في خطوة تُعيد تشكيل مستقبل قدراتها البرمائية، تتجه البحرية الأمريكية إلى تدشين جيل جديد من سفن الإنزال المتوسطة، في مشروع يُنظر إليه كتحوّل استراتيجي يهدف لتعزيز جاهزية القوات في مسارح العمليات البعيدة والمعقدة. ووفق موقع وور تايم زون، تخطط البحرية لتسلّم أولى هذه السفن عام 2029، في محاولة لتجاوز تعثرات برامج بناء السفن خلال السنوات الأخيرة.

وجاء اختيار تصميم LST-100 ليشكّل الأساس لهذه الفئة الجديدة، في خطوة تراها واشنطن محورية لدعم رؤية مشاة البحرية القائمة على الانتشار اللامركزي والتحرك السريع عبر الجزر النائية—خصوصًا في أي سيناريو محتمل بمنطقة غرب المحيط الهادئ.

مواصفات تشغيلية تُعيد تعريف المهام البرمائية

يشير وزير البحرية جون فيلان إلى أن اللجوء إلى تصميم جاهز للإنتاج جاء بعد مراجعة شاملة لسياسات بناء الأسطول. ويقدم هذا الطراز مزيجًا من الكفاءة التشغيلية والجدوى الاقتصادية، إذ تبلغ سعته 4000 طن، ومداه يتجاوز 3400 ميل بحري، بينما يصل طوله إلى 100 متر وعرضه 16 مترًا، وتبلغ سرعته 14 عقدة.

وتستوعب السفينة نحو 234 جنديًا و11 ألف قدم مربعة من الحمولة، بينما لا يحتاج تشغيلها سوى 18 فردًا فقط، ما يعزز كفاءة التشغيل وتقليل التكلفة البشرية.

جاهزية للعمليات في المناطق المحرومة من البنى التحتية

يعكس تصميم السفينة، المزود ببوابة أمامية للإنزال المباشر ومنحدر خلفي ورافعة وقارب إنزال مساعد، تركيزًا واضحًا على تمكين القوات من التحرك في بيئات تفتقر لأي تجهيزات لوجستية—وهو ما تضعه مشاة البحرية في صدارة أولوياتها في العمليات المتقدمة.

كما يتضمن السطح الخلفي منصة لهبوط المروحيات من فئة NH-90 أو ما يعادلها، ما يمنح السفينة قدرة إضافية على دعم المهام التكتيكية.

35 سفينة مطلوبة.. ومفهوم “القواعد المتنقلة”

قائد مشاة البحرية، الجنرال إيريك سميث، وصف السفينة بأنها “الخيار الأمثل” لتلبية احتياجات قواته، مؤكدًا أنها ستكون عنصرًا حاسمًا في تعزيز مرونة الانتشار داخل نطاقات التهديد الصاروخي للخصوم، وفي دعم مفهوم القواعد المتنقلة الذي تراهن عليه القوات الأمريكية في مسارح التوتر.

حقوق تصميم كاملة وتوسّع في التصنيع

وبحسب قيادة أنظمة البحر NAVSEA، ستقتصر التعديلات على التصميم الأساسي على نطاق محدود، بعد أن اشترت البحرية حقوق التصميم بالكامل مقابل 3.29 مليون دولار، بما يفتح الباب أمام بناء السفن في عدة أحواض أمريكية دون الارتباط بمورد واحد.

وتخطط البحرية لبدء تصنيع أول سفينة عام 2026، على أن يتم تسليمها في 2029، مع توقعات بإنتاج وحدات إضافية في حوض بولينغر المعروف بخبرته في تطوير السفن اللوجستية.

بهذه الخطوات، تضع البحرية الأمريكية حجر الأساس لأسطول برمائي جديد يعزز قدرتها على المناورة والانتشار السريع في أكثر المناطق حساسية حول العالم.

للمزيد تابع

خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك