغات العالم الحية، وأكثرها ارتباطًا بالهوية الثقافية والحضارية للأمة العربية والإسلامية. فاللغة العربية ليست مجرد أداة للتواصل، بل وعاءٌ للفكر، وحاملٌ للتاريخ، وجسرٌ يربط الماضي بالحاضر ويصنع ملامح المستقبل.

وتتميز اللغة العربية بثرائها اللغوي والبلاغي، وقدرتها الفائقة على التعبير عن أدق المشاعر وأعمق المعاني، فضلًا عن مرونتها في استيعاب العلوم والمعارف الحديثة. وقد كانت العربية على مدار قرون لغة العلم والفلسفة والأدب، وأسهمت إسهامًا كبيرًا في نقل المعرفة الإنسانية إلى أوروبا خلال العصور الوسطى. كما ارتبطت اللغة العربية ارتباطًا وثيقًا بالقرآن الكريم، مما أكسبها بعدًا روحيًا وحضاريًا خاصًا، وجعل الحفاظ عليها مسؤولية ثقافية ودينية في آن واحد.

ورغم هذه المكانة الرفيعة، تواجه اللغة العربية اليوم تحديات متزايدة في المجتمعات العربية، أبرزها هيمنة اللغات الأجنبية في مجالات التعليم، والبحث العلمي، والإعلام، إضافة إلى الانتشار الواسع للهجات العامية واللغة الهجينة في وسائل التواصل الاجتماعي. وقد أدى ذلك إلى تراجع استخدام العربية الفصحى، خاصة بين الأجيال الشابة، مما يهدد بضعف الانتماء اللغوي وتآكل الهوية الثقافية.

ومن هنا يمكننا التأكيد أن الحفاظ على اللغة العربية لا يعني الانغلاق أو رفض تعلم اللغات الأخرى، بل يستلزم تحقيق التوازن بين الانفتاح العالمي والتمسك بالهوية اللغوية. فاللغة هي الركيزة الأساسية للهوية الوطنية والقومية، وأي ضعف فيها ينعكس سلبًا على وحدة المجتمع وتماسكه الثقافي. ومن هنا تبرز أهمية تعزيز استخدام اللغة العربية في التعليم، بدءًا من المراحل الأولى، وتطوير مناهج تعليمية حديثة تجعل تعلم العربية أكثر جاذبية وارتباطًا بحياة المتعلمين.

كما تلعب المؤسسات الثقافية والإعلامية دورًا محوريًا في حماية اللغة العربية، من خلال الالتزام باستخدام العربية السليمة، وتشجيع الإنتاج الأدبي والفكري، ودعم المحتوى الرقمي العربي القادر على المنافسة في الفضاء الإلكتروني. ولا يقل دور الأسرة أهمية، إذ تُعد البيئة الأولى التي يتشكل فيها الوعي اللغوي لدى الطفل.

اضف لذلك أن الثقافات العديدة التي تحيط بالأجيال الجديدة تمثل اشكالية متنامية للحفاظ على الهوية العربية وفي مقدمتها تعلم لغتنا العربية وروافدها سواء شعرا أو نثرا أو ممارسة لغوية وفهما لمفرداتها المختلفة والتي بلورها القرآن الكريم في صياغات بديعة لكافة الأزمات والأجيال على حد سواء.

جملة القول، يمثل اليوم العالمي للغة العربية مناسبة للتأمل في واقع لغتنا، وتجديد الالتزام بحمايتها وتطويرها، بوصفها عنصرًا أساسيًا في نهضة المجتمعات العربية وصون هويتها. فالحفاظ على اللغة العربية هو في جوهره حفاظ على الذاكرة الجماعية، وعلى القدرة على بناء مستقبل يستند إلى الأصالة وينفتح على المعاصرة بثقة ووعي

nabd.png
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق