نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
80-9-80... السلام العالمي بخطر؟ - وضوح نيوز, اليوم الأربعاء 10 ديسمبر 2025 06:15 صباحاً
قد يرغب ألكسندر ستوب بتعديل مقاله قليلاً. وثمة سابقة تشجع الرئيس الفنلندي على ذلك.
في 2 كانون الأول/ديسمبر، نشرت "فورين أفيرز" مقالاً لستوب تحت عنوان "آخر فرصة للغرب"، دعا فيه صنّاع القرار الغربيين إلى استغلال فرصة قراءة متغيرات النظام الدولي وإصلاح المؤسسات الأممية والتعاون مع "عالم الجنوب" لتأسيس نظام جديد مستقر. اللافت تحديداً في الدعوة تعاملها مع الغرب بصفته كتلة متجانسة نوعاً ما، إذ خفّفت من الانقسامات المتزايدة والحرجة بين أوروبا وأميركا. فستوب كتب أن الولايات المتحدة غيّرت تركيزها من التعددية التعاونية إلى المقايضة، "لكنها لا تزال تملك التزامات بمؤسسات إقليمية مثل الناتو".
إنما للإدارة رأي آخر
فقد نبّه وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسينت في مقابلة مع "فوكس نيوز" الأوروبيين من أن بلاده لن ترسل جنودها إلى القارة العجوز إذا اندلعت حرب مع روسيا، بل ستكتفي ببيعها السلاح. أي، بمعنى آخر، لن يكون هناك حتى قانون "إعارة وتأجير". وبالكاد انتهت أوروبا من قراءة وثيقة الأمن القومي الأميركي "المقلقة" حتى عاجلها إيلون ماسك بمنشورات عن ضرورة التخلص من الاتحاد الأوروبي.
الرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب (أ ب)
سيُنشر مقال ستوب في العدد الورقي المقبل من "فورين أفيرز". صحيح أن الرئيس الفنلندي قد لا يضطر إلى تعديل مقاله كما فعل جيك ساليفان قبل عامين، حين كتب أن الشرق الأوسط "أهدأ" من العقود الماضية، قبل أن يدفع "طوفان الأقصى" المستشار الرئاسي السابق إلى تعديل المقال الورقي. ربما تجاهل ستوب عمداً الانقسام الأميركي-الأوروبي، وفي جميع الأحوال، يمكن ألا تصل الإدارة الحالية إلى حد الطلاق الكامل مع الحلف الأطلسي. لكن الأكيد أن استراتيجيا الأمن القومي الجديدة تضعف فكرة وجود غرب سياسي موحد، هذا إن لم تكن قريبة من تفكيكه.
ثلاثة أرقام... مذهلة ومقلقة
في 24 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، نشرت المجلة نفسها مقالاً للأستاذ البارز في جامعة هارفارد غراهام أليسون والنائب السابق لقائد هيئة الأركان المشتركة جيمس وينفيلد جونيور، تحت عنوان "نهاية السلام الأطول؟"
استعرض الكاتبان ثلاثة أرقام عن نجاح النظام الدولي في الوقت الراهن: 80-9-80.
الثمانون الأولى هي عدد الأعوام التي مرت على آخر استخدامللأسلحة النووية. بينما يرتبط الرقم 9 بعدد الدول الأعضاء في النادي النووي. يعدّ هذا الرقم إنجازاً لأن الرئيس الأسبق جون كينيدي توقع أن يشمل النادي، بحلول السبعينات، بين 25 و30 دولة.
ثالثاً، مرّ 80 عاماً على آخر حرب بين قوى عظمى. قد يرى البعض أن الأمر طبيعي؛ لكنه ليس كذلك. فالسلام الدولي هذا، بحسب الكاتبين، هو الأطول منذ حقبة الإمبراطورية الرومانية.
جنود أميركيون في فرنسا بعد تحريرها من النازية (أ ب)
بالاستناد إلى استراتيجيا الأمن القومي الجديدة وإلى سلوك الإدارة الأميركية على الأقل، يميل الجواب على سؤال أليسون ووينفيلد إلى أن يكون "نعم". ربما يقترب العالم من نهاية السلام الأطول، أو بالحد الأدنى، ستتسارع وتيرة تآكل أسس هذا السلام.
فالاستراتيجيا الجديدة لا تتطرق إلى التوازن النووي الذي يزداد هشاشة بالنسبة إلى الأميركيين. وتشديدها على "مبدأ مونرو" يهيئ تدريجياً للانعزالية الأميركية، حيث أن المبدأ نفسه صيغ في زمن التعددية القطبية غير المستقرة، والتي انتهت بحربين مدمرتين. كذلك، إن المراحل الانتقالية بين النظم الدولية السائدة هي الأخطر عادة.
ولا حاجة للاستفاضة في شرح كيف أن انخفاض قيمة الضمانات الأميركية يعني انفلاش نادي الدول النووية. أليسون وويلنفيلد، على سبيل المثال، ذكرا أن هناك نحو 100 دولة تملك الإمكانات المادية والتكنولوجية لتطوير سلاحها النووية.
نحن والحظ
من هنا، ليس الغرب أمام "الفرصة الأخيرة" للتعاون مع عالم الجنوب وحسب، بل ربما أمام الفرصة الأخيرة للتصالح والتعاون مع نفسه أولاً، قبل البحث في أي خطوات أخرى.
بحسب أليسون ووينفيلد، لزم الأمر حظاً ورؤية حكيمة لاستدامة سلام طويل بين القوى العظمى.
لكن عما قريب، قد يتكل السلام العالمي على الحظ وحده. وعملياً، ليست هذه وصفة فعلية لسلام عالمي.









0 تعليق