حين تتقدّم الإنسانية على الخطر… بسالة الجندي السعودي في رحاب المسجد الحرام - وضوح نيوز

اخبار جوجل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
حين تتقدّم الإنسانية على الخطر… بسالة الجندي السعودي في رحاب المسجد الحرام - وضوح نيوز, اليوم الاثنين 29 ديسمبر 2025 03:00 مساءً

في مشهد يعكس أسمى معاني الشرف والإنسانية، جسّد الجندي السعودي ريان بن سعيد بن يحيى آل أحمد صورة ناصعة من صور التضحية والفداء، عندما أُصيب أثناء أدائه لمهامه الأمنية في المسجد الحرام، في موقفٍ يؤكد أن رجال الأمن في المملكة العربية السعودية لا يحملون السلاح فقط، بل يحملون قبل ذلك قلوباً عامرة بالمسؤولية والرحمة، وحساً أمنياً عالياً يجعل حماية الإنسان أولوية مطلقة، مهما كانت الظروف ومهما كانت التضحيات.
لقد أظهر الجندي ريان، في تلك اللحظة الحرجة، شجاعة نادرة ويقظة ذهنية عالية، حين حاول إنقاذ شخص ألقى بنفسه من أحد الأدوار العلوية في المسجد الحرام، غير آبهٍ بالخطر المحدق به، ولا سائلًا عن هوية من أنقذه أو جنسه أو جنسيته؛ فالمعيار الوحيد كان إنسانياً بحتاً: إنقاذ روح بشرية في أطهر بقاع الأرض؛ وهي قيمة راسخة في عقيدة رجل الأمن السعودي، الذي يرى في خدمة الحرمين الشريفين شرفاً لا يعلوه شرف؛ ولا يمكن قراءة هذا الموقف البطولي بمعزل عن ما يحظى به رجال الأمن من تدريب نوعي وتأهيل عالٍ، يجعلهم قادرين على التعامل مع أصعب الحالات الطارئة، بسرعة استجابة ودقة تصرف، تنم عن احترافية ميدانية، وانضباط عسكري، واستعداد نفسي يجعل التضحية بالذات أمراً وارداً في سبيل حماية الآخرين؛ فهذه الجاهزية لم تأتِ من فراغ، بل هي ثمرة دعمٍ متواصل، وتوجيهٍ مستمر، ورؤية واضحة وضعتها القيادة، ليكون أمن الحرمين نموذجاً يُحتذى عالمياً؛ وفي الحرمين الشريفين، تتجلى إنسانية رجل الأمن السعودي بأبهى صورها؛ فهو الحارس، والمسعف، والمرشد، والسند، يبتسم لقاصدي بيت الله الحرام، ويسهر على راحتهم، ويقف شامخاً في وجه كل ما قد يعكّر أمنهم أو سلامتهم؛ وهو في ذلك يمثل رجال سلمان بن عبدالعزيز، الذين وهبوا أنفسهم لخدمة ضيوف الرحمن، ولكل من يعيش على أرض المملكة، دون تمييز أو تفرقة.
إن الاتصال الهاتفي الذي أجراه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز، وزير الداخلية، بالجندي المصاب، والاطمئنان على حالته الصحية، لم يكن مجرد لفتة إنسانية، بل رسالة واضحة بأن ما يقدمه رجال الأمن محل تقدير القيادة الرشيدة، وأن ما يبذلونه من جهد وتضحية هو جزء أصيل من منظومة وطنية متكاملة تُعلي قيمة الإنسان، وتضع أمنه وسلامته في مقدمة الأولويات؛ وإن إشادة سمو وزير الداخلية بما قام به الجندي ريان آل أحمد، وما عبّرت عنه ردود الفعل من تقدير لليقظة الذهنية وسرعة الاستجابة، تؤكد أن هذه المواقف البطولية ليست استثناءً، بل نهجاً راسخاً وسلوكاً يومياً لرجال الأمن، الذين يقفون على خط الدفاع الأول، ليبقى المسجد الحرام واحة أمن وطمأنينة، ويبقى الإنسان مصون الكرامة، محفوظ النفس.
وفي الختام تبقى مثل هذه المواقف شاهدة على أن الجندي السعودي لا يؤدي وظيفة فحسب، بل يحمل رسالة، عنوانها: الأمن عبادة، والإنسان أمانة، والتضحية شرف لا يعرف حدوداً.
حفظ الله رجال أمننا، وكتب الشفاء العاجل للجندي ريان، وأدام على وطننا نعمة الأمن والأمان.

مبارك بن عوض الدوسري
@mawdd3

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق