يُعيد جيل زد (Gen Z) تعريف معنى السفر، حيث تكشف بيانات منصات الحجوزات عن تحول واضح نحو ما يُعرف بـ "الرحلات السريعة" (Quick Trips). على النقيض من الاعتقاد السائد بأن الشباب يقضون أشهراً في التجوال، يميل هذا الجيل إلى العطلات الدولية القصيرة جداً، التي تُركز على الكثافة الثقافية والاجتماعية. تُصبح الوجهة المختارة مختبراً للتجارب، حيث الأولوية للطعام المحلي المذهل، واستكشاف الأسواق الشعبية النابضة بالحياة، والتفاعل مع المواقع التاريخية في مدن ديناميكية. هذا التوجه يعكس قلة الإجازات المتاحة والرغبة في استهلاك أكبر قدر ممكن من التجارب في أقل وقت ممكن.

وجهات المدن الساحلية: مزيج من الطبيعة والحيوية الليلية

تُظهر قائمة الوجهات الأكثر رواجاً بين مسافري جيل زد تفضيلاً كبيراً للمدن التي تقدم مزيجاً فريداً بين الطبيعة الحضرية والحياة الاجتماعية النشطة. تُعد بوسان (Busan) الساحلية في كوريا الجنوبية مثالاً بارزاً لهذا المزيج، حيث تمزج المدينة بين مسارات المشي المريحة على الساحل وأزقّة الطعام المضيئة بالنيون، مما يخلق أجواءً ديناميكية وجاذبة. كما يتميز سوق بويبيونغ كانغتونغ بكونه أول سوق ليلي دائم في كوريا، ويوفر تنوعاً ضخماً في المأكولات الشارعية، وهي تجربة أساسية للمسافر الباحث عن الأصالة. هذا الاتجاه يشمل أيضاً المدن الساحلية في أمريكا الجنوبية مثل جواو بيسوا (João Pessoa) وماسايو (Maceió) في البرازيل، حيث يمكن الجمع بين الاستمتاع بالشواطئ والتغلغل في الثقافة المحلية.

الأسواق الصاخبة والعمق الثقافي التقليدي

يميل جيل زد إلى اختيار المدن التي تتيح لهم الانغماس المباشر في الثقافة التقليدية عبر الأسواق الشعبية وتجارب الطعام الأصيلة. تتصدر مراكش المغربية هذه الفئة، حيث تُعد المدينة صاخبة ومليئة بالأسواق الشعبية (المدن القديمة)، والأسطح العصرية المطلة على المآثر التاريخية، وروائح ونكهات المطبخ المغربي الغنية. هذه الوجهات توفر تجربة حسية قوية تعكس التاريخ والتراث. وفي المقابل، نجد مدناً مثل مكسيكو سيتي (Mexico City) وسان خوان (San Juan) في بورتو ريكو، التي تقدم عمقاً تاريخياً هائلاً من خلال مواقعها الأثرية والتاريخية، إلى جانب مطبخها المحلي المذهل الذي يُعد جزءاً أساسياً من الرحلة السريعة لهذا الجيل. هذا البحث عن الأصالة هو ما يفسر رواج هذه المدن المليئة بالحركة والقصص.

العواصم الأنيقة ومراكز الثقافة البديلة

على صعيد آخر، ينجذب جيل زد إلى العواصم الأنيقة التي تقدم مزيجاً من العمارة التاريخية والتعبير الثقافي الحديث والمستقل. تُعد ستوكهولم السويدية مثالاً رئيسياً، فهي تمتد على 14 جزيرة وتجمع بين العمارة الكلاسيكية والبارات والمقاهي العصرية. هذه المدينة تُركز على الثقافة البديلة ومساحات المجتمع المختلفة. وفي أمريكا الجنوبية، تُظهر بوينس آيرس (Buenos Aires) في الأرجنتين جاذبية خاصة بفضل مشاهدها الثقافية والفنية الغنية. كما تُبرز مدن آسيوية مثل ناكانو (Nakano) في اليابان وكوه ساموي (Koh Samui) في تايلاند، حيث يقصدها الشباب للاستمتاع بأجواء المدينة المعاصرة والتجارب المحلية غير التقليدية. هذه الوجهات تتيح لجيل زد دمج الاستكشاف الثقافي مع أسلوب حياة حضري ديناميكي.

في الختام، يُظهر المسافرون من جيل زد تحولاً نوعياً في أولويات السفر، مفضلين الرحلات القصيرة التي تُعظم الاستفادة من الوقت عبر الانغماس في الثقافة والطعام والتجارب الاجتماعية. هذه المدن العشر الأكثر رواجاً هي دليل على أن الشباب اليوم يبحثون عن وجهات نابضة بالحياة تروي قصصها الخاصة.

المدن الأكثر رواجًا بين مسافري جيل زد (وفقًا لبيانات Airbnb)