في لحظة فارقة تتقاطع فيها التحولات المالية العالمية مع تسارع الابتكار، تستعد أبو ظبي لاستقبال نخبة قادة المال والاستثمار من حول العالم في دورة جديدة من أسبوع أبو ظبي المالي 2025، الحدث الذي بات يُنظر إليه باعتباره أكبر تجمع عالمي لرأس المال ومنصة لإعادة رسم ملامح الاقتصاد الجديد.

وبفضل موقعها الريادي كمركز عالمي للاستثمار وإدارة الأصول، تواصل أبو ظبي تعزيز حضورها كمنصة دولية قادرة على استقطاب التقنيات المتقدمة والاستثمارات الضخمة وصناع القرار، بما يمهد لمرحلة أكثر عمقاً وتأثيراً في مشهد التمويل العالمي.

تفاصيل الفعاليات

وتنعقد فعاليات الأسبوع خلال الفترة من 8 إلى 11 كانون الأول/ديسمبر تحت رعاية الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي ورئيس المجلس التنفيذي للإمارة، وباستضافة سوق أبو ظبي العالمي (ADGM)، ما يعكس الثقة الدولية المتزايدة بالمنظومة المالية لأبو ظبي، وقدرتها على قيادة نقاشات دولية تواكب وتعالج التحولات الكبرى في عالم الاستثمار. ويحمل الحدث هذا العام شعار "آفاق منظومة رأس المال"، وهو عنوان يلخص عمق المرحلة التي يمر بها الاقتصاد العالمي، حيث تتداخل التقنية مع أسواق المال، وتُعاد هيكلة تدفقات رؤوس الأموال وفق متغيرات اقتصادية وجيوسياسية متسارعة.

ويُتوقع أن يكون الأسبوع علامة فارقة في تاريخ الحدث، إذ يجمع أكثر من 750 متحدثاً عالمياً، ويضم نحو 60 فعالية وما يزيد على 300 جلسة متخصصة، بمشاركة رؤساء مجالس إدارة ورؤساء تنفيذيين ومؤسسي شركات تدير أصولاً تتجاوز قيمتها 62 تريليون دولار، أي ما يفوق نصف الناتج المحلي الإجمالي العالمي.

هذا الحجم غير المسبوق من الحضور المالي العالمي يعزز موقع أبو ظبي كمركز محوري لإدارة الأصول، ويجعل من الحدث منصة ذات تأثير مباشر على القرارات الاستثمارية العالمية.

أبوظبي (وكالات)

قضايا هامة 

ومن المقرر أن تركز أجندة هذا العام على مجموعة من القضايا التي تُعد الأكثر حساسية وتأثيراً في حاضر القطاع المالي ومستقبله، من بينها الابتكارات القائمة على الذكاء الاصطناعي، والتحولات في تدفقات رؤوس الأموال، وتطور الأطر التنظيمية، وبناء منظومات مالية أكثر شمولاً واستدامة.

كما يواصل الأسبوع احتضان فعالياته السنوية البارزة مثل منتدى أبو ظبي الاقتصادي، وأسيت أبو ظبي، وفينتيك أبو ظبي، ومنتدى التمويل المستدام، إلى جانب إطلاق فعاليات جديدة تعزز تنوع النقاشات واتساع قاعدة المشاركين.

ويمثل الحدث، بحجمه وتأثيره، نقطة تحول في دور أبو ظبي داخل النظام المالي العالمي، إذ لا يقتصر على كونه منصة لعرض رؤى اقتصادية جديدة، بل يشكل مساحة استراتيجية لإعادة هيكلة الشراكات الاستثمارية نحو الفرص الأكثر نمواً.

منصة عالمية

وتعقيباً على ذلك، يقول الخبير الاقتصادي ومدير "مركز رؤية للدراسات"، بلال شعيب  لـ"النهار"، إن انطلاق دورة جديدة من أسبوع أبو ظبي المالي 2025 يكتسب أهمية استراتيجية للإمارات، لما يمثله من منصة عالمية لجذب رؤوس الأموال وتعزيز مكانتها كمركز مالي دولي.

ويضيف أن أبو ظبي باتت تعتمد اعتماداً واسعاً على الأنظمة الرقمية والذكاء الاصطناعي في مختلف معاملاتها، الأمر الذي ينعكس بصورة مباشرة وإيجابية على مناخ الاستثمار وقدرتها على استقطاب مزيد من رؤوس الأموال الخارجية.

ويشير شعيب إلى أن المستثمر الأجنبي يبحث عن بيئة تتمتع بهذه المزايا، ذات اقتصاد متنوع في مختلف القطاعات وقادرة على توفير فرص استثمار واسعة تُسهم في تحقيق التنمية الشاملة.

ويوضح أنه في الوقت الذي لم تعد فيه أسواق أوروبا بالشكل الجاذب الذي كانت عليه سابقاً، باتت دول الخليج أكثر جذباً للاستثمار، بخاصة مع امتلاكها قاعدة بشرية مؤهلة وتبنيها سياسات متقدمة في التحول الرقمي، ما يعزز قدرتها التنافسية في استقطاب رؤوس الأموال العالمية.

وبهذا الزخم الدولي والمتحدثين الرفيعي المستوى، يرسخ أسبوع أبو ظبي المالي 2025 مكانته كمنصة مؤثرة تُعيد توجيه بوصلة رؤوس الأموال العالمية نحو المنطقة، ويؤكد قدرة أبو ظبي على قيادة مستقبل الاستثمار العالمي وصياغة ملامح اقتصاد أكثر ابتكاراً واستدامة في السنوات المقبلة.