فجّرت البيلاروسية أرينا سابالينكا، المصنّفة الأولى عالمياً، موجة جدل واسعة بعدما أعلنت صراحة رفضها لمشاركة المتحولات جنسياً في بطولات رابطة اللاعبات المحترفات "WTA"، معتبرة أن ذلك يُشكّل غياباً للعدالة التنافسية في الرياضة النسوية.

وخلال ظهورها مساء الثلاثاء في برنامج الإعلامي البريطاني بيرس مورغان، سُئلت سابالينكا عن موقفها من رأي الأسطورة التشيكية-الأميركية مارتينا نافراتيلوفا، المعروفة بمعارضتها القاطعة لإشراك المتحولات في منافسات السيدات، لتؤكد: "أتفهم حساسية الموضوع… لا أملك أي مشكلة شخصية معهن، لكن من الواضح أن هناك أفضلية بيولوجية لا يمكن تجاهلها".

"المرأة تتدرّب طوال حياتها… ثم تواجه تفوّقاً بيولوجياً

وتابعت نجمة التنس البالغة 27 عاماً تصريحاتها بنبرة حازمة: "أرى أنه من غير العادل أن تواجه لاعبة امرأة شخصاً كان بيولوجياً رجلاً في الأصل. المرأة تعمل سنوات طويلة لتتجاوز حدودها، ثم تجد أمامها جسداً أكثر قوة من الناحية الفطرية".

أرينا سابالينكا. (وكالات)

وأضافت: "لهذا السبب لا أتفق مع هذا التوجه في عالم الرياضة"، مشيرة إلى أن القضية تتجاوز البعد الاجتماعي لتلامس جوهر مبدأ تكافؤ الفرص في المنافسات الاحترافية.

ما موقف "WTA" من القضية؟

ورغم الجدل المتواصل، لا تزال رابطة اللاعبات المحترفات تسمح بمشاركة المتحولات جنسياً وفق بروتوكول طبي صارم، يشترط:

بقاء مستوى هرمون التستوستيرون في دم اللاعبة دون 2.5 نانومول/لتر لمدة عامين متتاليين.

تقديم إقرار رسمي بالهوية الجندرية كامرأة أو غير ثنائية.

ورغم الإطار التنظيمي المعتمد، لا تُشارك حالياً أي لاعبة متحولة في المستوى العالي من منافسات كرة المضرب.

رينيه ريتشاردز… الاسم التاريخي الوحيد

ويُعد اسم الأميركية رينيه ريتشاردز، المولودة باسم ريتشارد راسكيند عام 1934، من الحالات النادرة في تاريخ اللعبة. فقد شاركت في بطولة أميركا المفتوحة للرجال خلال خمسينيات القرن الماضي قبل التحول الجنسي، ثم عادت للمنافسات بين السيدات أواخر السبعينيات وحتى أوائل الثمانينيات.

وبعد اعتزالها عام 1981، تحوّلت ريتشاردز إلى التدريب، وكان من أبرز أعمالها تدريب الأسطورة نافراتيلوفا نفسها.

"معركة الجنسين" تنتظر سابالينكا

في سياق منفصل، تستعد سابالينكا للمشاركة في حدث استعراضي لافت تحت عنوان "معركة الجنسين"، حيث ستواجه الأسترالي نيك كيريوس في دبي أواخر كانون الأول / ديسمبر، في مواجهة رمزية تعكس الجدل الدائم حول الفوارق البدنية بين الجنسين في عالم كرة المضرب.